شكوك حول إجراءات أمنية عند حدود سوريا والعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وادي الصواب (سوريا): يتحرك جنود سوريون على طول الحدود مع العراق في شاحنات تقوم بدوريات يقول مسؤولون إنها تهدف الى منع الجهاديين من سوريا من الإنضمام إلى المسلحين على الجانب الآخر من الحدود. وينتشر آخرون في مواقع على طول الحدود الممتدة 600 كيلومتر ويوجهون أسلحتهم صوب الخلاء في الصحراء السورية الممتدة جنوبي نهر الفرات صوب الاردن والعراق والمملكة العربية السعودية. إلا أنه لا يمكن رؤية عربات مدرعة ولا طائرات هليكوبتر ولا طائرات مراقبة تحلق على طول الخط الحدودي الممنوع على المدنيين الاقتراب منه.
وتقول سوريا انها صعدت الاجراءات الامنية على الحدود بعد انتقادات أميركية بأنها تسمح للمقاتلين الاجانب بدخول العراق ولكن دبلوماسيين يقومون بجولة نادرة عند الحدود قالوا ان المزيد من الاجراءات لازمة وان القوات يجب أن تكون مسلحة بشكل أفضل. وأضافوا أن الحكومة السورية التي تعهدت باقتسام المعلومات الاستخباراتية مع العراق عليها كبح الشبكات التي توفر البنية الاساسية للمقاتلين وأن تكشف هويات المعتقلين.
وسأل أحد الدبلوماسيين القائد السوري محمد خلوف المسؤول عن قطاع يشمل نصف طول الحدود "هل يحمل رجالك نظارات مكبرة أو أجهزة اتصالات للتحدث عن بعد.." وأجابه خلوف أنه عندما يكون لدى الجنود ثقة فإن أعينهم تكفي أما بالنسبة للاتصالات فان القادة يحملون أجهزة هواتف محمولة. ولم يوجه الدبلوماسي الذي بدا عليه الارتباك سؤالا اخر كان أعده حول ما اذا كانت هناك أي خطط للجيش للقيام بعمليات ضد المتسللين.
وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وجه الدعوة للجهاديين للمساعدة في الدفاع عن العراق قبل شهور من الغزو بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وما يقدر بنحو 20 ألف سوري تواجدوا هناك منذ ذلك الوقت لمحاربة القوات الاميركية. ويقول نشطاء مدافعون عن حقوق الانسان ان كثيرا منهم اعتقل عند عودتهم الى سوريا. وجاء المتشددون السوريون من المناطق الشمالية الغربية حيث نشطت شبكة من المدارس الدينية بعد حملة قمع شنها الحكام البعثيون في الثمانينات.
وقال أحد سكان المنطقة الحدودية ان السلطات السورية اعتقلت في هدوء البدو الذين ساعدوا المقاتلين ونقلوهم الى الحدود عبر طرق صحراوية. وهناك مؤشرات على تزايد الاجراءات الامنية في مطار دمشق حيث تقول واشنطن ان متشددين اسلاميين يدخلون منه. وقال دبلوماسي آخر مطلع على معلومات استخباراتية غربية "هناك نشاط سوري متزايد وعادت زيادة القوات الاميركية في العراق بفائدة ولكن الجهاديين ما زالوا يعبرون الى العراق. يمكن لسوريا أن تقوم بالمزيد". وتابع "يبدو أن دمشق لم تتخذ قرارًا بعد بخصوص مواجهة المتشددين بشكل كامل. نجد تعاونًا في ما يتعلق بقضية الحدود من قسم أمني سوري أكثر منه من قسم اخر".
وأشادت السفيرة الهولندية ديزيري بونيس بسوريا لتحصينها الحدود بتعزيز حاجز رملي وبناء مواقع مراقبة كل منها يبعد بضعة كيلومترات عن الاخر من معبر التنف الى البو كمال الى الشمال. وأضافت: "ما شاهدناه الكثير من مواقع ووحدات المراقبة السورية. بذل جهد كبير هنا لمراقبة الحدود ومنع أي شكل من أشكال العبور بشكل غير قانوني. هذا أمر جيد بالنسبة إلى المجتمع الدولي الذي من مصلحته أن يكون هناك عراق مستقر وموحد".
وجرى ترسيم الحدود فقط عام 2000. والقبائل العربية على الجانبين تتمتع بصلات عائلية وعلاقات عمل من قرون. وفي التنف تقف مئات الشاحنات التي تحمل امدادات سورية وشحنات في انتظار دخول العراق عند معبر الوليد. والتهريب والانشطة غير المشروعة سائدة منذ عقود بالرغم من الحاجز الرملي الذي أقامته سوريا للحيلولة دون عبور سيارات الحدود.
ومع عدم ظهور أي مؤشرات على تحسن العلاقات بين دمشق وواشنطن أوضح مسؤولون سوريون انهم لن يكشفوا بشكل كامل عن جهودهم ضد المتشددين ولن يقدموا للولايات المتحدة معلومات دون مقابل. وأضافوا أن سوريا تعمل على تحقيق المصالحة في العراق عن طريق علاقاتها مع شخصيات في الحكومة العراقية وجماعات مناهضة للحكومة. وفر بين 1.4 مليون ومليوني عراقي الى سوريا منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة عام 2003. وبينهم أعضاء من حزب البعث العراقي الذين كانوا يحاولون اعادة بناء حزبهم الذي حكم العراق لمدة 35 عامًا قبل الغزو.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الدول الغربية التي تنتقد الاجراءات السورية عند الحدود عليها تزويد سوريا بمعدات متقدمة. وتقول الحكومة السورية ان العراق فشل في مراقبة جانبه من الحدود بشكل فعال. وأضاف المعلم "يجب أن نذكر بأن ضبط الحدود يتوجب بجهد من الطرفين." وخلال الجولة بالسيارة التي استمرت ثلاث ساعات على طول الحدود ظهرت دورية عراقية واحدة فقط.