أخبار

مروان البرغوثي: سياسي براغماتي تحول الى رمز

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طالب المفاوضين الفلسطينين طرح موضوع الاسرى في أنابوليس
مروان البرغوثي: سياسي براغماتي تحول الى رمز

أسامة العيسة من القدس: قال النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي، أن الإسرائيليين عاجلاً أم آجلاً سيفاوضون الأسرى وبالتحديد مروان البرغوثي، في حين تم الكشف عن رسالة من البرغوثي سربت من سجنه يطالب فيه المفاوضين الفلسطينيين في مؤتمر انابوليس بطرح موضوع الاسرى في السجون بقوة وبدون مساومة. واضاف قراقع " أن حتمية التاريخ تشير دائماً أن المحتلين سيجبرون في يوم ما على مفاوضة المعتقلين وخاصة ان تأثير الأسرى على المعادلة السياسية كبير جداً وبدون ذلك لا تحصل أي تسويات سياسية " . جاء ذلك في حديث قراقع خلال لقائه وفد برتغالي مكون من مجموعة من المحامين ورجال الأعمال والنشطاء في حقوق الإنسان. وأشار قراقع معلقاً على قائمة الافراجات الأخيرة التي نشرتها حكومة إسرائيل بأنها هروب من الحقيقة، وان الإسرائيليين يدركون تماماً أن قضية الأسرى هي حجر الزاوية في الصراع لأنها قضية الحرية، وإزالة السجون وتحرير الأسرى هو الدليل العملي على السلام الجدي وإنهاء المعاناة.

ورد قراقع عن سؤال يتعلق باسم البرغوثي الغائب عن الأسماء التي سيتم الافراج عنها، بقوله "على الرغم من قناعة الإسرائيليين وقيادتهم أنه بدون تحرير البرغوثي كقائد شعبي ومؤثر في مجريات الحياة السياسية لن يحصل أي تقدم، إلا انهم لديهم إصرارا نابعا من العقلية الإسرائيلية التي لم تتعلم حتى الآن من التجارب السابقة، فالأسرى هم الذين أشعلوا الانتفاضة الأولى وقيادات الأسرى المحررين لعبوا دوراً في قلب الطاولة وأشعلوا انتفاضة الحجارة التي أرغمت إسرائيل فيما بعد القبول بالاعتراف بـ م.ت.ف".

واعتبر "ان البرغوثي هو الخلية الأصلب في الدفاع عن شرعية ونضال الشعب الفلسطيني بما يرمز إليه من معاني الصمود والبطولة والحكمة في إدارة الصراع وما له من تأثير هائل واحترام كبير في صفوف الشعب الفلسطيني".

وقال "لا زال البرغوثي الذي زاره معظم المسؤولين الفلسطينيين وحتى الإسرائيليين وأعضاء كنيست عرب هو الرقم الأصعب الذي لا يمكن تجاهله، وموقف البرغوثي السياسي له وزن كبير وهو لا زال يفاوض رغم اعتقاله ويحاور الإسرائيليين على قاعدة زوال الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وشرح قراقع للوفد البرتغالي أن البرغوثي يمثل أجيالاً فلسطينية ولدت في ظل الاحتلال وعانت من ويلاته وملاحقاته، وأن البرغوثي أول الذين أدركوا ان الإسرائيليين لا يريدون سلاماً جدياً مع الشعب الفلسطيني وانما يريدون سلام العبيد والردع والسيطرة على الرغم من أنه من أكثر القيادات البراغماتية التي التقت بالإسرائيليين على مختلف الوانهم السياسية في محاولة لاقناعهم ان استمرار احتلال شعب آخر لا يحقق السلام والأمن للإسرائيليين.

وأوضح قراقع ان البرغوثي الذي اعتقل في نيسان (ابريل) 2002 تعرض لتحقيق طويل وقاس استمر مائة يوم وعزل انفرادي لمدة عامين كان الاجرا في مخاطبة الإسرائيليين داخل قاعة المحكمة عندما رفض الاعتراف بشرعية المحكمة وقوانينها واعتبرها أداة للاحتلال.وقال "الجميع يذكر صورة مروان وهو يرفع يديه المكبلتين بالحديد إلى الأعلى وتحولت هذه الصورة إلى رمز الصمود والتمرد على المحتلين حيث علقت في كافة مؤسسات وشوارع فلسطين".

واضاف "تحولت صور البرغوثي إلى رمز النضال الإنساني العالمي عندما طبعت صوره على القمصان والشعارات المختلفة واذا كانت حكومة جنوب أفريقيا العنصرية قد اضطرت بعد 28 عام من الحوار مع نيلسون مانديلا في زنزانته فانني أرى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ستفاوض البرغوثي في زنزانته رقم 28 في سجن هداريم".

وتحدث قراقع قائلا "ان كافة الأحداث السياسية منذ عام 2002 كان اسم مروان البرغوثي هم الاسم السياسي اللامع والذي اقتحم الأحداث بفضل التأييد الجماهيري واحترام الناس لمواقفه ورؤيته السياسية".واضاف "لم يمنع السجن البرغوثي من التفاوض مع حماس لعقد هدنة عام 2003 ومن الاتفاق مع كافة التنظيمات على وثيقة الأسرى التي أصبحت وثيقة الوفاق الوطني وقاعدة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ولم يمنعه السجن من خوض الانتخابات التشريعية والمنافسة بجدارة والنجاح ممثلاً رؤية وتجربة حظيت بكل تقدير من الشارع الفلسطيني".

وحسب قراقع، فان البرغوثي يؤمن بمعادلة المقاومة والتفاوض كخطين متوازيين في ظل الاحتلال، وان فشل المفاوضات والاتفاقيات لن تثني الشعب الفلسطيني عن استمرار المقاومة لان "الشعب الفلسطيني يريد الحرية والاستقلال والعيش بكرامة كبقية شعوب الأرض ولا يسعى إلى تدمير دولة إسرائيل".

ويعتقد قراقع ان استهتار حكومة إسرائيل بملف الأسرى واستخدام أساليب القمع ضدهم بما ينتهك القانون الدولي والإنساني، وكذلك استمرار فرض شروط عنصرية سياسية وامنية على عملية إطلاق سراحهم لن تؤدي إلى اي انفراج أو تسوية عادلة بل تزيد من مستوى الاحتقان والكراهية والتوتر.

وقال قراقع "البرغوثي يراقب بدقة كافة التحضيرات لمؤتمر انابوليس المقبل وهو غير متفائل أمام استمرار فرض الاحتلال حقائق مخيفة على ارض الواقع واستمرار مواقفه الرافضة للحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ولكنه يعتبر انابوليس محطة تفاوض تشبه المعركة والمهم هو أن لا نتنازل عن حقوقنا الشرعية والثابتة وعلينا أن نجند هذا الزخم الدولي لصالح قضيتنا الوطنية وفضح سياسيات الاحتلال".

وكشف قراقع عن رسالة من البرغوثي يؤكد فيها أهمية عدم التنازل عن إطلاق سراح 400 أسير يقضون سنوات طويلة في السجون زادت عن ربع قرن ومعتقلين في السجون الإسرائيلية منذ قبل عام 1994، ويعتبر البرغوثي أن ذلك هو الحد الأدنى لقياس مدى النوايا الإسرائيلية اتجاه الأسرى وكسر الفيتو الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى أصحاب الأحكام العالية، وقال في رسالته "هؤلاء الأسرى واستمرار بقائهم في السجون علامة سوداء في وجه العدالة والسلام في المنطقة بل وفي وجه الضمير الإنساني".

وشرح قراقع أن البرغوثي يقرأ كثيراً في السجن ويتابع ما ينشر في الصحافة الإسرائيلية معتبراً أنه لا يوجد قائد وزعيم جريء في إسرائيل ليتخذ قراراًَ شجاعاً بإنهاء الاحتلال.وتنبأ قراقع ان الموجة القادمة إذا ما فشل مؤتمر انابوليس ستأتي من داخل السجون، قائلا "هناك غضب وتوتر وقلق وشعور بالمهانة لدى قطاع كبير ضحى بسنوات عمره من أجل الحرية والاستقلال، وعلى الإسرائيليين أن لا يغمضوا أعينهم عن حقيقة ما يمثله الأسرى ومروان البرغوثي فالمسافة لا زالت واسعة بين الجلاد وأصحاب الحرية وما بينهما تدور الحرب".

"لا يوجد شيء نخسره" يقول البرغوثي في رسالته، ويضيف "بل لا بوجد شيء لم يحصل لنا، تدمير وحواجز وجدار وكانتونات ومستوطنات واعتقالات وقتل يومي وحصار متواصل حتى رموزنا وقياداتنا السياسية اصبحوا داخل السجن من احمد سعدات حتى نواب التشريعي".

وحسب قراقع بان اكثر ما أقلق مروان البرغوثي هو "انقلاب حماس في قطاع غزة، واعتبر الانقلاب طعنة سامة لوثيقة الوفاق الوطني وللوحدة الوطنية وخطر كبير على النظام السياسي الفلسطيني والمشروع الوطني، وهو ما زال يطالب قيادة حماس بالتراجع عن الانقلاب وتداعياته وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية" مذكراً دائماً "أننا جميعاً لا زلنا تحت الاحتلال تناقضنا الرئيسي وهو القاسم المشترك الذي يمكن ان نتفق ببرنامج وطني حوله ولا يوجد أهم من هدف دحر الاحتلال أولا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رجل فلسطين القادم
أحمد ناصر العيسة -

للأسف الأمم لا تلد قادة كل يوم، فبعد أبو عمار سيتوه الشعب الفلسطيني 40 عام كما تاه قوم موسى في سيناء. ومروان البرغوثي هو نيلسون مانديلا فلسطين ولكن بعد 37سنة من الأن. الله يعطيك الصحة ويطول عمرك يا مروان لأنك الأمل الباقي على هالساحة العفنة.