الحريري: إختراق التوافق قد يحصل في أي لحظة

بيروت: صرح النائب اللبناني سعد الحريري، أبرز أقطاب الأكثرية، في حديث لوكالة فرانس برسالجمعة، بأن اختراقا قد يحصل نحو التوافق على الإنتخابات الرئاسية "في أي لحظة"، متهما سوريا وحلفاءها في لبنان بإطلاق النار على المبادرة الفرنسية. وقال الحريري ان اختراقا في المساعي الجارية من اجل التوصل الى توافق على الانتخابات "قد يحصل في اي لحظة"، مضيفا "نحن مستعدون للتوافق".

وتابع "انا متفائل باننا سنتمكن من التوصل الى اتفاق يخرج البلاد من الازمة". واضاف "آمل باننا عندما سنحصل على لائحة اسماء المرشحين (التي وضعها البطريرك الماروني نصرالله صفير)، سيعقد اجتماع بيني وبين (رئيس المجلس النيابي) نبيه بري" للبحث في هذه الاسماء والتوصل الى توافق. وقال الحريري ان "التهجم على المبادرة الفرنسية مصدره واحد: سوريا وادواتها في لبنان".

وتنص المبادرة الفرنسية التي اعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال زيارة له الثلاثاء الى لبنان على ان يضع البطريرك الماروني الذي ينتمي رئيس الجمهورية الى طائفته، لائحة باسماء مرشحين تحال الى بري، احد اقطاب المعارضة والحريري اللذين يعقدان اجتماعات منتظمة في محاولة للوصول الى توافق.

ويختار بري والحريري اسما او اثنين يطرحان على المجلس النيابي في جلسته المقررة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال الحريري "اعتقد انه سيتم التوصل الى عملية اقتراع توافقية". واضاف "الاهم ان يتم انتخاب رئيس لبناني يؤمن بسيادة وحرية البلاد وبالمحكمة الدولية (في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري) وبالقانون".

ميشال المر: سبعة نواب على الاقل من كتلة عون مع رئيس توافقي

من جهته اعلن النائب ميشال المر، احد اركان كتلة النائب ميشال عون النيابية المعارضة، اليوم الجمعة ان سبعة نواب على الاقل من "تكتل الاصلاح والتغيير" الذي يرأسه عون يدعمون انتخاب "مرشح توافقي" للجمهورية يتم اختياره وفق آلية المبادرة الفرنسية، الامر الذي يرفضه العماد عون. وقال المر اثر اجتماعه بالبطريرك الماروني نصر الله صفير "ابلغت البطريرك استعدادي للتوجه الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اذا تم التوافق على مرشح من جانب رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري والبطريرك". واضاف "هذا الموقف اعلنته الخميس في اجتماع الكتلة (كتلة الاصلاح والتغيير) واعلن ستة او سبعة اعضاء على الاقل مواقف مماثلة". وكرر قائلا "عندما يتفق بري والحريري على مرشح بالتنسيق مع صفير سنلتزم به وسنصوت له".

وردا على سؤال عن العلاقة مع عون، قال المر "نحن وعون لا نفترق اذا كان مرشحا. لكننا نحن لسنا مع الفراغ (الدستوري) اذا كان هو مع الفراغ". وقال عون المرشح للرئاسة والذي تضم كتلته 22 نائبا الخميس اثر اجتماع لكتلته "لن نقبل بتأمين النصاب ولو توافر الثلثان لاننا نرفض ان نغطي رئيسا ليس مغطى من كل الفئات اللبنانية"، معتبرا ان المبادرة الفرنسية لاختيار مرشح توافقي "اتت خارج اطار الاشكال الدستورية".

ويطرح عون نفسه على انه مرشح توافقي كونه يحظى بقاعدة شعبية واسعة بين المسيحيين وبدعم من حزب الله الشيعي. وشدد المر على ان موقفه محصور بالتوصل الى رئيس توافق. وقال "اذا لم يتوصلوا الى مرشح توافقي سيكون لنا موقف مغاير، ولن نؤمن النصاب ليتأمن مرشح ينتخب بالنصف زائد واحد".

بان كي مون: عدم حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان سيؤدي الى ظروف خطرة

من جهتهاعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة اثر سلسلة لقاءات اجراها في بيروت ان عدم حصول انتخابات رئاسية في لبنان "قد يؤدي الى ظروف خطرة وغير معروفة"، مؤكدا ان رئيسا ينتخب بموجب الدستور والشرعية الدولية سيحظى بدعم دولي كبير. وقال بان كي مون في مطار بيروت قبل مغادرته لبنان، ان "عدم حصول انتخابات سيؤدي الى ظروف خطرة وغير معروفة. اما الانتخابات فستفتح مجالات استقلال وازدهار وديمقراطية" بالنسبة الى البلد.

وطالب المسؤولين اللبنانيين بتحمل مسؤولياتهم محذرا في حال "عدم تحمل المسؤوليات من الاقتراب من حافة الهاوية".واضاف "نحترم اي مرشح واي رئيس ينتخب بموجب الدستور وبحسب الشرعية الدولية"، مشيرا الى ان مثل هذا الرئيس "سيحظى بدعم دولي كبير".وقال بان كي مون ان محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين "كانت ايجابية".

واضاف "شددت خلال محادثاتي على ضرورة ان يجتمع البرلمان لانتخاب رئيس جديد ولا بد ان تحصل الانتخابات في وقتها بموجب الدستور ومن دون اي تدخل اجنبي ومع احترام القرارات الدولية".كما شدد على وجوب ان يتمكن القادة اللبنانيون من "ايجاد حل يحظى باوسع دعم عبر الوسائل الديمقراطية".وقال ان "من ينتخب رئيسا لا بد ان يتحمل مسؤولياته وان يواجه التحديات"، معتبرا ان هذه "التحديات قد تكون خطرة وتتطلب شجاعة ومهارة".

والتقى بان كي مون صباح الجمعة البطريرك الماروني نصرالله صفير، ثم اجتمع مع عدد من نواب الاكثرية وقياديي قوى 14 آذار التي تمثلها الاكثرية بينهم النائب وليد جنبلاط والرئيس السابق امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. كما اتصل هاتفيا بالنائب ميشال عون، المرشح عن المعارضة الى الانتخابات الرئاسية، واجتمع مع النائب السابق سليمان فرنجيه (معارضة).

وكان بان التقى الخميس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، احد اقطاب المعارضة، والنائب سعد الحريري، ابرز اركان الاكثرية.

وكان في وداع بان كي مون، كما في استقباله، في المطار، وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ.