محادثات كوسوفو : مكانك راوح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ: دخلت محادثات الوضع القانوني النهائي لإقليم كوسوفو التي تجري منذ نهار أمس في بادن قرب فيينا يومها الثاني دون أن تظهر أي إشارات على إمكانية إحراز تقدم ملموس في هذه المحادثات رغم أنها تعتبر محادثات الفرصة الأخيرة على الأقل حسب الألبان والدول الغربية فيما لا تنظر روسيا وصربيا إلى هذه المحادثات بهذا الشكل .
وتقول الإذاعة الصربية إن الوفد الصربي المفاوض برئاسة الرئيس بوريس تاديتش ورئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا قد عرضا على الألبان الحد الأقصى الذي يمكن للصرب أن يتحملوه وهو عمليا إعطاء الألبان كل ما يرغبونه من تحقيق للذات باستثناء إعلان إقليم كوسوفو دولة مستقلة .
وحسب الإذاعة فإن الرئيس الصربي حذر من أن إعلان الألبان الاستقلال من جانب واحد سيؤدي إلى زعزعة الأوضاع ليس فقط في المنطقة البلقانية ولذلك فان بلغراد عرضت على الألبان مقابل تخليهم عن إعلان الاستقلال من جانب واحد منحهم اغلب صلاحيات ورموز الشعوب المستقلة ومنها حقهم بان يكون لهم علمهم وفرقهم الرياضية الخاصة بهم وممثلياتهم التجارية والثقافية في العالم كما سيحق لهم الانضمام إلى المنظمات الدولية والمالية باستثناء الانضمام إلى الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا حيث سينحصر هذا الحق بالدولة الصربية.
وقد رفض ألبان كوسوفو هذا العرض وأصروا على مطلبهم بالاستقلال مع التشديد على استعدادهم لبحث قيام علاقات وثيقة بين الطرفين لكن على أساس التعاون بين دولتين مستقلتين .
ويمتلك الطرفان الصربي والألباني وقتا حتى نهاية نهار الغد بعدها ينتظر أن تقوم ترويكا المفاوضات التابعة لمجموعة الاتصال بزيارة بلغراد وبرشتينا مطلع الشهر المقبل قبل التوجه إلى نيويورك لتقديم تقريرها النهائي حول نتيجة هذه المفاوضات إلى الأمين العام للأمم المتحدة الأمر الذي ينتظر أن يتم في العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل .
ويرى مراقبون أن فشل هذه المحادثات في بادن سيعني عمليا إعادة ملف القضية إلى الأمم المتحدة حيث يمكن لروسيا التصدي لأي قرار يتحدث عن منح الإقليم الاستقلال ولذلك فان الخيار الاكثر احتمالا بعد العاشر من كانون الأول القادم هو قيام ألبان كوسوفو الجديد بإعلان الاستقلال من جانب واحد لكن بالتنسيق مع الدول الغربية التي تدعم الاستقلال ولاسيما الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية .
ويحمل هذا السيناريو بالتأكيد معه الكثير من الأخطار كون بعض الأطراف التي لها طموحات مماثلة للألبان بالاستقلال يمكن أن تعتبره سابقة يمكن الاحتذاء بها الأمر الذي يمكن له أن يسبب اضطرابات مختلفة في المنطقة البلقانية وغيرها.
وعلى الرغم من أن المحادثات لا تزال في يومها الثاني إلا أن الاتهامات قد بدأت بتحميل المسؤوليات عن إخفاق هذه المحادثات ليس بين الصرب والألبان وإنما أيضا من قبل روسيا التي اتهمت عبر وزير الخارجية سيرغي لافروف الولايات المتحدة بأنها بإلحاحها على استقلال كوسوفو تسيء إلى الجهود الدولية وأنها تكرر أثناء المفاوضات بمثابرة أن استقلال كوسوفو محتوم، ولذلك استبعد إمكانية بحث ألبان كوسوفو عن حل وسط.
ورأى لافروف الذي اجتمع إلى نظيرته الأميركية على هامش مؤتمر انابوليس أن الحل الوحيد الممكن لكوسوفو هو الحل الوسط الناتج من المفاوضات غير أن المشكلة أن هذا الحل لا يلوح في الأفق بالنظر إلى تنافر المواقف بين الطرفين وتحول كوسوفو إلى ساحة تجاذب روسية غربية .