عمان: تواصلت الانتخابات النيابية الأردنية في ظل أجواء من الترقب الحذر الذي يسود في العادة جميع الأوساط السياسية والشعبية الأردنية. ورغم تفاوت حجم الاقبال على الانتخابات فانها شكلت نسبة جيدة حتى منتصف نهار اليوم حيث تدافع الأردنيون بكل فئاتهم شبابا وشيوخا الى مراكز الاقتراع التي قارب عددها 1400 مركز موزع في جميع المناطق الأردنية. وبدا المشهد الانتخابي في العاصمة الأردنية غريبا ويختلف كثيرا عن أزمة الشعارات التي غصت بها شوارع المدينة حيث لم تتجاوز نسبة المقترعين في أكثر المناطق شعبية 15 في المئة فيما تجاوزت نسبة المشاركة في المناطق القبلية والبدوية ال55 في المئة حتى منتصف النهار. وباستثناء بعض الأعطال البسيطة التي أحدثها نظام الربط الالكتروني لم تشهد مراكز الاقتراع أية مشكلات تذكر حيث سارت العملية بشكل منتظم. وكان لكثافة الحضور الأمني سواء من رجال الأمن العام والجيش والدفاع المدني حافز أمام العديد من الأردنيين للاندفاع بقوة للمشاركة في الانتخابات التي اعتبرها البعض منهم واجبا وطنيا فيما أبدى آخرون عدم اكتراث ولامبالاة. وأبدى بعض الأردنيين حماسة كبيرة للمشاركة في الانتخابات النيابية حيث كانت الأغاني الوطنية تصدح في جميع مراكز الاقتراع حيث تدفقت الحافلات التي اختفت من شواع العاصمة وعلى الخطوط الرئيسة لتنقل العشرات من المواطنين مؤيدي المرشحين الى مراكز الاقتراع. وأعرب ابو محمد وهو عجوز سبعيني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن ارتياحه للمشاركة في الانتخابات النيابية مؤكدا في الوقت نفسه أنه يرفض انتخاب مرشحه على أساس قبلي بل يختار المرشح الذي يراه "الأكفأ والأحق" بالوصول الى البرلمان. الا أن السيدة أم خليل (75 عاما) قالت لكونا ان "ولائي هو للأقارب" مؤكدة أنها أعطت صوتها لابن عمها بل وقامت هي وأسرتها بنقل دفتر العائلة من محافظة بعيدة الى هنا لكي تؤازر قريبها الذي وصفته بأنه "كبير القبيلة الذي يساعد الصغير والكبير".أما منى (18 عاما) وأحلام (20 عاما) فقالتا انهما جاءتا للتصويت لنائب معين لقناعتهما الشخصية "بفكره المتحضر والتقدمي" وأوضحتا أن هذا النائب "لا نمت له بصلة قرابة وانتخابنا اياه يأتي لدوره الكبير في مساعدة المواطنين وحل مشاكلهم". وأكدت منى أنها مقتنعة تماما باختيارها لهذا النائب فيما فضلته أحلام لأنه "قريب من نبض الشباب وأفكارهم وطموحاتهم".من جهته أصر الحاج حمدان العدوان على ضرورة مراعاة العشيرة والقبيلة في اختيار النائب "ولكن لا بد من أن تكون هناك مصالح مشتركة ندعى لها جميعا ونتوصل في النهاية الى اتفاق مشترك حول الشخص الذي يستحق أن نعطيه صوتنا". وخلال جولة الصحافيين على مراكز الاقتراع والتي نظمها مركز الأردن للاعلام وشملت مركز الفرز الرئيسي قال رئيس المركز ثائر المجالي ان "الاستعداد للعملية الانتخابية بدأت مبكرا" مشيرا الى أن النتائج تصلهم أولا بأول "ولا مجال للتلاعب والتزوير". وقال المجالي ان التعليمات التي نستند اليها تؤكد الدقة والحيادية والنزاهة في النتائج التي ستصل اليها الانتخابات.وبدأت آلية الاقتراع التي اعتمدتها الوزارة سهلة وبسيطة ولكن المفاجأة التي رفضت الوزارة الاعلان عنها في وقت سابق هي قص جزء من البطاقة الشخصية بحيث يصبح من المستحيل اعادة الانتخاب مرة أخرى اضافة الى مسألة الربط الالكتروني التي لقيت بعض الانتقادات نتيجة التأخير وعدم تدريب كوادر كفوءة للتعامل مع أجهزة الحاسوب الحديثة. وكان وزير الداخلية قد أبدى حرصه الشديد خلال مؤتمر صحافي عقده في وقت سابق اليوم على الشفافية والنزاهة في الانتخابات النيابية مؤكدا أن الأمور حتى الآن تسير بشكل منتظم ودون مشاكل. من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة أن الشافية والنزاهة هي "العنوان الرئيس للانتخابات النيابية" رافضا في الوقت نفسه الاتهامات التي تحدثت عنها جهات في (الحركة الاسلامية) حول التشكيك في نزاهة الانتخابات.وكانت الانتخابات النيابية قد بدأت في جميع الدوائر عند الساعة السابعة من صباح اليوم لانتخاب 110 نواب بينهم ست سيدات بنظام (الكوتا) بموجب قانون الانتخابات لسنة 2001 وتعديلاته. وتتم عملية الانتخاب من خلال 3995 صندوقا انتخابيا بمواصفات عالمية عالية تم ربطها بنظام الكتروني مميز.وبلغ عدد المرشحين 885 مرشحا من بينهم 199 امرأة وعدد الذين يحق لهم الانتخاب 5ر2 مليون مواطن.وتتم عملية الفرز في مراكز الاقتراع وعملية استخراج النتائج في مراكز الدوائر الانتخابية البالغة 45 مركزا.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مهزلة
محمد الغزو -
الانتخابات ليس حدث تاريخي ولا بطولي ، وانما استحقاق دستوري وديمقراطي للشعب اذا كان بالدولة شعب وليس اعداد من قطعان الغنم. الانتخابات في الاردن ملهاة،وتجري حسب المقاييس الحكومية بالتعاون مع الغرب لا بل الغرب لو اشرفوا على هذه الانتخابات لكانت نزيهه وشفافة اكثر من تجار عمان. نحن لا نريد انتخابات لانها في الاردن لا تؤخر ولا تقدم وهي مذبحة انتخابية قبل ان تكون منافسة انتخابية وتقوم على اسس عشائرية في ضوء التضييق على الحريات العامه . واريد التنويه بان الاشخاص الحكوميين والذين يتسلمون السلطة في عمان شخصيات استفزازية لا تستحوذ على ثقة الشعب ويتقاسمون قوت الشعب فيما بينهم .
الإنتخابات النيابية
زيد -
انا شاهدت امامي عند ابواب صناديق الإقتراع عملية شراء الأصوات بل وحتى كان هناك عملية مزاودة من بعض المرشحين كما نقولها بالعامية (مين بدفع أكثر)......لذلك فإن هذه الإنتخابات لن تبرز من يستحق أن يكون ممثلا مناسبا للشعب في ظل كثير من المشاكل القتصادية التي يعاني منها الشعب و يحتاج الناس ان يكون فيها المرشح المناسب في المكان الناسب ..... و ما رايته بأم عيني في منطقة الوحدات من مزاودة و دفع نقود من أجل الحصول على صوت المواطنين يعكس ما تكلمت عنه..... شكرا
رضى الناس
عربي عربي -
يعني لو عملت الحكومة انتخابات فهي مزورة، وإن ما عملت فهي دكتاتورية. أما إخفاق الإسلاميين فكان نتيجة لما اقترفته حماس في عباد الناس غزة.على كل حال القافلة تسير و . . .
شراء الاصوات
عبد المنعم نحلة -
شكرا جزيلا لدولة معروف البخيت على الغلا حتى اصبح المواطن الاردني سعره عشرون دينار اوخمسين دينار واصبح رخص المواطن الاردني على الفضائيات واصبح علكة في فم الصحفين
نزاهة الانتخابات
عمران -
انا انصح المسؤولين ان يضربوا بيد من حديد على سماسرة الاصوات الذين اساءوا الى سمعة الوطن اذا كانت جادة في محاربة الفساد الذي شاهدنا يوم الانتخابات يذكرني في سوق الحلال ( حتى اصبح السماسرة يقولوا هاظ الراس حقة خمسين) هذه انتخابات سوق حلال مش برلمان
شراء الاصوات
يزن -
ان شراء الاصوات دهور الشعب ولايجوز شراء الاصوات مثل رسمي الملاح وغيره ورسمي كان يبعث الخلويات لطلبة الجامعات من اجل انتخابه و يجب اعادة الانتخابات النيابية وحرمو محمد حتاملة من الفوز لولا النقود التي يملكها لكان لايوجد له انجاز ولم يفز بجدارة لكنه فاز بنقوده :يزن
اتزوير
فواد -
في جرش حصل تتلعب في الصوات الكن الم يحسب احد يطول عمركو وظلكم تسترو على الناس