قيادي صدري: عصابات حكومية تنفذ إعدامات في كربلاء

السيطرة على معاقل مسلحي جيش المهدي في الديوانية
قيادي صدري: عصابات حكومية تنفذ إعدامات في كربلاء

أسامة مهدي من لندن: أكدت وزارة الداخلية العراقية اليوم السيطرة على معاقل جيش المهدي في مدينة الديوانية الجنوبية بالكامل، في حين إتهم نائب محافظ كربلاء والقيادي في التيار الصدري جواد الحسناوي ما اسماها بعصابات حكومية متنفذة وأجهزة تنفيذية في المحافظة بتنفيذ عمليات اعدام واغتيال وقتل وبيع المعتقلين إلى مليشيات لقتلهم .. بينما أكد كوسرت رسول علي نائب رئيس اقليم كردستا، أن تهديدات وزير النفط حسين الشهرستاني بعدم شرعية عقود النفط الكردستانية مع شركات النفط غير قانونية... فيما اعلنت القوات الاميركية اعتقال 27 مسلحًا من عناصر الشبكات الاعلامية لتنظيم القاعدة. وأكد اللواء الركن عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية السيطرة بشكل كامل على جميع مناطق الديوانية بما فيها المناطق الساخنة التي عادة ما تشهد مواجهات بين جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وأضاف خلف في تصريح خلال زيارته اليوم لمحافظة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) أن القوات العراقية لم تواجه أي أعمال مسلحة منذ تنفيذ الخطة الأمنية قبل يومين، وهنالك تعاون مثمر بين الاهالي والقوات الامنية العراقية. واشار الى العثور على مخابئ كبيرة للاسلحة في احياء الجمهوري والصدر بالديوانية يوجد فيها اكثر من 60 صاروخ كاتويشا وقواعد صواريخ و45 قنبرة هاون واسلحة ثقيلة وخفيفية وعبوات ناسفة، إضافة الى كشف غرفة في منزل بالحي الجمهوري يتم من خلالها تنفيذ اعمال اعدامات برجال ونساء وجدت فيها اثار دماء وملابس ملطخة بدماء الضحايا، إضافة الى القبض على اكثر من 50 من المشتبه فيهم.

وكانت القوات العراقية باشرت أمس عملية عسكرية واسعة بمشاركة قوات متعددة الجنسيات بهدف ملاحقة عناصر المليشيات والخارجين عن القانون في الديوانية عاصمة محافظة القادسية التي تشهد توترًا كبيرًا، وعمليات اغتيال واشتباكات بين ميليشيات شيعية متنافسة والقوات الاميركية والعراقية منذ حوالى اربعة اشهر.

وقال اللواء عثمان فرهود قائد الفرقة الثامنة وقائد عمليات الديوانية ان "عملية وثبة الاسد العسكرية بدأت فجر السبت لملاحقة الخارجين عن القانون ونزع سلاح المليشيات المسلحة في المدينة". واوضح ان "قوات التدخل السريع التابعة للفرقة السابعة وفوج دبابات الفرقة التاسعة العراقية اضافة الى قوات برية قوامها ثلاثة الاف عنصر من الجيش العراقي بالاضافة الى الشرطة المحلية في المحافظة باسناد قوات متعددة الجنسيات شاركت في العملية التي تستمر عدة اسابيع".

واضاف ان "العملية ستكون على مرحلتين: الاولى تشمل مركز المدينة والمرحلة الثانية تشمل الاقضية والنواحي التابعة لها". وقال "تم انشاء عدة مراكز مشتركة ثابتة ضمن هذه العملية بعد ذلك ستتولى القوات العراقية ادارتها". واضاف ان "حظرا للتجوال فرض في عدد من الاحياء التي تجري فيها عمليات مداهمة وتفتيش حاليا". واوضح ان "المناطق التي تخضع لسيطرة المسلحين تبلغ حوالى 50% من اراضي المحافظة".

وعلى صعيد التطورات الامنية في محافظة كربلاء ( 110 كم جنوب بغداد) اتهم جواد الحسناوي نائب محافظها والقيادي في التيار الصدري ما اسماها بعصابات حكومية متنفذة واجهزة تنفيذية في المحافظة كربلاء بعمليات اعدام واغتيال وقتل وبيع المعتقلين فمن السجون هناك .

وقال جواد الحسناوي في حديث مع صحيفة "الشاهد المستقل" الاسبوعية البغدادية ستنشره في عددها الصادر بعد غد الثلاثاء وارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم ان حكومة ابراهيم الجعفري السابقة وحكومة نوري المالكي الحالية المالكي تعمدتا ادخال ميليشيات بعض الاحزاب داخل اجهزة الشرطة والجيش لتحقيق مخطط تدمير العراق . واكد ان هذه الميليشيات لا تزال تأخذ اوامرها من احزابها لذا مارست اعمالها الاجرامية وانتهاكاتها غير الانسانية تحت ثوب القانون.

وكشف الحسناوي ان فرق الموت قد انطلقت من مدينة كربلاء من قبل بعض الاحزاب المتنفذة في الحكومة ثم تحولت هذه الفرق الى افواج للشرطة في محافظات وسط وجنوب العراق ولحد الان. قال "لو تم متابعة وتدقيق هذه الافواج، فإنها ستثبت وبالدلائل والوقائع انها تقاد وتتشكل من الاميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون وجميع من يحمل الرتب العسكرية فيها هم ليسوا بضباط بل الكثير منهم من "المنحرفين" وارباب السوابق والعصابات الاجرامية ولهم باع طويل في الجريمة.

وكشف جواد الحسناوي القيادي البارز في التيار الصدري نائب محافظ كربلاء في حديثه قضية الجثث المجهولة التي ترمى على قوارع الطرق وفي دوائر الطب العدلي في بغداد وباقي المحافظات قائلا "هذه الجثث التي ترمى هي لمعتقلين ابرياء حيث يتم بيع بعض المعتقلين من قبل بعض الاجهزة الحكومية التي تشرف على السجون والمعتقلات وهذا ما حدث في سجون ومعتقلات كربلاء حيث بيع الكثير منهم الى الميليشيات وفرق الموت التي كانت تقوم بعمليات الاعدام داخل السجون نفسها وهذا ما حدث في سجن الفوج الثالث في كربلاء والكثير من الذين كانوا معتقلين وجدنا جثثهم في الشوارع مرمية وعليها اصابات في الرأس والصدر وعندي من الادلة والوثائق والصور التي اكشفها لاول مرة عبر وسائل الاعلام" .

وأوضح الحسناوي "ان هؤلاء المعتقلين غالبيتهم من الشيعة الذين ينتمون إلى أصول العربية المناهضة للهيمنة الفارسية ومن الاطباء والمفكرين والمثقفين ومن اخواننا السنة، فمثلاً كان هنالك في سجن الفوج الثالث خمسين معتقلاً... في اليوم الثاني تجدهم اربعة واربعين في اليوم نفسه، نعثر على الجثث الستة في الشوارع وعليها اطلاقات نارية في الصدر او الرأس... وعندما يتم الاستفسار عن المعتقلين المفقودين يؤكدون أنه تم اطلاق سراحهم والحقيقة هي اطلاق سراحهم الى جثث ومن ثم الى المقبرة ..كل ذلك كان يحدث ولا يزال في سجون ومعتقلات الفوج الثالث السرية والعلنية وجميع افواج الشرطة المشكلة على شاكلة الفوج الثالث في مدن وسط وجنوب العراق على حد قوله.

وردًا على سؤال عن اسباب سكوته وهو نائب المحافظ وقيادي بارز في التيار الصدري عن هذه التجاوزات، أكد الحسناوي انه كان يقدم هذه المعلومات الى الحكومة مباشرة... موضحًا انه تم منعه من زيارة تلك السجون والمعتقلات عدة مرات من قبل الاجهزة التنفيذية في كربلاء كونه كان يبحث عن اعداد المعتقلين المفقودين. ويرفع التقارير عنها الى الحكومة مباشرة ويقدم الادلة والوثائق التي تثبت الانتهاكات والجرائم، إلا ان التقارير كانت ترسل مباشرة الى الاحزاب التي تنتمي إليها تلك الميليشيات.

وكشف الحسناوي عن إصدار المحكمة الجنائية المركزية العليا الخميس الماضي امرًا بإلقاء القبض على قائد شرطة كربلاء العميد رائد شاكر جودت بدلالة المادتين 289 و298 من قانون العقوبات العراقي، وكذلك بإلقاء القبض على كل من علي حميد هاشم بطل جريمة العائلة الكربلائية وشقيقه عباس حميد هاشم آمر احد افواج الطوارئ وشقيقه الاخر محمد حميد هاشم عضو مجلس المحافظة ومذكرة لاستقدام المحافظ عقيل الخزاعي للتحقيق.. مشيرًا الى أنهؤلاء يمثلون الجناح العسكري لاحد الاحزاب المتنفذة في كربلاء والمقربة من احد المسؤولين الكبار في الحكومة .

وطالب الحسناوي الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمات حقوق الانسان ورابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية باشعار مؤتمر وزراء الداخلية العرب بما اسماها بحجم الجرائم المرتكبة في العراق. وقال انه بدوره سيكشف "زور وبطلان وبهتان تقارير الحكومة وبدوري كنائب محافظ وقيادي في التيار الصدري سنحيل نسخ من تلك الوثائق الى الرابطة لتخذ دورها في هذا الموضوع والاشراف المباشر على تشكيل وانشاء غرفة عمليات لاستقبال شكاوى اهالي المجنى عليهم في كربلاء والديوانية" . واكد ان هناك العشرات من حالات القتل والخطف والاغتيال التي قام بها هؤلاء .. وقال "ان الدلائل والبراهين متوفرة متى ما توفرت العدالة وان الكثير من تلك التهم الصقت زورًا وبهتانًا بجيش المهدي والتيار الصدري بالرغم من اغتيال اكثر من ستين شخصا من التيار وجيش المهدي موضع ثقتنا في كربلاء" .

واضاف ان اقراص "سي دي" واشرطة مسجلة وصور ووثائق وادلة موثقة تم تسليمها في السابق للحكومة ومؤخرا سلمت الى الرئيس العراقي جلال الطالباني والى نائبه طارق الهاشمي والى رئيس مجلس النواب محمود المشهداني والى المنظمات العالمية والدولية لحقوق الانسان.

وقال الحسناوي "اليوم كربلاء تعيش مأساة وجريمة كبرى يندى لها جبين الانسانية والشرفاء في العالم.. هناك اكثر من 200 قتيل من ضمنهم 60 من التيار الصدري قتلوا من قبل تلك العصابات الحكومية وآخر من تم اغتياله في الرابع من الشهر الحالي شاكر الاسدي عضو هيئة الاشراف العسكري في كربلاء للتيار الصدري وقبلها بثلاثة ايام اغتيل في عين تمر مسؤول التيار الصدري كذلك". واوضح ان هذه الاقراص تظهر عملية اعتقال وتعذيب واهانة عضو مجلس المحافظة حامد كنوش وذلك في دار محافظ كربلاء عقيل الخزاعي القيادي في حزب الدعوة الحاكم .. اضافة الى اشرطة تكشف عن تعذيب جماعي للمواطنين .

ومن جانبه، اكد غالب الدعمي عضو مجلس محافظ كربلاء ان الحكومة وبدلاً من الاتصال بالتيار الصدري طلبت من السلطة المحلية في كربلاء "اصدار مذكرات قبض مزورة بحقنا وهذه المذكرات صادرة عن تلك الميليشيات" . واضاف الدعمي ان وسائل الاعلام لم تسلط بالشكل الصحيح على تلك الاعمال، بل ان السلطة المحلية واحزابها في كربلاء استطاعت سحب الاعلام لصالحها من خلال تزييف الحقائق حيث قاموا بارتداء الزي الاسود وتنفيذ عمليات بعد تصويرها لغرض تشويه جيش المهدي ولهذا السبب بادر السيد مقتدى الصدر الى تجميد نشاطات جيش المهدي لكي يظهر الحقيقة".. واشار الى انه تم العثور الجمعة الماضي على قاذفات وهاونات وصواريخ كاتيوشا في مقر منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى في الديوانية وهذه الاسلحة نفسها التي كانت ترمى على الناس لغرض اتهام جيش المهدي بها كما قال .

نائب بارزاني يرفض تهديدات الشهرستاني لشركات النفط

قال كوسرت رسول علي نائب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني الرئيس جلال طالباني ردا على تهديدات وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني بمعاقبة الشركات الاجنبية التي تبرم عقودا مع حكومة الاقليم "نحن نلتزم بالدستور العراقي وبنوده ولدينا صلاحيات قانونية واصولية وضمن الدستور العراقي الذي صوت له البرلمان والشعب العراقي وليس من حق الشهرستاني ولا غيره نقض او رفض صلاحيات اقرها الدستور.
واضف خلال مؤتمر صحفي بمدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) اليوم حول التوترات الأخيرة على الحدود العراقية التركية وإمكانية توغل الجيش التركي في أراضي اقليم ك كردستان ان القصف المتكرر يعرفه الجميع ولكننا لم نسمع ان الجيش التركي قد اخترق الحدود او عبر داخل الحدود العراقية في اقليم كردستان". وعن دعم الحكومة الاميركية لاقليم كردستان قال "ان الحكومة الاميركية تدعم وبشكل جاد اقليم كردستان وتعتبر ان أمنه وسلامته ضروريان لأمن وسلامة العراق واراضيه و يهمها ان ينعم شعب كردستان وشعب العراق بالاستقرار وانها لن تسمح بتهديد امن الاقليم واستقراره".

اعتقال 27 مسلحًا لتنظيم القاعدة بوسط وشمال العراق

اعتقلت قوات التحالف 27 مسلحًا اليوم اثناء عمليات استهدفت شبكات القاعدة في وسط وشمال العراق. وقالت القات الاميركية في بيان ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" بعد ظهر اليوم انه تم اعتقال ثلاثة مطلوبين اثناء عمليات في بغداد عند استهدافها ارهابيين اجانب ومسهلي الاسلحة. وأشارت التقارير الى ان اعضاء القاعدة كانوا يحاولون انشاء شبكة مقاتلين اجانب في المدينة. كما اعتقلت قوات التحالف ايضًا اربعة مسلحين اخرين، من دون خسائر.

وفي مدينة بيجي الشمالية القت قوات التحالف القبض على قائد في القاعدة في العراق مرتبط بمقاتلين اجانب .. كما القت القبض على عنصر اخر اثناء العملية. واثناء العمليات المستمرة التي تستهدف مقدمي تسهيلات للمقاتلين الارهابين الاجانب، اعتقلت قوات التحالف سبعة من المسلحين في الموصل من دون خسائر. وفي سلسلة عمليات التنسيق حول سامراء وبغداد ألقت قوات التحالف القبض على مطلوب، واعتقلت عشرة اخرين اثناء استهداف شبكة اعلام القاعدة في العراق. واثناء احدى العمليات وجدت قوات التحالف سترات واقية صنع محلي وصفيحة دروع عدد اثنان التي تم تدميرها بسلام لمنع استخدامها من قبل الارهابيين.

وقال المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات الرائد وينفيلد دانيلسون " ان العمليات العراقية وعمليات التحالف اضعفت قدرة القاعدة للهجوم على الشعب العراقي" . واضاف " بدا العديد من العراقيين بالتعاون معنا لإيجاد الشبكات الارهابية والمقاتلين الاجانب غير المرحب بهم في العراق الحر" .