قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: جلس ثلاثون من الشبان الملثمين في غزة الى مكاتب وبأيديهم أقلام وأوراق يستمعون الى محاضرة حول قوانين الحرب، يلقيها محاضرون من منظمة الصليب الأحمر. ويحضر هذه المحاضرات أعضاء من جميع المنظمات المسلحة، حيث يتوزعون في مجموعات مختلفة. وقال مدير عمليات منظمة الصليب الأحمر في غزة أنطوني دالزيل إن هذه المحاضرات هي جزء من برنامج يهدف الى تثقيف الضالعين في نزاعات مسلحة في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان. وقال دالزيل: "لقد شارك في دوراتنا أفراد من جيوش نظامية وميليشيات مسلحة في الكونغو ويوغوسلافيا السابقة ودارفور وكولومبيا. وأضاف دالزيل: "نحن ننظر إلى أنفسنا على أننا حراس القانون الدولي". هنا في غزة تتسم المحاضرات بالحيوية، والمحاضر هو من أبناء غزة، واسمه اياد ناصر. ويقول ناصر إن الملتحقين بالدورات يعبرون عن اهتمامهم بما يتعلمونه، لدرجة أن أحدهم قال له: "ما نتعلمه ليس قوانين، بل هذه حياتنا". وقال لي ناصر إن بعض المشاركين في الدورات عبروا عن استغرابهم لكون منظمات كمنظماتهم معترف بها في القانون الدولي. ويضيف ناصر :"ولكن عليهم أن يدركوا أن عليهم مسؤوليات أيضًا، وانهم اذا لم يلتزموا بها قد يخضعون للمحاكمة، وهذا يسبب الدهشة لهؤلاء الشباب الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا"". وفي مرحلة متقدمة من الدورة يتلقى المشاركون تدريبا على مبادئ الاسعافات الأولية. وينتشر المسلحون في أرجاء القاعة للتدرب على كيفية تضميد الجروح ومعالجة الكسور. ويحاول الصليب الأحمر بهذه الدورات ايصال رسالة مفادها:"ليس مهما من تكون، ففي وقت الحرب عليك حماية المدنيين والجرحى والسجناء". ولكن هل سيغير هؤلاء الرجال سلوكهم خارج جدران الصف ؟ وجهت هذا السؤال الى أحد المسلحين واسمه أبو حذيفة، فكان جوابه :" هناك أشياء تعلمناها هنا وأثارت دهشتنا, أما اذا كانت هذه الدورة ستغير سلوكنا أم لا فهذا راجع لقادتنا، فهم وليس نحن من يتخذ القرارات". كثيرا ما يكون المدنيون ضحايا في الصراع العربي الاسرائيلي، ويستخدم المسلحون الشوارع المزدحمة لمعاركهم. وتطلق مجموعات فلسطينية مسلحة صواريخ على مدن اسرائيلية بشكل شبه يومي، وتستخدم الأماكن العامة كالمدارس لاطلاق صواريخها. وقال ابو خالد، وهو قائد محلي ان المنظمة طلبت من مقاتليها الالتحاق بالدورة ليرى العالم انهم ليسوا ارهابيين كما يعتقد. وأضاف أبو خالد :"ولكن التعاليم الاسلامية التي نتبعها أكثر حزما وصرامة من القانون الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين". سألت أبو خالد عن الصواريخ التي تطلق على اسرائيل فقال: " الاسرائيليون هم المسؤولون لا يمكن أن تتوقع من الضحايا فقط أن يلتزموا بالقوانين". ولكن الجانب الفلسطيني ليس الوحيد الذي يتعلم من خلال هذه الدورات، فالصليب الاحمر يحاضر في أوساط الجيش الاسرائيلي ايضًا حول ميثاق جنيف، فكلا الطرفين في هذا النزاع متهمان بانتهاك القوانين. ولكن هل يعتقد الجانب الاسرائيلي ان محاضرات الصليب الأحمر ستغير شيئا في النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي ؟ يقول مارك ريجيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية:" اذا غيرت هذه التنظيمات سلوكها وتوقفت عن استهداف المدنيين والقيام بعمليات انتحارية فان هذا سيعني حدوث تغير جوهري. ويضيف ريجيف " ولكن هل سيحدث هذا ؟ .. أشك." ولكن كلا من المسلحين الفلسطينيين والقادة الاسرائيلين يصرون على أنهم يحترمون القوانين الدولية. ويوجه كل طرف أصابع الاتهام الى الطرف الاخر حين تحدثت انتهاكات.