تعليق مشاركة روسيا بمعاهدة الأسلحة غير مفاجئ لواشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: أعربت الإدارة الأميركية عن الأسف لمصادقة مجلس الفيدرالية الروسي (مجلس الشيوخ) على مشروع القانون الخاص بتعليق مشاركة روسيا في معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك في حديث للصحفيين في واشنطن: "تأتي هذه المصادقة تأكيدا للقرار الذي اتخذه الرئيس بوتين. ونعتقد أن هذا القرار يثير الأسف، ولكننا سنواصل العمل مع الروس". وأضاف أن روسيا ناقشت المسائل المتعلقة بمعاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا مع الولايات المتحدة لفترة طويلة، ولهذا لم يكن قرار موسكو الخاص بتعليق المشاركة في هذه المعاهدة مفاجأة بالنسبة لواشنطن.
واختتم ماكورماك حديثه بالقول: "لم نتوصل بعد إلى قرار يمكن أن يكون مقبولا للجميع، ولكننا نعمل معهم (الجانب الروسي) بروح إيجابية، وهم يعملون بشكل بناء أيضا".
وقد صادق مجلس الفدرالية الروسي بالإجماع في السادس عشر من هذا الشهر على مسودة القانون الفدرالي التي قدمها الرئيس الروسي "حول تعليق مشاركة روسيا في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا".
وكان مجلس الدوما الروسي قد أيد في جلسة عقدها في السابع من الشهر الجاري مشروع القانون هذا.
وجاء في الملحق التوضيحي للوثيقة أن هذا الموراتوريوم لا يعني خروج روسيا من المعاهدة نهائيا بل إيقاف العمل بها على أراضي روسيا الاتحادية.
وقد صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك خلال مناقشة هذه المسألة في مجلس الدوما بأن صدور قانون تعليق مشاركة روسيا في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا ضروري ومبرر سياسيا، لأن "المعاهدة بصيغتها الحالية لا تتماشى مع الواقع السياسي".
ولفت الانتباه أيضا إلى أن المعاهدة تتعارض مع أهداف روسيا العسكرية.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن مسودة القانون تنص أيضا على إمكانية استئناف روسيا مشاركتها في الوثيقة، مؤكدا أن هذا القرار سيتخذ إذا هيأ الشركاء الغربيون الظروف المناسبة لسريان المعاهدة المعدلة وعملها بشكل فعال.
كما أكد كيسلياك أن موسكو قد تقدم على الانسحاب من المعاهدة نهائيا إذا لم يصادق شركاؤها على الصيغة المعدلة من المعاهدة.
ومن جانبه أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية جنرال الجيش يوري بالويفسكي بأن الولايات المتحدة وبلدان الناتو مازالت تعول على عدم إقدام روسيا مع ذلك على فرض موراتوريوم على معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.
وذكر رئيس هيئة الأركان العامة أن الضباط الكبار في الغرب يستوعبون في غضون ذلك شرعية قرار روسيا حول فرض الموراتوريوم ومبرراته.
وشدد على أن روسيا تملك ما يكفي من القوة والوسائل والأساليب الكفيلة بضمان أمنها ومصالحها الوطنية.
ويرى بالويفسكي أن المعاهدة تتيح تنفيذ إستراتيجية تقدم الناتو نحو الشرق دون أي قيود عمليا وإعادة هيكلة التواجد العسكري الأميركي في أوروبا وممارسة رقابة دائمة على تشكيلة مجموعة القوات المسلحة الروسية في المنطقة الأوروبية وحالتها.
ووصف رئيس مجلس الفدرالية الروسي سيرغي ميرونوف إعلان روسيا الموراتوريوم على تنفيذ معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا بأنه "خطوة صائبة تماما".
وقال في حديث للصحفيين إثر جلسة المجلس التي صادق أعضاؤه خلالها على قانون تعليق روسيا سريان المعاهدة إن "هذه المعاهدة فرضت علينا شروطا جائرة لأننا لم نستطع من حيث الجوهر حتى نقل دبابة واحدة من مكان إلى آخر".
ويرى ميرونوف أن هذا الموراتوريوم يعني أن "روسيا لا تسمح لأي جهة بالاستخفاف بها".
وقال: "لم تصادق على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا المكيفة إلا أربع جمهوريات سوفيتية سابقا. وماذا يفعل الناتو بالمقابل؟ ينشر قواعده في رومانيا وبلغاريا. وتخطط الولايات المتحدة بدورها لنشر منظومة دفاع مضاد للصواريخ في بولندا وتشيكيا".