أخبار

إحتواء الأزمة بين الجزائر وفرنسا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجزائر: إعتبرت الصحف الجزائرية اليوم السبت أنه تم احتواء الحادث الدبلوماسي بين فرنسا والجزائر والتي أثارته تصريحات وزير المجاهدين الجزائري محمد شريف عباس بشأن أصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليهودية، مشيرة في الوقت عينه الى الاصوات التي ارتفعت لدعم الوزير. وكتبت صحيفة "لكسبرسيون" ان "الحادث انتهى، بوتفليقة وساركوزي يهدئان اللعبة". اما صحيفة "لوكوتيديان دوران" فاشارت الى انه "بعد الدعوة الى الهدوء التي اطلقها (الرئيس الجزائري عبد العزيز) بوتفليقة، ساركوزي يعتبر الحادث منتهيا".

من جهتها، اعتبرت صحيفة "ليبيرتيه" ان "بوتفليقة وساركوزي يتجنبان الحادث الدبلوماسي"، في حين عنونت "الوطن" و"لا تريبون" بتصريح ساركوزي الخميس "سأذهب الى الجزائر كصديق". ومن المنتظر وصول الرئيس الفرنسي الاثنين الى العاصمة الجزائرية في اول زيارة دولة له.

وكان الرئيس الجزائري تبرأ من تصريحات وزيره مؤكدا ان "تصريحاته لا تعكس في شيء موقف الجزائر"، مشيرا الى ان السياسة الخارجية لبلاده هي من اختصاص الرئيس ومن يفوضهم بمن فيهم وزير الخارجية، وان ساركوزي "سيستقبل كصديق خلال زيارة الدولة التي يؤديها للجزائر وهي زيارة مهمة للبلدين".

من جانبها ركزت الصحف الجزائرية الناطقة بالعربية على الاصوات المؤيدة للوزير. وكتبت "الشروق" ان شخصيات وطنية ومنظمات تجتمع حول وزير المجاهدين. اما "الخبر" فاعتبرت ان بوتفليقة يعتذر من ساركوزي بانتظار ان تعتذر باريس من الجزائر. ونشرت هذه الصحف تصريحات مؤيدة لعباس. فصحيفة "الشروق" اجرت مقابلة مع الوزير السابق احمد محساس الذي قال ان "تصريحات الشريف عباس مقبولة ومنطقية وتنسجم مع المواقف التاريخية للجزائر، ومن حقه كوزير للمجاهدين ان يقول ما قال (...) اللوبي اليهودي الرأسمالي موجود في كل مكان وليس مقتصرا على فرنسا".

اما الامين العام السابق لجبهة التحرير الوطني (اكثرية) عبد الحميد مهري فاعرب عن صدمته من اتهام البعض الوزير عباس بالعنصرية، معتبرا ان الرأي العام الفرنسي معبأ لرفض اي محاولة لفتح ملف اللوبي اليهودي ونفوذه السياسي والاقتصادي والاعلامي في فرنسا.

وأصبحت الجزائر مستعمرة فرنسية بعد غزوها عام 1830 واستوطن بها أكثر من مليون فرنسي. وشن المقاتلون الجزائريون حرب مقاومة عام 1954 أسفرت عن سقوط مئات الالاف من القتلى في حين تقول الجزائر انها أسفرت عن سقوط 1.5 مليون قتيل قبل الاستقلال عام 1962 . وقتل العديد من الفرنسيين أيضا. ودافع ساركوزي عن رفضه الاعتذار عن الماضي قائلا ان الزعماء عليهم التركيز على المستقبل وألا يبالغوا في الاحساس بالذنب.

واندلع أحدث خلاف عندما قال وزير جزائري انه ليس من الممكن تأسيس علاقة أنداد مع ساركوزي لانه رفض الاعتذار عن الماضي وان الرئيس الفرنسي وصل الى السلطة في انتخابات مايو ايار بفضل "لوبي يهودي" في اشارة غير مباشرة الى والدة ساركوزي اليهودية.

وقال محمود بلحيمر رئيس التحرير والمحلل في صحيفة الخبر اليومية وهي أكثر صحف الجزائر مبيعا ان العلاقات الجزائرية الفرنسية تسير خطوة للامام وخطوتين للوراء. وتابع أنه منذ الاستقلال لم تكن العلاقات سهلة وكانت معقدة للغاية وأضاف أنه لا يتوقع أي تغييرات خلال فترة رئاسة ساركوزي.

وبلغ حجم تجارة الجزائر مع فرنسا أكثر من ثمانية مليارات دولار عام 2006 . وفي عام 2005 قدمت الجزائر 16 في المئة من امدادات الغاز الطبيعي الفرنسي وستة بالمئة من امدادات فرنسا النفطية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف