التسوية اللبنانيًّة متعذّرة داخليّاً وفرنسا تسلك طريق دمشق

تحذير أممي من مواجهة وواشنطن تطبق سياسة العصا والجزرة
التسوية اللبنانيًّة متعذّرة داخليّاً وفرنسا تسلك طريق دمشق

لبنانيون لـ إيلاف عن هواجس الرئاسة وما بعدها

الحريري يلتقي عون ويبحثان في الاستحقاق الرئاسي

السنيورة: واثقون أن الفراغ لن يحدث

معوض بعد لقائها كوشنير وموسى: إنتخاب رئيس لسنتين حل مرفوض

11 رئيسًا للبنان منذ استقلال العام 1943

سمير جعجع: سوريا تعرقل الاتفاق في لبنان

ميشال إده رئيسًا للبنان الجمعة

"إيلاف" من بيروت، روما، الوكالات: بعدما استنفذت فرنسا شتّى الوسائل من دون أن تثمر حلاً لأزمة الرئاسة في لبنان، تحوّلت جهودها الدبلوماسيًّة إلى دمشق بشخص الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي اتّصل بنظيره السوريّ بشار الأسد في محاولة أخيرة لحل أزمة الرئاسة في لبنان. من جانبها، استخدمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس سياسة العصا والجزرة مع سوريا واضعة شرط "عدم التّدخل في الانتخابات الرئاسيًّة اللبنانيًّة" مدخلاً وحيدًا "لتحسين العلاقات مع واشنطن". أما رئيس الحكومة الإيطاليًّة رومانو برودي، فاتّصل بدوره بالأسد واتّفق على "ضرورة مضاعفة الجهود لتشجيع حل يقبل به كل الأطراف".

وإذ تشير مصادر فرنسية إلى أن دمشق تلعب، عبر حلفائها، دورًا رئيساً لإعطاء دفع لعملية انتخاب رئيس للبنان، وهي العملية التي جعلتها فرنسا من أولوياتها، يرى الفريق المناهض لدمشق أنًّ الاستراتيجية التي تتبعها باريس من شأنها أن تكرس مجددًا تأثير نظام الأسد على لبنان بعد أن أمضت فرنسا والولايات المتحدة سنوات في العمل على تقليصه.

كوشنير والمعلم في اسطنبول

بحث عن الحلّ... في دمشق
فبعد أن أتمّ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير محادثاته مع أطراف لبنانيًّة لبضعة أيام من دون أن يخرج بنتيجة، تقدم ساركوزي شخصيّاً الواجهة، فاتصل هاتفيّاً الثلاثاء بنظيره السوري، وهو أول اتصال يجريه معه منذ أن تسلم منصبه في أيار (مايو) الماضي. واوضح المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد لوفيت الأربعاء أن باريس فضّلت محاورة سوريا لحل أزمة الرئاسة في لبنان لتفادي محاولة من جانب سوريا لعرقلة العملية الانتخابيًّة.

فبعد أن أتمّ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير محادثاته مع أطراف لبنانيًّة لبضعة أيام من دون أن يخرج بنتيجة، تقدم ساركوزي شخصيّاً الواجهة، فاتصل هاتفيّاً الثلاثاء بنظيره السوري، وهو أول اتصال يجريه معه منذ أن تسلم منصبه في أيار (مايو) الماضي. واوضح المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد لوفيت الأربعاء أن باريس فضّلت محاورة سوريا لحل أزمة الرئاسة في لبنان لتفادي محاولة من جانب سوريا لعرقلة العملية الانتخابيًّة.

وقال لوفيت خلال مؤتمر صحافي في باريس "اعتبرنا أننا لا نجازف في شيء عبر محاورة سوريا، وهذه النقطة تشكل قطيعة مع مرحلة ماضية". وأضاف "عبر تجاهل سوريا بينما نجري حوارًا مع بقية بلدان المنطقة، نواجه خطر دفعها الى عرقلة العملية (انتخاب الرئيس) انطلاقًا من استبعادها".

عنصر من قوى الأمن اللبناني يمنع الإعلام
من تصوير الاعتصام أمام مجلس النواب

جهود متقاطعة لإيجاد رئيس
والتقى لوفيت والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الأسد في دمشق. وزار غيان الثلاثاء العاصمة السورية مجددًا. وتابع لوفيت "أقول بحذر كبير إن كل ذلك يعطي انطباعًا أنًّ ثمة جهودًا متقاطعة لمساعدة الأفرقاء اللبنانيين على أن يجدوا بأنفسهم الشخص الذي يستطيع تمثيل الشعب اللبناني في شكل يتجاوز الأحزاب السياسية".

والتقى لوفيت والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الأسد في دمشق. وزار غيان الثلاثاء العاصمة السورية مجددًا. وتابع لوفيت "أقول بحذر كبير إن كل ذلك يعطي انطباعًا أنًّ ثمة جهودًا متقاطعة لمساعدة الأفرقاء اللبنانيين على أن يجدوا بأنفسهم الشخص الذي يستطيع تمثيل الشعب اللبناني في شكل يتجاوز الأحزاب السياسية".

وبحث غيان وجان دافيد ليفيت في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) مع الأسد "الوضع في لبنان وضرورة حث اللبنانيين على التوصل إلى مرشح (رئاسي) وفاقي يتم انتخابه وفق الأصول الدستورية". ورأت الرئاسة الفرنسية أن الخطوات الفرنسية الأخيرة تشكّل "امتدادًا للعمل الذي يقوم به في بيروت" وزير الخارجية كوشنير الذي يكثف منذ مساء الاحد اتصالاته مع كل الفرقاء.

وذكر بيان قصر الإليزيه أنًّ فرنسا تسعى إلى "مساعدة القادة اللبنانيين على التوصل الى مرشح توافقي ينتخب رئيسًا للجمهورية من البرلمان" وإلى "تشجيع جميع دول المنطقة على لعب دور إيجابيّ في هذا الاتجاه".

ويقول دبلوماسي فرنسي في باريس "إذا تبين أن سوريا تملك القدرة على التأثير إيجابًا على بعض حلفائها حينها سنعلن للملأ أنها قامت بعملها". ويضيف "نطالب سوريا بأن تبذل جهدًا موازيًا لجهدنا لحل هذه القضية".

بشار الاسد

إرجاء الجلسة
وأعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء الثلاثاء إرجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة اليوم الأربعاء بسبب استمرار الخلاف بين الأكثرية والمعارضة حول شخصيًّة المرشح لمنصب الرئاسة. وتعقد الجلسة المقبلة الجمعة في اليوم الأخير من ولاية الرئيس الحالي إميل لحود حليف دمشق.

وترى النائبة صولانج الجميل (من الأكثرية) أن باريس وعبر تكثيف مبادراتها نحو دمشق تغامر بصفقة خاسرة تؤدي إلى تعزيز النفوذ السوري. وتقول الجميل "التعطيل تام وهو ما تريده سوريا لتفرض علينا شخصيات تابعة لها". وتضيف "الفرنسيون يبحثون مع دمشق وذلك يدل للأسف على أنهم لم يستوعبوا أن السوريين يرمون الطابة لهم ليتمكنوا في النهاية من تحميل مسؤولية التعطيل للفريق المسيحي في لبنان".

حب الله: الأميركي لا يريد تفاهمًا
ويقول النائب حسن حب الله، من حزب الله المعارض، لفرانس برس "أقنع الفرنسيون الأميركيين بأن في إمكانهم أن يتوصلوا إلى توافق في لبنان... كان الأميركي يطلب من سوريا عدم التدخل في الشؤون اللبنانية والآن يطلب منها التدخل". وتساءل "تبقى 48 ساعة. ماذا يمكن للفرنسيين أن يفعلوا في اللحظة الأخيرة؟"، مؤكدُا أن "الأميركي لا يريد تفاهما".

يذكر بأن الحوار على مستوى عال انقطع بين باريس ودمشق منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005. ومنذ ذلك الحين، قامت فرنسا بجهود مشتركة مع واشنطن لمجابهة النفوذ السوري في لبنان.

لكن فرنسا، وبعد وصول ساركوزي، أجرت تعديلاً طفيفًا على سياساتها ولوحت لدمشق بإمكان إعادة العلاقات الجيدة بين دمشق وباريس والغرب إذا امتنعت سوريا عن عرقلة عملية تطبيع الوضع السياسي في لبنان.

رايس

رايس والعصا والجزرة

من جانب آخر، قالت رايس الأربعاء إنه إن أرادت سوريا تحسين علاقاتها مع واشنطن، فعليها ألا تتدخّل في الانتخابات الرئاسيًّة في لبنان.

رايس التي وصفت المفاوضات الحثيثة في لبنان لاختيار رئيس للجمهورية "إيجابيًّة"، لفتت خلال لقاء مع صحافيين إلى أنها تسمع "أن سوريا تريد تحسين علاقاتها مع العالم العربي ومع الولايات المتحدة"، مضيفة "حسنًا، فالابتعاد وترك لبنان يختار رئيسًا له ستكون انطلاقة جيدة".

وشجّعت رايس على الاستمرار في المفاوضات وقالت "لكن في نهاية المطاف، هناك أكثرية في لبنان، أكثرية منتخبة شرعيّاً". وقالت إن اختيار مرشح الرئاسة "يجب أن يعرض على البرلمان واتخاذ قرار بشأنه"، مضيفة "ينبغي تقرير ذلك بدون تدخل خارجي، وبالطبع بدون تخويف من الخارج".

وقالت إنها ناقشت الوضع في لبنان عبر الهاتف صباح الاربعاء مع كوشنير والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

برودي والأسد والرئاسة اللبنانيًّة
من جانبه، اتّفق برودي والأسد اليوم الاربعاء خلال محادثات هاتفيًّة على "ضرورة مضاعفة الجهود لتشجيع حل يقبل به كل الاطراف"، واتّفقا أيضا على "أنه من غير المناسب اتخاذ قرارات متطرفة في اخر لحظة ستفضي الى اوضاع قانونية يمكن ان تؤدي الى انقسامات بين القوى السياسية اللبنانية" بحسب بيان رسميّ.

وسيكون وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الخميس في بيروت مع نظيريه الفرنسي كوشنير والاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عشية جلسة انتخاب رئيس جديد للبنان.

ناشطون لبنانيون من جمعية خلص (كفاية)، معًا من أجل لبنان
يعتصمون أمام مجلس النواب في بيروت الأربعاء

الحريري ولافروف... الحل من دون غالب أو مغلوب

وفي أعقاب زيارة النائب سعد الحريري "الخاصّة" الى روسيا الثلاثاء ولقائه وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أعلنت الخارجية الروسية في بيان أن الحريري تطرّق خلال اللقاء عن الوضع المتأزم القائم في لبنان والمرتبط بالانتخابات الرئاسية وعن الجهود التي تبذل من اجل الوصول الى حل تسووي للازمة الناشئة. وحيا النشاط الكبير للدور الروسي من اجل استقرار الوضع في لبنان وفي منطقة الشرق الاوسط عموما.

من جهته اكد الوزير لافروف التزام روسيا القوي باستقلال لبنان السياسي وسيادته ووحدة اراضيه واستقراره، واشار الى ان اجراء الانتخابات الرئاسية وفق الدستور اللبناني ومن دون اي تدخل خارجي في هذه العملية يشكل اهمية قصوى في المرحلة الراهنة.

كما وتمت الاشارة الى اهمية التوصل الى حل توافقي لهذه المسألة من دون غالب او مغلوب، يأخذ بالحسبان مصلحة كافة الطوائف والقوى السياسية في البلاد. واعلن لافروف ان روسيا سوف تبذل كافة الجهود لتحقيق هذه الاهداف سواء في لبنان او على المستويين الدولي والاقليمي.