جديد المبادرات السياسيًّة أردنيّ والتوافق اللبناني رهن بالخارج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جهوددبلوماسيًّة حثيثة لانتخاب رئيس في المهلة الدستوريًّة
جديد المبادرات السياسيًّة أردنيّ والتوافق اللبنانيرهن بالخارج
إيلاف، بيروت: مع اقتراب انتهاء المهلة الدستوريًّة لانتخاب رئيس للجمهوريًّة في لبنان، صبّ دبلوماسيون عرب وأجانب جهودهم الحثيثة للدفع بالزعماء اللبنانيين نحو توافق على خلف للرئيس إميل لحّود حليف سوريا الوثيق الذي تنتهي مدًّة ولايته ليل الجمعة السبت المقبل.وتوجّه العاهل الأردني في زيارة لم يعلن عنها مسبقًا إلى سوريا ودعا بعد اجتماعه مع رئيسها بشار الأسد إلى ضرورة التوصل إلى "حل توافقي" (التفاصيل). وتستقبل بيروت خلال الـ48 ساعة المقبلة ضيفين يحطّان بصورة عاجلة بغية نزع فتيل الأزمة، الأوّل وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر العائد الليلة بعد أقلّ من أسبوع على زيارته الاخيرة ليستأنف غدًا محادثاته مع الزعماء المتصارعين، والثاني عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي حاول على مدى العام الاخير القيام بجهود وساطة لإنهاء الأزمة اللبنانية.
ومع استمرار القلق من الذهاب إلى الفراغ إن لم تحصل الانتخابات الرئاسيًّة في موعدها الدستوري خلال جلسة الأربعاء المقبل، فتحت وزيرة الخارجيًّة الأميركيًّة كوندوليزا رايس خطًّاً ساخنًا مع أقطاب لبنانيّين بارزين بينهم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين وذلك لمناقشة التطورات. وعبّرت رايس خلال حديثها مع بري عن دعمها لانتخاب رئيس يحظى بدعم كل اللبنانيين.
ويواجه لبنان احتمالات وجود حكومتين ورئيسينفي الوقت نفسه وإراقة دماء إذا فشلت الغالبية البرلمانية والمعارضة التي يتقدمها حزب الله يوم الاربعاء المقبل في انتخاب رئيس جديد. وكان تحالف الأغلبيًّة النيابيًّة (فريق 14 آذار) أعلن أنه قد يقدم على انتخاب رئيس بالنصف زائدًا واحدًا في حال فشل التوصّل إلى تسوية، بينما هددت المعارضة (فريق 8 آذار) بإقامة حكومة ثانية. وهذه أسوأ أزمة سياسية يتعرض لها لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وبموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان ينبغي أن يكون رئيس البلاد مارونيّاً.
والانتخابات الرئاسية هي أحدث حلقة في سلسلة قضايا خلافية في الازمة السياسية التي تشل البلاد منذ عام مما استدعى جهودًا دوليًّة بقيادة فرنسا لدفع الزعماء اللبنانيين نحو الاتفاق. وسيكون المرشح الذي سيقع عليه الاختيار أوًّل رئيس لبناني جديد منذ انسحاب القوات السورية من لبنان في العام 2005. وكانت دمشق تهيمن علناً على الساحة السياسية اللبنانية حتى انسحابها، وسرّاً بعده.
بورصة الأسماء
وأمام ارتفاع حمى التوقعات حول الأسماء المتداولة، اجتمع ليل السبت زعيم الغالبية البرلمانية المناهضة لسوريا سعد الحريري ورئيس مجلس النواب بري وهو احد الزعماء البارزين للمعارضة لمناقشة اللائحة التي قدمها البطريرك الماروني نصر الله صفير. وعلى الرغم من أن هذه المحادثات لم تفض إلى اتّفاق، جاء في بيان مشترك أن "أجواء البحثكانت إيجابية وساهمت في تعزيز فرص التوافق على الرئاسة". ومن المتوقّع أن يكثف بري والحريري اجتماعاتهما في الأيام القليلة المقبلة.
وبتشجيع فرنسي، قدم البطريرك صفير لائحة من ستّة مرشحين إلى بري والحريري ليختارا منها رئيسًا جديدًا. وأشارت المعلومات المتداولة على الصعيدين الإعلامي والسياسي إلى أن اللائحة تضم النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود من التحالف الحكومي والزعيم المسيحي للمعارضة ميشال عون. لكن الشخصية التي ستحظى بتوافق الاراء من المتوقع ان تكون أحد ثلاثة مرشحين معتدلين سماهم البطريرك الماروني وهم النائب روبير غانم وحاكم مصرف لبنان الأسبق ميشال خوري والوزير السابق ميشال ادة.
واجتمع الحريري وبري بعد مرور ساعات على زيارة وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما لبيروت. وقال الوزير الايطالي ان الزعماء اللبنانيين المتنافسين أبلغوه بأن بامكانهم الاتفاق على رئيس جديد لكنه قال محذرا "ومع ذلك فقد ينتهي كل شيء الى الفشل".
بري والحريري والتفرد
من جانبه، اكد حرب ان تشاور بري والحريري إطار مقبول لتسهيل الحل، انما ليس الاطار النهائي، مشيرا الى ان الحل النهائي يكون بعرض اللائحة المذكورة لاقتراع النواب عليها تحت قبة البرلمان".
واعتبر في حديث إذاعي انه شريك في اتصالات بري - الحريري معربا عن قناعته بان بري والحريري لا يرغبان بالتفرد بالقرار حول الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا المجال بتواصل الحريري مع حلفائه بخاصة المسيحيين منهم، وكذلك بري وهو على اتصال دائم مع حلفائه في "حزب الله" كما من المفترض ان يكون على اتصال مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لكنني لست متأكدا من ذلك".
وحول اسماء اللوائح ومفهوم التوافق بين الموالاة والمعارضة اعتبر ان ما يجري اليوم هو من خارج ما اعتدنا عليه في نظامنا الديمقراطي ومن خارج اطار الدستور. وأمل حرب الا تكون عملية انتخاب الرئيس نتيجة صفقة متخوفا من عدم الوقوف عند المواصفات الضرورية لشخص الرئيس.
السنيورة ينفي حصول اجتماعات في لندن
من جانبه، دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حديث إذاعي إلى "تركيز كل الاهتمام على إتمام الاستحقاق الرئاسي والتزام تسليم الحكومة الأمانة إلى الرئيس الجديد وإلى مجلس النواب وإجراء الاستشارات بحسب نص الدستور بشكل ينظم العمل الدستوري والنيابي والحكومي"، نافيًا حصول اجتماعات في لندن لصندوق النقد تحضيرًا للتعاطي مع حكومتين. وشدّد السنيورة "هناك حكومة شرعية واحدة وقانونية ودستورية وميثاقية ولا مجال لاثنين"، مذكّرًا بالتجارب الماضية التي "أثبتت أن مغادرة الدستور والعيش المشترك وبال علينا". وقال السنيورة إن العالم يدرك "أن عدم نجاح الصيغة اللبنانية له تداعيات داخلية ودولية"، متأملا ان يعود اللبنانيون الى مبدأ الاستماع الى بعضهم بعد إنجاز الاستحقاق الدستوري.
واعتبر السنيورة إن "إقرار المجتمع الدولي بأن ال 425 لم ينفذ بكامله إنجاز هائل للحكومة"، مشيرا الى ان عملية انتخاب الرئيس خطوة أساسية ومرحلة تأسيسية يمكن البناء عليها والنأي بلبنان عن أن يكون ساحة". وأضاف "أردنا خروج الجيش السوري لا لنستبدله بوجود آخر وهذا ما يجب السعي اليه".
وردا على سؤال عن أخذ لبنان كأسير لمشروعه في المنطقة، نفى ان "يكون العرب غائبين وهناك متابعة عربية يومية من العديد من الدول للملف اللبناني وهناك سؤال يومي وحرص شديد"، وقال: "هناك خطوة تمت على صعيد المبادرة الفرنسية وتتم بالتنسيق وبمعرفة الاخوان العرب ولا سيما المملكة العربية السعودية ومصر والاردن وغيرها من الدول العربية". ورأى ان "للعالم مصالح، الا ان تطور وتردي الاوضاع يمكن ان ينعكس عليه بشكل مباشر او غير مباشر ما يزيد من اهتمامه لحل المشكلة"، وشدد على "ضرورة ادراك ان هناك فرصة متاحة للبنان لمعالجة هذه المشكلة".
وعن إمكان فصل لبنان عن أزمة المنطقة قال رئيس الحكومة: "لبنان جزء من هذه الأمة، وبقدر من الفهم والوعي والإدراك والديبلوماسية الهادئة سنستطيع أن ننأى به عن ان يكون ساحة للمعارك وهذا هو المهم، الا يستعمل من الاخرين كساحة او مكان لتصفية الحسابات".
بعض المنشورات على مشاركين في ماراثون بيروت يوم الأحد
فتنة سنيًّة شيعيًّة
من جانبه، أكد العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أنه لا دخل للسنة والشيعة فيما يثار من خلافات سياسية في لبنان، رافضا تلويح البعض من هنا وهناك بفتنة سنية ـ شيعية لمجرد اختلاف هذا الفريق السياسي مع ذاك. ورأى أن الخلفيات السياسية التي تدفع فريق لاتهام فريق آخر بالخضوع للوصاية الخارجية، جعلت الاستحقاق الرئاسي في عهدة المحاور الدولية، حتى أصبح اللبنانيون صدى ضعيفا لكلمة السر الخارجية ولا علاقة للسنة والشيعة بهذا الواقع كله.
وأكد فضل الله وجود عقلاء في لبنان لن يسمحوا بإدخال المسألة المذهبية في الصراع السياسي، مشددا على أهمية استمرار المسعى السعودي ـ الإيراني لتطويق كل محاولات إثارة الفتنة في المنطقة أو في لبنان. ودعا فضل الله السياسيين من غير المسلمين، " إلى عدم تشجيع هذه الاتجاهات الفتنوية، لأنها إذا انطلقت فلن توفر أحدا، لأن النار عندما تندفع في الهشيم السياسي فستحرق الجميع كله، تماما كما أحرقت النيران بالأمس القريب أشجار لبنان الخضراء ومساحاته الحرجية الكبيرة ".
كوشنير غير واثق من حصول اتفاق
في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء الاحد انه "اقل ثقة" بامكانية التوصل الى اتفاق حول الانتخابات الرئاسية في لبنان، وذلك قبيل وصوله الى بيروت لمواصلة اتصالاته مع القادة اللبنانيين.
وقال كوشنير في حديث صحافي ادلى به في الطائرة التي نقلته من القدس الى بيروت "هناك وضع جديد وانا اقل ثقة حاليا"، مضيفا "الوضع بات اكثر تعقيدا". وتطرق الوزير الفرنسي الى "الشقاق داخل الصف المسيحي" في اشارة الى المسيحيين اللبنانيين المنقسمين بين اكثرية ومعارضة.
وكان دبلوماسي فرنسي يرافق كوشنير اعلن من القدس ان زيارة الوزير الفرنسي الى بيروت "تندرج في اطار الجهود التي يبذلها للتوصل الى توافق بين المسؤولين السياسيين اللبنانيين لانتخاب رئيس يتمتع بتأييد واسع". وهي الزيارة السادسة لكوشنير الى بيروت منذ تسلمه مهامه كوزير للخارجية في ايار/مايو الماضي."
"نحتاج الى معجزة!!"
و حول الاستحقاق الرئاسي،قال رئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية اسامة صفا "نحتاج الى معجزة لان هناك بعدا هائلا بين القادة السياسيين. ومن الصعب ان نتخيل ان في امكانهم الاتفاق على اي شيء". واضاف "حتى لو تمكنا من انتخاب رئيس جديد، سيستمر الشلل لانه سيبقى علينا ايجاد مخرج لتشكيلة الحكومة الجديدة". وتم قبل الآن ارجاء الانتخابات الرئاسية مرتين.
واضاف صفا ان عدم الاستقرار سيستمر في لبنان مع استمرار التوتر الاقليمي. واضاف "بالتالي، قد يتم انتخاب رئيس تكنوقراطي، لانه لا يخيف احدا ولا يهدد احدا"، مشيرا الى انه "سيكون رئيسا يدير الازمة".
الا ان الاستاذ الجامعي في العلوم السياسية جوزف فاضل قال من جهته ان لبنان لم يعد يتحمل "ادارة الازمة"، وان "المطلوب رئيس تبدأ معه مرحلة انتقالية نحو ايجاد دولة القانون ودولة مستقرة"، مشيرا الى ان لبنان يعاني "من تفكك تام، لا سيما بعد ثلاثين عاما" من الوصاية السورية عليه.
ويدور جدل حول النصاب الدستوري لجلسة انتخاب الرئيس. فبينما تتمسك المعارضة بنصاب الثلثين، تدفع الاكثرية باجتهاد دستوري يسمح باجراء الانتخابات بالاكثرية المطلقة. ويبلغ عدد نواب الاكثرية 68 من 127 حاليا (هناك مقعد شاغر منذ مقتل النائب انطوان غانم في 19 ايلول/سبتمبر)، بينما نصاب الثلثين هو 86 نائبا. وتعتبر المعارضة ان اي رئيس ينتخب بنصاب النصف زائدا واحدا سيكون غير شرعي.
ويقول صفا "اذا انتخب رئيس بنصاب النصف زائدا واحدا، فقد تخرج المعارضة الى الشوارع وتستولي على بعض الوزارات" مضيفا "الا ان هذا خيار ثمنه باهظ بالنسبة الى الجميع. لن تحصل حرب اهلية، لانها ليست في مصلحة احد، لكن قد تحصل صدامات وحوادث هنا وهناك تبقي على انعدام الاستقرار".