مهارات رايس في وساطة السلام على المحك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قامت كوندوليزا رايس بتدريس ادارة الازمات في جامعة ستانفورد لكن الخبراء يقولون ان وزيرة الخارجية الامريكية ستحتاج لاكثر من خبرتها الاكاديمية للوساطة لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الدائر منذ 60 عاما.
وتساءل دانييل ليفي الوسيط الاسرائيلي السابق والذي يعمل الان بمؤسسة امريكا الجديدة "السؤال هو هل لديها المهارات الدبلوماسية لتحقيق النجاح رغم المصاعب؟"
وتستضيف رايس مؤتمرا للسلام في الشرق الاوسط في أنابوليس يوم 27 نوفمبر تشرين الثاني يهدف الى بدء مفاوضات رسمية بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن اقامة دولة فلسطينية.
وأقرت رايس ذات الخلفية الاكاديمية في الشؤون السوفيتية بأن المهمة صعبة.
وقالت رايس في زيارة للضفة الغربية هذا الشهر وهي الثامنة التي تقوم بها للمنطقة هذا العام "لو كان من السهل حل هذا الصراع لكان ذلك قد حدث منذ سنوات."
وأشار بعض الخبراء الى افتقارها للخبرة في شؤون الشرق الاوسط لكنهم اشادوا على أي حال بجهودها في محاولة التوصل الى اتفاق راوغ كل من سبقوها.
وقال دبلوماسي عربي طلب عدم نشر اسمه "ليس لديها خلفية ذات مغزى فيما يتعلق بالشرق الاوسط لذلك فانه بالنظر الى خبراتها السابقة وخلفيتها المهنية في هذا المجال بالتحديد يتعين التشكك."
وأضاف "ومن ناحية أخرى اذا نجح مؤتمر انابوليس... سيرجع ذلك بدرجة كبيرة الى الاسلوب الذي ستديره به."
واثناء توليها المنصب تركت رايس أغلب المفاوضات لكبار موظفي الوزارة سواء مفاوضات البرنامج النووي لكوريا الشمالية او اتفاق نووي مدني مع الهند وكلاهما لم يستكمل بعد.
ودخلت رايس في مفاوضات مباشرة مرة واحدة فقط في نوفمبر تشرين الثاني عام 2005 عندما ساعدت في الوساطة في اتفاق بشأن حرية الدخول الى غزة. ولم ينفذ الاتفاق بالكامل.
وقال بروس ريدل المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية والذي يعمل حاليا في مركز سابان بمعهد بروكينجز "ليس لديها خبرة سابقة كبيرة في التفاوض."
لكن رايس أوضحت انها مستعدة لان تشمر عن ساعديها وتعمل بجد للتوصل الى اتفاق حتى اليوم الاخير من فترة ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش في يناير عام 2009.
وابلغت الصحفيين انها ستواصل العمل "حتى اخر أوقية من الطاقة لدي وحتى اخر يوم لي في السلطة."
وردت ضاحكة على سؤال عما اذا كانت مستعدة لتحمل ان تتسخ يديها قائلة " لا أعرف الى أي درجة يمكن أن تزداد يدي اتساخا."
وتعتبر رايس نفسها محاورة بالفطرة وتحب "الاخذ والعطاء" في المفاوضات. ويقول طاقم العاملين معها انها لا تفقد مطلقا رؤيتها للصورة الشاملة للقضية أيا كان عدد الازمات التي تواجهها.
ونصحت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية السابقة رايس بتعزيز فريق التفاوض وتعيين مبعوث خاص للشرق الاوسط لمعالجة عملية السلام العربية الاسرائيلية يوما بيوم.
وقالت اولبرايت "يجب ان ينظر لذلك باعتباره بداية لعملية ستنخرط فيها بشكل وثيق وانصحها كذلك ان تطلع الرئيس الامريكي بكل تطور يحدث... وتشكل فريقا قويا للعمل على تحقيق السلام."
وكثيرا ما قالت رايس ان بامكانها القيام بأكثر من شيء في وقت واحد لكن اولبرايت أشارت الى صعوبة معالجة قضايا كبرى مثل ايران والعراق في الوقت الذي تستهلك فيه قضية الشرق الاوسط طاقتها.
وقالت اولبرايت "بالنسبة لوزيرة الخارجية وغيرها - بعد ان توليت هذا المنصب وقمت بذلك - من الصعب للغاية ان تبقى انتباهك على قضية واحدة لمدة عام."
وقال ارون ديفيد ميلر وهو وسيط أمريكي في المفاوضات العربية الاسرائيلية والذي سيصدر كتابا جديدا العام المقبل ان نصيحته لرايس بسيطة "قبل اي شيء لا تبالغي... فكري في الامور بوضوح ولا تلتزمي بما لا تستطيعين الوفاء به وتحلي بالصبر."
واضاف "لا تنساقي لتأثير وسطوة دقات الساعة... لا تبالغي في تحريك الامور بسرعة. فنحن لسنا في حاجة لفشل اخر. فقد شاركت في الكثير منه."
وقال دينيس روس المبعوث السابق لادارة كلينتون ان الخطأ الفادح الذي يمكن الوقوع فيه ان تكون رغبة رايس في تحقيق السلام أكبر من رغبة الاطراف المتصارعة.
وأضاف "اذ كان الامر أكثر أهمية بالنسبة لها فانهم ببساطة سيجلسون منتظرين منها ان تقدم تنازلات لكل طرف ولن يقدموا هم شيئا."