العرب يحسمون اليوم مشاركتهم في مؤتمر أنابوليس

الأسد وخوان كارلوس يبحثان أنابوليس

فتح تتمنى ضغوطا أميركية على إسرائيل لتجنب تسويق حماس فشل مؤتمر

أول بلد خليجي يعلن مشاركته في اجتماع انابوليس

جيش إسرائيل يتدرب على احتلال مراكز المدن بالضفة

القاهرة، القدس، غزة: يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا في القاهرة الجمعة لحسم موضوع مشاركتهم في مؤتمر (أنابوليس) المزمع للسلام في الشرق الاوسط. ومن المقرر ان يطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس المؤتمرين على التقدم المحرز في المحادثات التحضيرية التي اجراها مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت. يذكر ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لم ينجحا بعد في الاتفاق على وثيقة مشتركة يرفعانها الى المؤتمر، السبب الذي قد يدفع ببعض الدول العربية الى التخلف عن الحضور.
وستلعب المناقشات التي ستدور في اجتماع وزراء الخارجية بالقاهرة دورا مهما في تبيان اي من الدول العربية ستحضر المؤتمر وعلى اي مستوى. وقال مسؤول بارز في جامعة الدول العربية إن وزراء الخارجية سيتوصلون الى "قرار ايجابي" اذا اقتنعوا بأن الذهاب الى أنابوليس سيؤدي الى "نتائج معقولة تسمح باحراز تقدم."
هذا وتطمح الولايات المتحدة واسرائيل الى مشاركة عربية واسعة في المؤتمر، وتلحان على السعودية بالمشاركة على وجه الخصوص. ولكن العرب لا يزالون متشككين في استعداد اسرائيل للقيام بالتنازلات الضرورية للتوصل الى تسوية شاملة. الا ان بعض الحكومات العربية ترى انها لا تستطيع الامتناع عن حضور مؤتمر أنابوليس، خصوصا وان العرب كانوا يلحون على الولايات المتحدة للعب دور فعال في إحياء العملية السلمية. يذكر ان مصر اعلنت عن ان وزير خارجيتها سيمثلها في المؤتمر. وقد عقد وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا تشاوريا اليوم في مقر الجامعة برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لأجراء تقييم عربي شامل لمؤتمر أنابوليس والرؤية العربية تجاه المتطلبات الأساسية من هذا المؤتمر من حيث اجندته والمشاركة والبرنامج الزمني. وأكد مصدر مسؤول بالجامعة العربية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن هناك اتجاها بمشاركة الدول العربية فى هذا المؤتمر والمقرر 27 نوفمبر الجارى كل حسب قراره السيادى بشرط أن تكون هناك مظلة عربية وموقف عربى يلتزم به كل طرف عربى. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 13 دولة هي سوريا والسعودية ومصر والاردن والبحرين وفلسطين ولبنان والمغرب واليمن وقطر وتونس والسودان بينما تشارك ثلاث دول بمندوبيها الدائمين لدى الجامعة العربية هي الجزائر ولبنان وموريتانيا. وقال المصدر ان هناك اتفاقا بين غالبية الوفود على أن مؤتمر أنابوليس هو فرصة متاحة أمام الدول العربية لايصال رؤيتها واضحة للعالم ولدفع مبادرة السلام كأحد المرجعيات لحل الصراع العربى الاسرائيلى الى جانب خريطة الطريق والقرارات الدولية ذات الصلة. واوضح ان هناك توافقا عربيا على تأمين مظلة عربية لدعم الجانب الفلسطينى والرئيس محمود عباس فى المؤتمر الدولى. واضاف ان الدول العربية التى وجهت لها الدعوات سوف تشارك وتحضر المؤتمر لافتا الى ان سوريا سوف تشارك اذا حصلت على شي في البيان الختامى بشأن الجولان المحتل. المعلم: العرب ينتظرون ردا على طلب تضمين الجولان من جهة ثانية صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحافيين الجمعة ان الوزراء العرب ينتظرون ردا من الادارة الاميركية علر رسالة عاجلة بعثوا بها امس تتضمن طلبا بادراج قضية هضبة الجولان السورية المحتلة صراحة على جدول اعمال اجتماع انابوليس. وقال المعلم ردا على سؤال حول ما اذا كانت الولايات المتحدة ارسلت ردا على رسالة الوزراء العرب التي وجهت الى الادارة الاميركية الليلة الماضية "ننتظر الجواب الاميركي الان". واكد دبلوماسي عربي شارك في الاجتماعات ان الوزراء العرب بعثوا ليل الخميس الجمعة رسالة الى الخارجية الاميركية يطلبون فيها ادراج موضوع الجولان "صراحة" في جدول اعمال اجتماع انابوليس وفي بيانه الختامي حتى تتمكن سوريا من المشاركة في الاجتماع. وكانت وزير الخارجية الاميركية اعلنت الاربعاء انه تم وضع بند حول "السلام الشامل" في الشرق الاوسط على جدول اعمال الاجتماع ولكنها لم تشر صراحة الى الجولان. اولمرت: ابقاء الوضع على حاله "خطير" لاسرائيل من جهة ثانية قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في تصريحات نشرتها صحيفة "هآرتس" الجمعة ان ابقاء الوضع القائم في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على حاله "خطير" على اسرائيل. وقال اولمرت قبل اربعة ايام من الاجتماع الدولي للسلام في الشرق الاوسط الذي سيفتتح في 27 تشرين الثاني/نوفمبر في انابوليس "توصلت الى نتيجة مفادها انه لم يعد من الممكن الابقاء على الوضع القائم بيننا وبين الفلسطينيين". واكد ان "الابقاء على الوضع القائم يمكن ان تكون له نتائج اخطر من اجتماع غير ناجح"، مشيرا خصوصا الى "خطر سيطرة (اسلاميي) حركة حماس على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)" بعد سيطرتها على قطاع غزة. كما تحدث عن النتائج "الكارثية" التي يمكن ان تنجم عن "ضعف ان لم يكن زوال التيار الفلسطيني المعتدل" الذي يقوده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح وسيلتقيه في اجتماع انابوليس. ومع ان الاسرائيليين والفلسطينيين لم يتوصلوا الى تفاهم حول اعلان مشترك لتحريك المفاوضات، الا ان اولمرت قال انه من الممكن التوصل الى اتفاق.
وقال ان "الخلافات يمكن تقليصها خلال المحادثات المكثفة بشكل يمكننا من التوصل الى اتفاق".

فصائل معارضة للمؤتمر تنظم مؤتمرين في غزة

في المقابل اعلن قياديون في الفصائل الفلسطينية التي تعارض مؤتمر انابوليس الذي ينظم الاسبوع المقبل في الولايات المتحدة ان هذه الفصائل ستعقد مؤتمرين منفصلين مناهضين لمؤتمر انابوليس في غزة. وقال اسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس الجمعة ان مؤتمرا سيعقد الاثنين في مدينة غزة بمشاركة حماس والجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية والصاعقة وشخصيات وطنية واكاديمية. واضاف ان هذا المؤتمر يهدف الى توجيه رسائل للمشاركين في مؤتمر انابوليس "تقول لهم انكم لا تملكون تفويضا من الشعب الفلسطيني بالتنازل عن الثوابت والحقوق ورفض شطب حق العودة وتعريض القدس للخطر". من جهته قال خالد البطش القيادي في الجهاد الاسلامي ان "هناك سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية تبدأ بندوات ومؤتمر وطني الاثنين ومسيرة جماهيرية حاشدة الثلاثاء في الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر انابوليس، الى مقر الامم المتحدة في غزة لتوجيه رسالتنا الرافضة للمؤتمر الذي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية". واوضح ان "رسالتنا انه يتوجب على العالم ان يفهم ان الشعب الفلسطيني ليس جثة هامدة بل حي ومتمسك بثوابته وحقوقه الت ينخشى ان تمس في مؤتمر انابوليس".

من جهة اخرى تعقد الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الاسلامي بمشاركة شخصيات وطنية واكاديمية مؤتمرا مماثلا الاحد في غزة ايضا. واكد كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ان الجبهتين الشعبية والديموقراطية لا تشاركان في مؤتمر الاثنين "حتى لا تبدو مشاركتنا تكريسا لحالة الانقسام الحاصل واحتجاجا على سوك حركة حماس مع المواطنين في قطاع غزة". واكد الغول ان "البديل هو عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات تكون مرجعيته الامم المتحدة لبحث اليات تطبيق قرارات الشرعية الدولية بشان القضية الفلسطينية"، مشددا على ان مؤتمر الاحد يهدف الى بحث "آليات مواجهة مخاطر نتائج مؤتمر انابوليس".