اليوم إنطلاق مؤتمر أنابوليس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انابوليس (الولايات المتحدة)،واشنطن: قبل ساعات من إنطلاق مؤتمر أنابوليس للسلام في الولايات المتحدة الأميركية، أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة رفضه للتطبيع مع إسرائيل ورفضه للمؤتمر. وقال هنية إن اي تنازلات يقدمها الوفد الفلسطيني المشارك في المؤتمر ستكون غير ملزمة للشعب الفلسطيني. وقال هنية إن المؤتمر سيكسب إسرائيل الوقت لاتمام عملية تهويد القدس داعيًا القوى والشرائح المختلفة في الدول العربية والإسلامية، إلى رفض التطبيع او التنازل. كما دعا هنية الشعب الفلسطيني الى توحيد الصف والوقوف ضد محاولة" إرتهان" القرار الدولي لصالح إسرائيل. كما قال هنية:" سنقف بحزم ضد أي سياسات تسعى للنيل من سلاح المقاومة.
وقبيل المؤتمر، أعرب القادة الاميركيون والاسرائيليون والفلسطينيون المشاركون في المؤتمر عن املهم ان يكون مؤتمر السلام في انابوليس، بمثابة نقطة بداية لمفاوضات سلام جادة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واعرب الرئيس جورج بوش،خلال عشاء رسمي للمشاركين في المؤتمر، عن "التزامه الشخصي" تجاه حل الصراع.
إلا ان بوش قال إن كلا الجانبين سيتحتم عليه القبول بتنازلات صعبة مطلوبة لتحقيق السلام ولكنه اعرب عن ثقته في ان القادة الفلسطينين والإسرائيليين ملتزمون بهذه التنازلات. وقال بوش في حفل عشاء أقيم امس للقادة المشاركين إن هدفهم جميعًا واحد، وهو دولتان ديمقراطيتان إسرائيلية وفلسطينية يعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن. واشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى "التأييد الدولي" باعتباره عاملاً حاسمًا فيما يشعر به من تفاؤل.
من جانبه، قال عباس ان لديه املاً قويًا في أن يسفر الاجتماع عن جدول للمباحثات حول صفقة سلام دائم. إلا أن مراقبين يرون ان فرص نجاح المباحثات ما زالت متواضعة. ونقل عن مسؤولين فلسطينيين قولهم ان المفاوضيين الاسرائيليين ونظراءهم الفلسطينيين قد فشلوا الاثنين في الاتفاق على وثيقة تحدد مسارات المفاوضات في المستقبل. وكان ياسر عبد ربه، مستشار الرئيس الفلسطيني، قد قال الاثنين "سوف نصل إلى وثيقة مشتركة اليوم أو غدًا... وهناك جهود أميركية متواصلة للخروج بهذه الورقة"، بحسب وكالة الاسوشيتد برس.
جهود اميركية حثيثة
وبعيدًا عن التوقعات والتصريحات تتواصل الاستعدادت لعقد المؤتمر في الأكاديمية البحرية في أنابوليس بولاية مريلاند الأميركية، حيث ينتظر مشاركة 40 دولة، بينها 16 دولة عربية. وتلتقي وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين في مسعى للتوصل الى بيان مشترك يحدد الخطوط العريضة لكيفية سير المفاوضات في اعقاب مؤتمر انابوليس. وقد عقد بوش لقاءات منفصلة مع اولمرت وعباس في البيت الابيض. وقال بوش لاولمرت "اتطلع إلى مواصلة حوارنا الجاد معك ومع رئيس السلطة الفلسطينية لنرى مدى إمكانية تحقيق السلام....وأنا متفائل". وقال اولمرت " ان هذه المرة سيكون الامر مختلفا لانه سيكون لدينا اعداد كبيرة من الاطراف المشاركة فيما آمل ان يؤدي الى اطلاق عملية جادة من المفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين". الا ان اولمرت حذر من انه لا يمكن الاتفاق على صفقة سلام بدون وقف الصواريخ التي تطلق على اسرائيل من قطاع غزة.
وفي اعقاب لقائه ببوش قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "نحن لدينا قدر كبير من الأمل ان يسفر المؤتمر عن مفاوضات حول الوضع النهائي، مفاوضات موسعة حول كل قضايا الوضع النهائي يمكن ان تؤدي الى اتفاق سلام بين اسرائيل والشعب الفلسطيني".
شكوك
ومع ذلك، فبالنظر الى تاريخ المحاولات الفاشلة لمفاوضات السلام فإن مراقبين لا يتوقعون ان يسفر مؤتمر انابوليس عن الكثير. ويقول جوستن ويب مراسل بي بي سي في واشنطن انه لا يوجد استعداد في الوقت الراهن للتوصل الى اتفاق. ويقول جوستن ان المحادثات تهدف الى تطمين كل من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ان الولايات المتحدة والدول العربية الكبيرة سوف تقوم بكل ما هو ضروري لدعم الحوار بينهما.
ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، جوناثان ماركوس، إن الحكم على المؤتمر قد كُتب حتى قبل انعقاده، إذ أن معظم الخبراء متشائمون بشأن إمكانية إحراز أي تقدم حقيقي خلاله. ويرى مراقبون أن أن كلا من بوش وأولمرت وعباس يواجهون تحديات سياسية كبيرة في بلدانهم تحول دون تمكنهم من اتخاذ قرارت كبيرة وتنفيذها على أرض الواقع.
حماس تهاجم
وفي وقت سابق، قالت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يملك تفويضًا من غالبية الشعب الفلسطيني كي يفاوض باسمه في مؤتمر أنابوليس للسلام الذي ستكون مناقشاته "عقيمة". وأضافت الحركة، التي كانت تقود حكومة الوحدة الفلسطينية قبل أن تندلع المواجهات بينها وبين حركة فتح بزعامة عباس، أن اي اتفاق يتم التوصل إليه في أنابوليس بخصوص القضية الفلسطينية هو غير ملزم للشعب الفلسطيني، وإنما فقط لمن وقعوه. واجتمع عدد من قادة ونواب حماس الاثنين في مقر البرلمان الفلسطيني في غزة للتوقيع على وثيقة تفيد بأن عباس لا يملك حق تقديم تنازلات في أي اتفاق للسلام. لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن من صلاحيات عباس، كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، التفاوض باسم الفلسطينيين.
سورية حاضرة
وبعد يوم من موافقة سورية على حضور المؤتمر قال سفيرها في لندن سامي الخيمي لـ بي بي سي إن المؤتمر يعتبر فرصة للولايات المتحدة كي تستعيد مصداقيتها التي فقدتها في الشرق الأوسط. وكانت سورية قد أصرت على أن يدرج ملف مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967، على أجندة أنابوليس كي تحضر المؤتمر. وقال الخيمي إن موضوع الجولان يجب أن يحل ضمن التسوية الشاملة للسلام في الشرق الأوسط.
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني: "كما نرى، إن الدول العربية أتت لتدعم هذه العملية. ونرى العالم كله يتحد ضد الراديكاليين أي حركة حماس وإيران وهما تتكلمان عن إفشال المؤتمر، وعلى السوريين اختيار الجانب الذي يريدون أن يكونوا فيه". كما قررت كذلك السعودية المشاركة في المؤتمر بعد طول تردد ورحبت كل من إسرائيل والولايات المتحدة بهذا القرار. وقالت السعودية إن القرار يأتي في ضوء الاجماع العربي بحضور المؤتمر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية الاسبوع الماضي.
وبوش متهم باهمال هذه القضية خلال سبع سنوات للتركيز على العراق. وهو يبذل جهودا شاقة لانجاح المؤتمر قبل حوالى سنة من انتهاء ولايته الرئاسية. وخلال عشاء اقامته وزارة الخارجية الاميركية، اكد بوش "التزامه الشخصي" العمل للتوصل الى تسوية واقامة دولة فلسطينية. لكن المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين يعززون موقف المشككين في الاجتماع بمواصلة خلافاتهم حول مضمون وثيقة يعملون على صياغتها منذ ايام ويفترض ان تشكل اساسا لمفاوضات السلام في حال تم تحريكها في انابوليس. وقال رئيس وفد المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع "ما زال هناك عمل يجب القيام به وجهود تبذل لكننا لم نتوصل حتى الآن الى اتفاق".
وادلى قريع بهذا التصريح بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وقال قريع ان المناقشات ستتواصل بدون ان يوضح متى. واكد بوش خلال العشاء الذي اقامته الخارجية الاميركية ان التوصل الى اقامة دولة فلسطينية وتعاها بسلام مع اسرائيل "يتطلب تسويات صعبة والاسرائيليون والفلسطينيون انتخبوا قادة مصممين على تحقيق ذلك".
ويفتتح مؤتمر انابوليس في جو من التشكيك في فرص نجاح هذا الجهد المتأخر نظرًا للمعارضة التي يواجهها كل من اولمرت وعباس وضعف موقفيهما وانقسام الاراضي الفلسطينية ومدى تعقيد القضايا عند مناقشة تفاصيلها مثل القدس وحدود الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين. ورفضت حركة حماس المشتددة التي سيطرت على قطاع غزة في حزيران/يونيو الماضي، مسبقا نتائج المؤتمر مؤكدة انها لن تكون "ملزمة للشعب الفلسطيني".
كما تظاهر حوالى عشرة آلاف مستوطن حسب المنظمين، بدعوة من "مجلس مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)" مساء الاثنين في القدس ليدينوا مسبقا اي تنازل محتمل عن اراض في الضفة الغربية او القدس. وخلال التظاهرة اكد احد قادة مجلس المستوطنات بنحاس والرستين ان "انابوليس يشكل تهديدا حقيقيا لاسرائيل لان توقيع اتفاق مع محمود عباس سيؤدي حكما الى استيلاء حماس على السلطة في يهودا والسامرة".
وبرر بوش واولمرت وعباس تفاؤلهم النسبي بالدعم الدولي الذي يلقاه هذا الجهد وحضور الدول العربية الى انابوليس بدءا ببلدان على درجة كبيرة من الاهمية مثل السعودية وسوريا. وشدد المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك على اهمية هذا الحضور وخصوصا من جانب السعودية وسوريا. وقال انه امر "في غاية الاهمية". واضاف ان سوريا لم تبد دعما كبيرا لعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، موضحا "بلغنا اليوم في ما يتعلق بحضور دول المنطقة ودعمها لهذه العملية، نقطة لم نصل اليها من قبل يوما". وقال اولمرت في مكتب الرئيس بوش "هذه المرة الامر مختلف".
اما عباس، فعبر عن "آمال كبيرة" في المؤتمر. وقال "املنا كبير ان نخرج من المؤتمر ببدء مفاوضات موسعة حول القضايا النهائية للوصول الى معاهدة سلام بين اسرائيل والشعب الفلسطيني". وردا على سؤال حول الدور الذي تريد الولايات المتحدة ان تلعبه في عملية السلام، واكد ماكورماك ان واشنطن يمكن ان تطلب مساعدة اللجنة الرباعية. وقال ان "الولايات المتحدة لعبت دورا مهما (...) في مساعدة الاطراف على الوصول الى هذه النقطة واتوقع ان نلعب دورا مهما في السير قدما". واضاف ان ذلك "لا ينطبق على الولايات المتحدة وحدها بل يعني ايضا اللجنة الرباعية (...) واعضاء آخرين في الاسرة الدولية"، موضحا ان الهدف هو "مساعدة الجانبين في التوصل الى نقطة يتخذان فيها قرارات صعبة تؤدي الى حل اقامة دولتين".
وقد اعربت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) عن "دعمها الكامل" لمؤتمر انابوليس، اثر اجتماع عقد بمبادرة من وزيرة الخارجية الاميركية. وسيلتقي بوش الرجلين معا في انابوليس اليوم الثلاثاء. كما سيلقي الرئيس الاميركي اليوم خطابا لم يكشف البيت الابيض مضمونه حتى الآن.
كوشنير يأمل الخروج باعلان مشترك وجدول زمني
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء الاثنين ان الاجواء ايجابية عشية اجتماع انابوليس الذي قال انه سيؤدي الى اعلان مشترك وجدول زمني للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال كوشنير لصحافيين فرنسيين بعد عشاء نظم في مقر وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن على شرف المشاركين في الاجتماع الدولي ان الوضع "ايجابي والاجواء جيدة".
وتابع "غدًا تبدأ مسيرة طويلة نحو ولادة دولة فلسطينية (...) انه حدث مهم"، في اشارة الى اجتماع انابوليس قرب واشنطن الذي يفترض ان يعيد الثلاثاء اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط. واضاف "اعتقد انه سيكون هناك وثيقة بالحد الادنى بين الفلسطينيين والاسرائيليين واعتقد انه سيكون هناك جدول زمني ولو غامضا بعض الشيء مع مجموعات ستعمل حول القدس والحدود واللاجئين وحول المياه والامن". وتابع كوشنير انه بعد ذلك "سيكون هناك مؤتمر باريس (للجهات المانحة) الذي سيحاول بعد ثلاثة اسابيع تلقي المال" من اجل قيام الدولة الفلسطينية. وحول الجمود المستمر الاثنين بين الاسرائيليين والفلسطينيين بخصوص مضمون الوثيقة المشتركة التي يفترض ان تستخدم اساسا لمفاوضات السلام، اعتبر كوشنير ان "الازمات تتحلحل دائما في اللحظة الاخيرة".
وافاد مصدر دبلوماسي ان احدى نقاط التعثر في المحادثات حول هذه الوثيقة تتعلق بمفهوم اسرائيل "كوطن للشعب اليهودي" الذي وضعه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت شرطًا "غير قابل للتفاوض او التحادث" لكن الفلسطينيين يعتبرونه "غير مقبول". وكان اولمرت عبر عن هذا الموقف اثناء لقاء في القدس في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بحسب بيان صادر عن مكتبه. وقال اولمرت انذاك بحسب البيان ان "موقف اسرائيل هو ان نقطة انطلاق المفاوضات بعد انابوليس ستكون الاعتراف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي".
التعليقات
يزايد
اكرم -هنية يزايد لا اكثر ولا اقل ويريد يسحب فلوس من ايران ثم يضعها في حسابه بقبرص والفلسطينيون يأكلون تراب بغزة ويهربون فياغرا من مصر واسرائيل .