أخبار

عباس يواجه تحدي حماس بعد أنابوليس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خلف خلف من رام الله، واشنطن، القدس: تعلق المساعي التي تساندها الولايات المتحدة لإقامة دولة فلسطينية علي قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بما يبدو مستحيلا وهو حمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تسليم قطاع غزة ونزع سلاحها. لم يبذل عباس جهدا كبيرا في تفسير كيف يمكنه تحقيق ذلك سواء عن طريق إجراء انتخابات جديدة أو عن طريق تحرك عسكري. وبدأ هذا الاسبوع عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أول محادثات سلام رسمية منذ سبع سنوات بهدف التوصل الى اتفاق العام المقبل لاقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية حيث يعيش اربعة ملايين فلسطيني.

وقال اولمرت انه لن يبرم اي اتفاق سلام حتى يكبح عباس جماح النشطاء ومنهم اعضاء حماس الذين سيطروا على قطاع غزة في يونيو حزيران الماضي بعد اقتتال مع حركة فتح ورفضوا مساعي الرئيس الاميركي جورج بوش للسلام. وتوعدت حماس بتقويض محادثات عباس مع أولمرت بمواصلة قتالها لاسرائيل. وأكد عباس الذي منيت قوات حركة فتح التابعة له بهزيمة في غزة لبوش في مؤتمر انابوليس بولاية ماريلاند انه لن يدخل في حوار مع حماس ما لم تتخل أولا عن سيطرتها على غزة. لكنه أقر بانه لا يعرف بعد الاسلوب الذي سيتبعه لتحقيق ذلك. ولم تعرض واشنطن كذلك حلولا تفصيلية او على الاقل لم تفعل ذلك بشكل علني.

وقال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي بالبيت الابيض "نحن نتطلع الى حل على أساس اقامة دولتين وليس ثلاث دول. (الحل) ليس اسرائيل والضفة الغربية وغزة... الفلسطينيون في غزة سيكون عليهم ان يختاروا." واحتلت اسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية في حرب عام 1967 ثم انسحبت من غزة عام 2005 . وتعتبر اسرائيل غزة كيانا معاديا وتشن على القطاع غارات بانتظام لوقف هجمات صاروخية من جانب نشطاء على الدولة اليهودية. وحذرت اسرائيل عباس مرارا من أي تجديد للحوار مع حماس قائلة إن ذلك من شأنه نسف خطوات السلام. ولم يتضح ما اذا كان أمام عباس أي خيارات عسكرية في غزة على المدى القريب على الرغم من جهود الولايات المتحدة لتعزيز قواته الامنية.

ولمح مسؤولون اسرائيليون الى هجوم كبير ضد حماس اذا استمرت الهجمات الصاروخية على اسرائيل. وقالت حماس إن أي قوات دولية ستواجه بعداء من جانبها. وأعلن عباس انه سيطرح أي اتفاق نهائي يتم التوصل اليه مع اسرائيل للاستفتاء سعيا لكسب تأييد شعبي من شأنه اضعاف قبضة حماس على غزة. وتؤكد حماس على أن عباس لا يملك سلطة الدعوة للانتخابات وان أي انتخابات جديدة يجب الا تتم قبل عام 2010 بموجب القانون الفلسطيني. وقال زكريا القاق من جامعة القدس مشيرا لحماس "اذا لم تكن اسرائيل قادرة على قمعهم فكيف يقدر عباس." وأضاف أن عباس لن يتمكن من اقامة الدولة بدون حماس وانه يجب ان يستميلها وان ثمن ذلك سيكون كبيرا جدا الان.

وفازت حماس في انتخابات عام 2006. ولا تعترف الحركة باسرائيل وقالت يوم الخميس انه لا مكان لليهود على الارض التي كانت يوما فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني. لكن حماس واجهت صعوبات للبقاء في الحكم بعد ان عزلها المجتمع الدولي لرفضها نبذ العنف. وشكلت حماس حكومة وحدة مع فتح في مارس اذار لكن عباس عزل الحكومة بعد سيطرة الحركة الاسلامية على قطاع غزة. وشددت اسرائيل القيود على الحدود منذ ان سيطرت حماس على غزة ويواجه اقتصاد القطاع انهيارا فعليا.

وفي حين يبدو تشكيل حكومة وحدة تضم حماس وفتح أمرا غير وارد الان يقول مسؤولون غربيون ان بعض التعاون مع حماس سيكون ضروريا خاصة فيما يتعلق بمعابر غزة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس يستعد لتسليم رئيس وزرائه سلام فياض رئاسة لجنة تسيطر على المعابر في الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها حركة فتح وأيضا على معابر قطاع غزة. وقال دبلوماسيون إن من الخيارات المطروحة ان تسمح حماس لقوات الحرس الرئاسي لعباس بادارة الحدود أو ان تسحب حماس قواتها تاركة السيطرة لطرف ثالث.

وتوقع المحلل السياسي الفلسطيني علي الجرباوي أن تركز اسرائيل والفلسطينيون محادثات السلام أولا على الضفة الغربية. واذا رأي المواطن الفلسطيني العادي في غزة أن المحادثات ستسفر عن تغيير ايجابي لاشقائه في الضفة الغربية فانه قد يضغط على حماس للتراجع. وأضاف الجرباوي انه اذا حققت محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية تقدما في الضفة الغربية فان عباس يمكنه اللجوء الى دول عربية ربما بقيادة السعودية التي توسطت في تشكيل حكومة الوحدة للمساعدة في التوصل الى اتفاق مع حماس بشأن غزة. وقال توني بلير مبعوث رباعي الوساطة في الشرق الاوسط لشبكة (ان.بي.سي) الاخبارية ردا على سؤال عن كيف يمكن انجاح عملية السلام بدون حماس ان اهالي غزة سيتعين عليهم في نهاية الامر الاجابة على سؤال "هل تريديون ان تصبحوا جزءا من هذه العملية أم لا؟"

أولمرت يؤكد مجددا رغبته بالسلام

بدوره جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، التأكيد على رغبته بالمضي قدما في عملية السلام مع الفلسطينيين. وقال اولمرت في المقابلة التي اجريت معه في ختام اجتماع انابوليس للسلام قرب واشنطن "حتى الآن لم اتنازل عن شئ وعندما يكون علي الاصرار والقتال سافعل. افضل عدم تحويل كل خلاف مع الفلسطينيين الى مشكلة كبيرة لانني اريد المضي قدما في العملية السياسية". واضاف "لا اتوقع حصول ازمة في الائتلاف الحكومي"، في اشارة الى خطر استقالة وزراء حزبي شاس (ديني متطرف) واسرائيل بيتنا (قومي متطرف) من الحكومة وانضمامهم الى المعارضة بسبب احتمال تقديم اولمرت تنازلات الى الفلسطينيين.

وتابع اولمرت "بدأ كل شىء في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 خلال لقاء مع (وزيرة الخارجية الاميركية) كوندوليزا رايس. فكرنا في عقد اجتماع اقل اهمية في عمان". واضاف "بالنسبة لي، كان الابقاء على الجمود كارثة وعدم القيام بأي شيء يعني تفويت فرصة رؤية دولتين (اسرائيلية وفلسطينية) تتعايشان سويا". وقال اولمرت "سنصبح اذا دولة فصل عنصري واليهود الاميركيون سيكونون اول من يعمل ضد وجودنا (...) اجهل الى متى سأبقى رئيسا للوزراء، خمسة اعوام؟ عشرة اعوام؟ لست الا نقطة صغيرة في التاريخ، ولا اريد ان اسأل لاحقا لماذا لم اتحمل هذه المسؤوليات: هذا هو دافعي". واضاف "لقد حدث امر مهم في انابوليس: ابو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) قال امام ممثلي الجامعة العربية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يعمل من اجل السلام".

وردا على سؤال حول مشاركة سوريا في انابوليس، قال اولمرت "الاميركيون اشاروا الى انهم لا يريدون مشاركة سوريا في المؤتمر لكنني اصريت على ان تتم دعوتهم". واضاف "ندرك في اسرائيل ان السوريين لن ينخرطوا في محادثات سلام الا اذا غير الاميركيون موقفهم منهم. المفتاح هو لبنان. لتطبيع العلاقات مع سوريا على الاميركيين خيانة لبنان وحكومة جورج بوش ليست مستعدة لفعل ذلك".

واشار اولمرت من جهة اخرى الى ان المستوطنات العشوائية الاحدى والعشرين (التي اقيمت بضوء اخضر من الحكومة الاسرائيلية) يجب تفكيكها. وقال "ليس امامنا خيار آخر"، في اشارة الى التعهد الذي قطعته اسرائيل للاميركيين في هذا الاطار. وردا على سؤال حول استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل، قال ان "السؤال ليس معرفة ما اذا كان يجب توقف اطلاق هذه الصواريخ بل كيف علينا الضرب هناك (...) من الافضل عدم التحرك بعجلة".

باراك لا يتوقع اتفاقاً خلال 2008

من جهة ثانية في أول صفعة لنتائج مؤتمر انابوليس، رجح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك اليوم إلا ينجز اتفاق حول الوضع الدائم خلال عام 2008 وذلك ليس بسبب الموقف الإسرائيلي، على حد قوله، وأكد باراك الذي يتزعم أيضا رئاسة حزب العمل بأنه لن ينسحب من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بسبب تصريحات ملتهبة يدلي بها أعضاء في الحزب. مبينا أنه سينسحب من الحكومة عندما يثبت له أن حزب العمل سيحقق انتصارا في الانتخابات. وأضاف براك خلال جلسة عقدتها اليوم كتلة العمل أن الحزب سبق وانسحب في الماضي من حكومات في توقيت تبين فما بعد انه كان خاطئا وان الحزب لم يكسب شيئا من هذه الخطوة.

هذا في وقت رجح رئيس الوزراء أيهود اولمرت في تصريحات لصحيفة يديعوت عدم انسحاب حزب إسرائيل بيتنا اليميني بقيادة الوزير أفيغدور ليبرمان من حكومته. وأشاد أولمرت بحنكة ليبرمان السياسية، معتبراً إياه شريكاً في صنع القرارات الهامة.

وعلى الرغم من محافظة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي على متانته، إلا أنه يُستدل من استطلاع جديد للرأي العام الإسرائيلي نشرته صحيفة يديعوت صباح اليوم أن حزب الليكود المعارض لا يزال يتمتع بدعم يزيد كثيراً عن رُكنَي الائتلاف الحالي حزبَي كاديما والعمل.

إذ أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الليكود كان سيحصل على 29 مقعداً برلمانياً في حال إجراء الانتخابات التشريعية حالياً مقابل 22 مقعداً لحزب العمل و12 مقعداً فقط لكاديما، ومن النتائج الطريفة للاستطلاع زوال الوجود البرلماني لحزب المتقاعدين ودخول حزب الخضر لأول مرة الكنيست بثلاثة مقاعد.

أما شعبية قادة الأحزاب الكبرى فيحافظ زعيم الليكود تبعاً للاستطلاع على قيادته بفارق بيّن من منافسَيْه المحتملَيْن رئيس حزب العمل إيهود باراك الذي تدنَّت شعبيته ورئيس الوزراء إيهود أولمرت رغم تزايد الدعم الذي يتمتع به ليبلغ 14% من مجموع المستطلعين.

المحكمة لاسرائيلية العليا تسمح بخفض امدادات الوقود لغزة

من جهة اخرى، ذكرت وسائل الاعلام ان المحكمة الاسرائيلية العليا سمحت اليوم للحكومة بمواصلة خفض امدادات الوقود لقطاع غزة لمعاقبته على اطلاق الصواريخ على اسرائيل. واكد ثلاثة قضاة في المحكمة العليا ترئسهم دوريت بينيش في قرار ان خفض امدادات الوقود "يجب الا يؤثر على الواجبات الانسانية لاسرائيل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف