شخصيات فلسطينية تدعو للتمسك بوثيقة الاستقلال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس : قبل 19 عاما، وتحديدا في يوم 15/11/1988، تلا الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في المجلس الوطني الفلسطيني الذي التأم آنذاك في الجزائر، ما اصطلح عليه وثيقة اعلان الاستقلال، ومعلنا قيام دولة فلسطين، التي لم تتحقق بعد على ارض الواقع.
واعتبرت الوثيقة، بمثابة ميثاق جديدلمنظمة التحرير الفلسطينية، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ويحدد إقامة الدولة في الأراضي المحتلة عام 1976، وكذلك يؤكد طبيعتها كدولة علمانية، تساوي بين الرجل والمرأة، وبين مواطنيها بغضالنظر عن خلفياتهم الثقافية والدينية.
واضافت التعبيرات المنمقة للشاعر محمود درويش، الذي صاغ الوثيقة، رونقا تعبيريا على الوثيقة، التي تحاول شخصيات ومؤسسات فلسطينية إعادة الاعتبار لها.
ويخصص المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية، جزءا مهما من برامجه التثقيفية، للتعريف والترويج للوثيقة.ويعقد هذا المركز الذي يديره نشطاء من حزب الشعب الفلسطيني (الشيوعي سابقا) ويتلقى دعما من جهات مانحة، ندوات ودورات في التجمعات السكانية الفلسطينية حول وثيقة الاستقلال.وأحيا المركز الذكرى التاسعة عشرة للوثيقة، باحتفالات في المدن الفلسطينية، ووضع نصبا حجرية عليها مواد من الوثيقة، في المدن الفلسطينية.
اعتبر ناصيف المعلم مدير عام المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية أن التمسك بقرارات الشرعية الدولية التي تضمنتها وثيقة إعلان الاستقلال، شرط أساسي لحل الصراع مع الطرف الإسرائيلي وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 والقدس العربية عاصمتها وتطبيق القرار 194 الخاص بحق العودة.
وأشار المعلم إلى أن وثيقة الاستقلال القائمة على الشرعية الدولية أصبحت وثيقة عالمية تعترف بشرعيتها كل دول العالم، وانتقد المعلم ما اسماه سوء الأداء وتهميش مبادئ إعلان الاستقلال ومحاولة طرح مبادرات كبديل لوثيقة إعلان الاستقلال وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد المعلم أن المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية يعمل ومنذ تأسيسه عام 1992 على نشر وثيقة الاستقلال وتوعية الجمهور الفلسطيني بأهميتها وحشد الدعم الدولي لها، واعدا بان يتم زرع صخرة الاستقلال في كل محافظات الوطن وعلى رأسها القدس العربية عاصمة الدولة الفلسطينية.
وبمناسبة إعلان وثيقة الاستقلال، قال فؤاد رزق عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، بأنه في ظل الشكوك والقلق الذي يساور الشعب الفلسطيني من مؤتمر الخريف "نطالب أبو مازن التمسك والإصرار على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الحدود والاستيطان والجدار والتواصل الجغرافي والقدس وقضية اللاجئين، ونؤكد وجوب إعادة اللحمة والوحدة الداخلية والتمسك ببنود إعلان الاستقلال قبل الانطلاق إلى مؤتمر انابوليس".
وقال الناشط الفتحاوي انطون عياد، انه يتوجب الان اكثر من أي وقت مضى تبني وثيقة ومبادئ إعلان الاستقلال "لتكون دليلا ينير طريق الفلسطينيين ويوحد كلمتهم".
الباحثة في التراث الشعبي الفلسطيني مها السقا أشارت إلى دور وثيقة إعلان الاستقلال في الحفاظ على التراث الفلسطيني وما أولته بنود هذه الوثيقة من أهمية للتراث كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية.
واعتبر النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن وثيقة إعلان الاستقلال أرست أساس وفلسفة النظام السياسي الفلسطيني حاضراً ومستقبلاً والقائم على الديمقراطية والتعددية والمساواة واحترام مبادئ حقوق الإنسان.
وقال إن النظام السياسي الفلسطيني تمت صياغته على قاعدة وثيقة الاستقلال بحيث يكون نظاماً برلمانياً ديمقراطياً يحترم حرية الرأي وتكوين الأحزاب وحرية المرأة ويرسخ سيادة القانون والقضاء المستقل واحترام حقوق الإنسان.
وأوضح قراقع أن المادة الخامسة من القانون الأساسي الفلسطيني قد استمدت أساساً من وثيقة الاستقلال التي توضح طبيعة المجتمع والنظام الذي يسعى إليه الفلسطينيون.
واعتبر قراقع أن وثيقة الاستقلال من أهم المنجزات الفكرية والثقافية للشعب الفلسطيني وهي بمثابة ميثاق انساني واجتماعي تتبلور فيه مفاهيم المجتمع المدني والتنمية واحترام حقوق الأقلية والتداول السلمي للسلطة واحترام الأديان وهي اللبنة الأساسية لدستور فلسطين القادم.
وأكد قراقع أن أي قوانين أو مشاريع قوانين أو قرارات بقوانين ومراسيم يجب أن تنسجم وتتلاءم مع روح ومفاهيم وثيقة الاستقلال التي حظيت بإجماع الشعب الفلسطيني "لأننا نسعى إلى بناء وطن ديمقراطي سيادي ونظام برلماني يحترم القانون وحرية الرأي ولا يلغي الآخرين ويمنع الاستبداد والتفرد".
وفي هذا السياق اعتبر قراقع أن ما اسماه انقلاب حركة حماس وتداعياته الخطرة هو "انقلاب خطر على وثيقة الاستقلال ومبادئها وعلى النظام السياسي الديمقراطي الذي يسعى الشعب الفلسطيني إلى بنائه وتجسيده في الحياة الفلسطينية".
وقال قراقع، إن وثيقة الاستقلال تمنع استخدام السلاح والحسم العسكري لحل الخلافات وتدعو إلى احترام الآخرين وحرية الرأي والتعبير وتمنع فرض فكر أو رأي بالقوة والقمع على الآخرين "فالانقلاب خروج عن تربية ومبادئ الشعب الفلسطيني التي جاءت وثيقة الاستقلال لتعلنها كأساس ثقافي واجتماعي لدولة فلسطين المستقلة".