طالباني والمالكي يبحثان إعادة تشكيل الحكومة والإصلاح السياسي

نقاشات عراقية بريطانية حول الأوضاع في البصرة وكركوك
طالباني والمالكي يبحثان إعادة تشكيل الحكومة والإصلاح السياسي

أسامة مهدي من لندن: بحث الرئيس العراقي جلال طالباني مع رئيس الوزراء نوري المالكي سبل إعادة تشكيل الحكومة وإصلاح الوضع السياسي. بينما ناقش طالباني مع مبعوث بريطاني الأوضاع في مدينتي البصرة وكركوك... في حين قالت وزارة الدفاع العراقية، إنها استولت على مطبعة حديثة ضخمة وسط بغداد لتزوير العملة العراقية، بينما أكدت القوات الأميركية إعتقالها 26 مسلحًا لتنظيم القاعدة خلال عمليات جوية وبرية. وناقش طالباني خلال إجتماع بمكتبه في بغداد مع المالكي آخر المستجدات السياسية على الساحة العراقية والسبل الكفيلة لإعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كما أفاد بيان رئاسي، أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم. وأضاف أن المسؤولين الكبيرين أكدا "إصرارهما على ضرورة تضافر الجهود من أجل حل القضايا العالقة، وإصلاح الوضع السياسي بما يخدم المصالح الوطنية العليا للشعب العراقي".

وتأتي هذه المباحثات بعد ثلاثة ايام من مناقشة التحالف الرباعي الذي يضم حزب الدعوة والمجلس الاعلى والحزبين الكرديين الرئيسين، خطة لإعادة تشكيل "حكومة الوحدة الوطنية بعد الانسحابات التي تعرضت لها خلال الاشهر الاربعة الماضية وخروج وزراء التيار الصدري وجبهة التوافق والقائمة العراقية منها والبالغ عددهم 17 وزيرًا. وتشير مصادر عراقية الى ان عادة تشكيل الحكومة تهدف الى حسم قضية الوزارات الشاغرة قبل نهاية العام الحالي خاصة مع صعوبة موافقة مجلس النواب على تعيين وزراء جدد على دفعات بسبب خلافات الكتل السياسية داخله. وتقول المصادر ان الرئيس طالباني يبذل جهودًا لإنهاء قضية وزراء جبهة التوافق المنسحبين واقناع الجبهة ورئيس الحكومة بإجراء مباحثات مباشرة حول هذه المسألة.

طالباني يبحث مع مبعوثة براون قضايا كركوك والبصرة واللاجئين

واجتمع الرئيس العراقي جلال طالباني مع وفد نيابي بريطاني برئاسة المبعوثة الخاصة لرئيس الوزراء البريطاني في مجال حقوق الإنسان في العراق آن كلود وعضوية داي هارفرد توبايس أيليود وبوب سبينك وجورج هاورث واللورد كلايف سولي أعضاء مجلس العموم البريطاني، إضافة إلى السفير البريطاني لدى العراق كريستوفر برينتيس. وتم خلال الاجتماع الذي انعقد بمكتب طالباني في بغداد مناقشة قضية اللاجئين العراقيين و سبل تقديم المساعدات الضرورية لهم وحل مشاكلهم والعمل على التقليل من معاناتهم كما قال بيان رئاسي الى "ايلاف" اليوم.. وأكد طالباني أن أعدادًا كبيرة من اللاجئين العراقيين يعودون إلى مناطقهم بشكل يومي بسبب تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد مشيرا في هذا الصدد إلى التطورات الحاصلة في المجال الأمني و الاقتصادي وانتعاش الحالة المعاشية للمواطنين. كما شدد طالباني على ضرورة تكثيف الجهود لإنجاح المصالحة الوطنية التي من شأنها دعم استمرارية التحسن الأمني.

وتم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن القوانين والتشريعات الأساسية الداخلة ضمن إطار العملية السياسية... حيث اشار طالباني إلى أهمية إشراك الجميع في هذا الخصوص بقوله إن "مستقبل العراق الجديد مرهون بالتوافق بين مكوناته الأساسية". كما جرى تبادل الحديث بشأن قضية كركوك وسبل معالجة هذه المشكلة، استنادًا إلى ما جاء في الدستور الدائم للبلاد في هذا الشأن. كما تمت مناقشة الوضع في البصرة وجرى التأكيد على معالجة جميع المشاكل التي تعاني منها هذه المدينة التي ينتشر فيها جنود بريطانيون انسحبوا مؤخرًا الى قاعدتهم العسكرية بالقرب من مطار المدينة الدولي، تمهيدًا لتسليم كامل الملف الامني الى القوات العراقية. وفي ختام الاجتماع أشاد الرئيس طالباني بدور آن كلود التي وصفها بصديقة الشعب العراقي بجميع أطيافه في مساعدتها له بشكل عام والشعب الكردستاني على وجه الخصوص أيام المحن والظروف الصعبة.

ضبط مطبعة في بغداد لتزوير الدينار العراقي

وقالت وزارة الدفاع العراقية ان قواتها، وبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة كان للأجهزة الأمنية والمواطن دور كبير، داهمت مطبعة في منطقة الكرادة وسط بغداد، تمارس عملية طباعة العملة المزورة. واضاف بيان رسمي انه تم العثور على مبالغ تقدر بمليار وربع المليار دينار عراقي مزور فئة ( 10,000دينار) تم مصادرتها وإلقاء القبض على العاملين في المطبعة . واوضح ان المطبعة تضم أجهزة طباعة حديثة وكميات هائلة من الورق والأحبار الخاصة بطباعة العملة المزورة . ومن جهته قال المتحدث باسم الوزارة اللواء محمد العسكري ان القوات الامنية اعتقلت ثلاثة اشخاص يقومون بتزوير العملة العراقية وصادرت جميع معدات التزوير.

اعتقال 13 خلال عمليات خاصة

إعتقلت القوات العراقية مع مستشاري القوات الخاصة الاميركية سبعة عناصر في عصابة وأربعة إرهابيين ينتمون الى تنظيم القاعدة اضافة الى شخصين اخرين خلال ثلاث عمليات منفصلة إستهدفت مجاميع أرهابية في العراق. وقالت القوات الاميركية في بيان عسكري، ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم، إن وحدة الطوارئ العراقية نفذت مع مستشاري القوات الاميركية الخاصة غارة في حي الدورة بضواحي بغداد الجنوبية استهدفت عناصر اجرامية يعتقد أنها مسؤولة عن نطاق واسع من النشاطات الاجرامية بما فيها الخطف والقتل. فتم اعتقال سبعة اشخاص خلال العملية.

وفي عملية منفصلة نفذ فريق الاسلحة والتكتيك الخاص في الحبانية غرب بغداد مع قوات العمليات الاميركية الخاصة غارة غرب بغداد استهدفت بالتحديد مهربًا ينتمي إلى القاعدة في العراق، ويوفر مخبأ آمنًا. واشارت التقارير الى مسؤولية الشخص عن ايواء ارهابيي القاعدة في العراق المتورطين في عدد من الهجمات بالأسلحة النارية الخفيفة والكمائن والهجمات بالعبوات الناسفة ضد القوات العراقية والاميركية في الحبانية فتم اعتقال اربعة اشخاص خلال العملية. واضافة الى ذلك نفذت قوات العمليات العراقية الخاصة وقوات العمليات الاميركية الخاصة غارة في مدينة الموصل الشمالية لتدمير نشاطات الارهابيين قي المنطقة واعتقلت اثنين من الاشخاص .

غارة جوية تقود إلى اعتقال 13 مسلحًا للقاعدة

تمكن الجنود الأميركيون من إلقاء القبض على 13 شخصًا من المتطرفين خلال غارة جوية اثناء الليل في منطقة السيافية وهي قرية صغيرة خارج منطقة سلمان باك جنوب شرق بغداد . وكان من بين الذين ألقي القبض عليهم شخص مهم وهو عضو في القاعدة مطلوب لقيامه بتهريب الأسلحة وتمويل الهجمات على قوات التحالف في سلمان باك والجعارة. ويقول الملازم الأول ماثيو باروك " بناء على المعلومات الأستخبارية التي حصلنا عليها، فإن هذا الشخص هو خبير بصنع المتفجرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وبهذا نكون قد تخلصنا من هذا الشخص الخطر ووفرنا الأمان للمنطقة. وقد قام الجنود بتفتيش ثمانية منازل اثناء العملية. ويقول الجندي لايل جونسون "لقد تم تنفيذ العملية على اتم وجه وقد قمنا بتطهير المنطقة من هذه المواد والقينا القبض على هذا الشخص المهم، إضافة الى 12 من معاونيه ولم نطلق طلقة واحدة اثناء العملية.

عمليات مسلحة في كركوك تستكمل خطة "المطرقة الحديدية" وتعتقل 130 مسلحًا

قالت القوات الاميركية ان جنود المتعددة الجنسيات في شمال العراق قد استفادوا من النجاحات المتحققة في عملية مطرقة المحارب في دعم واسناد العملية الامنية حيث اعتقلوا 130 مسلحًا واستولوا على مخابئ اسلحة. واضافت ان عملية مطرقة المحارب قد حققت هدفها في كركوك وهو الحد من نشاطات القاعدة وتوفير الظروف التي تمكن المواطنين من النهوض وحماية مناطقهم. وقال العقيد ديفيد باسكال من الجيش الاميركي " سجل اكثر من 6000 مواطن محلي معني اسماءهم في قضاء الحويجة والتي تعتبر من اخطر المناطق في محافظة التأميم للابقاء على مناطقهم آمنة وذلك نتيجة للنجاحات التي حققناها ".

ونفذت قوات التحالف عمليات مشتركة مع وحدات الجيش العراقي والشرطة في محافظة التأميم بعد انتهاء العملية الاسبوع الماضي. والقت قوات التحالف بالاشتراك مع عناصر الفرقة الرابعة من الجيش العراقي وقوات الشرطة في المحافظة القبض على ثلاثة اشخاص ذو قيمة عالية مرتبطين بصورة وثيقة بخلايا القاعدة الارهابية العاملة في كركوك مسؤولون عن شن هجمات ارهابية ضد قوات التحالف وقوات الامن العراقية والمواطنين الابرياء. كما تم انقاذ مختطف عراقي من قبل قوات التحالف اثناء القاء القبض على احد المسلحة و تمت معالجته من اصابات ثانوية في منشآة طبية قريبة تابعة لقوات التحالف واطلاق سراحه الى عائلته في كركوك.

واسفرت العمليات الهجومية في كركوك عن مقتل خمسة ارهابيين واعتقال 28 اخرين متهمين بدعم النشاطات الارهابية. كما عثر على مخبأين كبيرين للاسلحة تحوي على ما يقارب 500 قنبرة هاون عيار 82 ملم واكثر من 70 سلاح خفيف واربعة ار بي جي وذخائر مواد لصنع العبوات الناسفة ومتفجرات. ومعظم المعلومات التي قادت الى الارهابيين ومخابئهم جاءت من مواطنين محليين. واسفرت عملية داعمة اخرى الى نجاحات مماثلة حيث نفذ العملية رجال شرطة كركوك وجنود اللواء الثاني من الفرقة الرابعة الجيش العراقي وتم فرض حظر التجوال لمدة 12 ساعة في كركوك في العملية الامنية حيث نفذ اكثر من 6000 شرطي وجندي عراقي حملات تطهير في المدينة. واسفرت العملية عن اعتقال اكثر من 130 شخصًا كما تم الاستيلاء على 50 سلاحًا خفيفًا و30 مخزن ذخيرة و26 عجلة غير مسجلة. وقال المقدم دينيس سولفيان من الجيش الاميركي " كانت القوات الامنية العراقية تقود هذه العملية ". واضاف " ابرزت القابلية والاحترافية التي اظهرتها قوات الامن العراقية القدرة المتزايدة لتنفيذ عمليات معقدة بأقل اسناد من قبل قوات التحالف".

ومن جهته، قال العقيد باسكال " لقد سئم الناس من العيش في بيئة الرعب والخوف التي تجلبها القاعدة لمجتمعاتهم. ان الجهود المشتركة لقوة مهام المحارب وقوات الامن العراقية، أخلت بقدرة القاعدة على ايذاء المواطنين الابرياء وجنودنا". واضاف " بعملياتنا المستمرة وبمساعدة المواطنين المحليين ارسلنا رسالة قوية وواضحة للارهابيين بان لا يوجد ملاذ آمن لهم في محافظة التأميم وعاصمتها كركوك".