أخبار

سمير جعجع: سوريا تعرقل الاتفاق في لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت-باريس: قال سمير جعجع احد الزعماء المسيحيين الاساسيين في التحالف المناهض لسوريا يوم الاربعاء ان دمشق وحلفاءها يعرقلون الاتفاق على رئيس جديد عبر التهديد بالفوضى اذا لم يتم انتخاب مرشحهم المفضل.

ومن المقرر انعقاد الجلسة التي تأجلت مرارا يوم الجمعة المقبل لانتخاب رئيس يخلف الرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا والذي تنتهي ولايته في اليوم ذاته. ويخشى كثيرون من ان يؤدي الفشل في انتخاب شخصية توافقية الى تشكيل حكومتين متنافستين واراقة دماء.

وكان تم ارجاء الجلسة اربع مرات لاعطاء جهود الوساطة التي تقودها فرنسا مزيدا من الوقت لدفع زعماء تحالف الغالبية المدعومة من الغرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله الى الاتفاق على مرشح .

ويبدو الاتفاق متعذرا على الرغم من التقارير التي تحدثت عن تقدم باتجاه الاتفاق على الوزير السابق ميشال ادة.وقال سمير جعجع رئيس اللجنة التنفيذية في القوات اللبنانية في مقابلة هاتفية لرويترز "سوريا وحلفاؤها اقفلوا باب التوافق على الرغم من الجهود التي حاولنا ان نضعها."

اضاف "الحل الفعلي الوحيد المتبقي هو ان ينزل جميع النواب الى جلسة يوم الجمعة لانتخاب رئيس."واوضحت المعارضة انها لن تذهب الى البرلمان الا بوجود اتفاق على مرشح وحيد. ولدى التحالف الحكومي اغلبية ضئيلة لكن المعارضة تصر على ان الانتخاب يتطلب مشاركة ثلثي اعضاء المجلس.

ويعد الصراع على الرئاسة احدث حلقة في اسوأ ازمة سياسية داخلية تمر بها البلاد منذ الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.وردا على سؤال حول تصريحات زعيم اخر مناهض لسوريا حث القادة المسيحيين على تقديم تنازلات قال جعجع "لا يمكن في منطق التنازلات ان تصبح العملية استسلاما وبالتالي ان منطق اما هذا (المرشح) واما الفوضى لن نقبل به. " وردا على سؤال ما اذا كان هذا المرشح هو ادة قال جعجع "نعم" .

وادة (79 عاما) هو واحد من ستة مرشحين وردت اسماؤهم على لائحة البطريرك الماروني نصر الله صفير. وينظر الى ادة على انه لا ينتمي الى الغالبية ولا المعارضة. وكانت لديه علاقات جيدة مع دمشق لكنه الان مقرب الى صفير.

وقال جعجع ان الفرص ضئيلة جدا في التوصل الى اتفاق في 24 ساعة المقبلة على الرغم من محاولات الوساطة الفرنسية وخطوات فرنسا باتجاه دمشق. واضاف ان الاغلبية ستنتظر "ساعات او ايام قليلة" قبل انتخاب رئيس جديد من جانبها اذا لم يتم التصويت الجمعة. وكانت المعارضة قالت ان مثل تلك الخطوة ستقود البلاد نحو الفوضى.

وقال جعجع "سنعمل كل جهد يلزم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ليس مقبولا ولا مفهوما ولا معقولا ان نترك البلد بلا رئيس جمهورية."وتأتي تعليقات جعجع بعد ان ابدى زعيم متشدد اخر في التحالف المناهض لسوريا ملاحظات اكثر مرونة وحذرا من اراقة الدماء اذا لم يتم التوصل الى اتفاق.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لصحيفة السفير اللبنانية "نصيحتي للجميع من دون استثناء وخاصة للمسيحيين أن حماية السلم الاهلي في لبنان... تقتضي من الجميع تقديم تنازلات."وأضاف "الناس لن ترحمنا ولن تسامحنا على اي قطرة دم تسقط في الشارع. المطلوب منا جميعا الخروج من هذا النفق المظلم بسرعة وبأي تسوية تجعل سلمنا الاهلي هو الرابح."

وتريد الغالبية البرلمانية رئيسا يطبق القرارات الدولية ويطالب بنزع سلاح حزب الله.لكن جنبلاط قال للسفير "لا مانع عندي في ترك القرارات الدولية للحوار الوطني بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي مباشرة... لا نريد تنفيذ القرارات الدولية على جثث اللبنانيين."

ويقوم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بزيارته السادسة الى بيروت منذ توليه منصبه.والتقى مبعوث فرنسي رفيع الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاربعاء سعيا الى دعم جهود باريس من اجل التوصل إلى اتفاق. وقال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه تحدث الى الاسد في اتصال هاتفي.

مستشار ساركوزي يؤكد ان الحوار بين فرنسا وسوريا لا يشكل مجازفة

الى ذلك اعلن المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد لوفيت الاربعاء ان قرار فرنسا محاورة سوريا في محاولة لحل الازمة السياسية في لبنان لا يشكل مجازفة، موضحا ان باريس اختارت القيام بهذا الامر لتفادي محاولة من جانب سوريا لعرقلة العملية.

وقال لوفيت خلال مؤتمر صحافي في باريس "اعتبرنا اننا لا نجازف في شيء عبر محاورة سوريا، وهذه النقطة تشكل قطيعة مع مرحلة ماضية".واضاف "عبر تجاهلها (سوريا) بينما نجري حوارا مع بقية بلدان المنطقة، نواجه خطر دفعها الى عرقلة العملية (انتخاب الرئيس) انطلاقا من استبعادها".

والتقى لوفيت والامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان في بداية تشرين الثاني/نوفمبر الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق. وزار غيان الثلاثاء العاصمة السورية مجددا. وبادر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء الى الاتصال بالاسد.وهو اول اتصال هاتفي بينهما منذ انتخاب ساركوزي في ايار/مايو الماضي. وكان سلفه جاك شيراك رفض اي اتصال بدمشق منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.

وتابع لوفيت "اقول بحذر كبير ان كل ذلك يعطي انطباعا ان ثمة جهودا متقاطعة لمساعدة الافرقاء اللبنانيين على ان يجدوا بانفسهم الشخص الذي يستطيع تمثيل الشعب اللبناني في شكل يتجاوز الاحزاب السياسية".وارجأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد الى الجمعة، اليوم الاخير من المهلة الدستورية للرئيس اميل لحود القريب من سوريا، بينما استمرت الضغوط العربية والدولية لاتمام العملية الانتخابية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف