مخاوف من وصول القاعدة إلى المالديف

مالي: أثار تسجيل دعائي مصور تم تصويره داخل مسجد يتردد عليه متشددون ووضع على شبكة الإنترنت مخاوف من أن يكون تنظم القاعدة قد أوجد موطئ قدم له في هذا المقصد السياحي الخلاب في المحيط الهندي. وتم تسجيل الشريط في مسجد دار الخير الواقع في جزيرة هيماندو النائية وذلك قبيل ساعات من مداهمته في السادس من اكتوبر/تشرين الاول في اطار التحقيقات التي تجرى حول انفجار قنبلة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي في العاصمة مالي. وما زال العشرات من الرجال من جزيرة هيماندو قيد الاعتقال بعد الهجوم الذي وقع في 29 سبتمبر/أيلول والذي أدى الى اصابة 12 سائحًا أجنبيًا بجروح.

وحذر محللون في مجال المخابرات من ان ظهور شريط الفيديو على احد مواقع الانترنت التي لها صلة بالقاعدة كان محاولة لتجنيد أشخاص للقيام بأنشطة متشددة في المالديف وهي البلد التي تطبق منذ قرون نهجًا معتدلاً للاسلام. وتحت عبارة "اخوانكم في المالديف يوجهون النداء اليكم" اظهر الفيلم القصير الذي مدته دقيقتان تقريبا صورا لملثمين يؤدون الصلاه وكان هناك وعدًا ببث صور أخرى.

ونشر الفيلم على موقع الاخلاص الاسلامي الذي يعرض بجانب الفيلم مقتطفات مصورة لزعيم القاعدة اسامة بن لادن. وتشتهر المالديف التي هي عبارة عن سلسلة تضم أكثر من ألف جزيرة ممتدة على خط الاستواء برمالها البيضاء عند الشواطئ ومعتزلاتها التي يلجأ اليها المشاهير. وكان الانفجار الذي وقع في سبتمبر أيلول مستهدفا سائحين بالقرب من مدخل احدى الحدائق العامة هو أول هجوم في البلاد يسجل على انه بفعل اسلاميين.

ورد الرئيس مأمون عبد القيوم وهو اقدم زعماء اسيا بمنع النقاب وحظر الخطباء الاسلاميين الاجانب وأمر بتطبيق صارم لقانون الوحدة الديني الذي يمنع الصلاة في المساجد غير الحكومية. وقال نيك جريس وهو محلل في مجال مكافحة الارهاب لموقع ثريتس ووتش لرويترز ان شريط الفيديو قد يكون جزءًا من جهد "لتكوين خلية نشطة بشكل كامل تابعة للقاعدة في المالديف". وأوضح أن الشريط الدعائي جاء كمحاولة لاستقطاب اموال ومجندين للقيام بنشاط مسلح في المالديف، واشار الى أنه كانت هناك زيادة في التمويل لصالح الجماعة الاسلامية المسلحة التابعة لابوسياف في الفلبين بعد ان نشرت شريط فيديو على الموقع نفسه قبل اشهر قليلة.

وكتب بي رامان الرئيس السابق لوكالة المخابرات الخارجية الهندية مقالا قال فيه ان "ما تم نشره بخصوص توسع نطاق نشاط القاعدة من العمليات الجهادية وامتدادها الى المالديف يجب ان يثير مخاوف الجهات البحرية الدولية." وحذر من امكانية حدوث هجمات تستهدف طرق الشحن الدولية.