قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن:إذا كان الأسبوع في معترك السياسة يعد فترة طويلة، فإن الأسبوع الماضي كان فترة طويلة جدًا بالنسبة إلى جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الذي استدرج الى فضيحة تتعلق بتبرعات سياسية سرية. تراجعت في الشهرين الماضيين شعبية براون التي كانت كبيرة في استطلاعات الرأي قبل خمسة أشهر مع تعثر الحكومة من كارثة لأخرى. تهدد الكارثة الأحدث بأن تجلب ما سبقها من كوارث وان كان المحللون لا يتوقعون أن تؤدي الى شيء مثير كسقوط الحكومة مثلاً، إلا أنها قد تنطوي على مضاعفات على فرص براون الانتخابية على المدى البعيد. وقال بيتر كيلنر خبير استطلاعات الرأي والمحلل السياسي مشيرا الى يوم في عام 1992 دمرت فيه حكومة حزب المحافظين "المسألة الاوسع نطاقا هي هل ستتحول هذه الكارثة بالنسبة إلى حزب العمل الى شيء شبيه (بالاربعاء الاسود).. وهي سلسلة من الاحداث التي تؤدي الى تغيير الطريقة التي يفكر بها الناخبون في الحكومة." وتابع قائلاً "اعتقد أن الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد". وتدور فضيحة التبرعات التي أطلقت عليها وسائل الاعلام اسم ( دانرجيت) حول تبرعات تقدر بأكثر من 650 ألف جنيه استرليني (1.3 مليون دولار) قدمها لحزب العمال البريطاني الذي ينتمي اليه براون مستثمر عقاري دفع الاموال عبر وسطاء لتجنب الكشف عن هويته. ولا يوجد ما يشير إلى أن براون الذي كان وزيرًا للمالية له صلة بالاموال. ولكن هناك صلة بين أعضاء كبار في حكومته ودوائر مقربة منه وطلب من الشرطة أن تحقق في الامر. وجاء براون (56 عامًا) للسلطة متعهدًا بإعادة الثقة في السياسة بعد أن لوثت فضيحة "الالقاب مقابل المال" رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير المتهم بمنح رتب وألقاب مقابل تبرعات. وواجهت الحكومة عثرة كبيرة في الشهر الماضي عندما استبعد براون اجراء انتخابات مبكرة في خطوة وصفها حزب المحافظين المعارض بأنها تراجع بعد أن خسر حزب العمال تقدمه في استطلاعات الرأي والذي كان يزيد على عشرة في المئة. وكانت فضيحة التبرعات التي تأتي في أعقاب قضيتين مثيرتين للجدل آخر ما يتوقعه براون. وعلى الرغم من أن الشرطة لم تقرر بعد بدء تحقيق في الفضيحة غير أن الامين العام لحزب العمال البريطاني استقال بسبب دوره في الفضيحة وأعيدت الأموال. لكن لحق ضرر على ما يبدو ببراون وحكومته وشحذت المعارضة أسلحتها. ويعتقد أنتوني سيلدون كاتب سيرة توني بلير ان مسألة معاناة براون من عواقب الفضيحة مسألة وقت وحسب. وقال لرويترز "لا اعتقد أن هذه (الفضيحة) ستؤدي الى سقوط الحكومة لكن اعتقد أنها ستؤدي الى سقوط براون". ومضى يقول "انه (براون) ليس واثقا من برنامجه للمستقبل كما أنه لا يمسك بزمام الاحداث الراهنة. واذا لم يتخلص من هذه المشكلات قبل أيار/مايو القادم فستثور تساؤلات من الحزب بشأن جدوى بقائه". ولا توجد ثمة حاجة تضطر حزب العمال الى الدعوة لانتخابات عامة قبل عام 2010. لكن حزب المحافظين المعارض وحسبما يشير استطلاع للرأي متفوق الآن بمقدار 11 نقطة على حزب العمال وهو أكبر تفوق يحققه المحافظون منذ أن كانت مارجربت ثاتشر في السلطة. وكان حزب العمال متفوقًا على حزب المحافظين بالقدر نفسه تقريبًا قبل ثلاثة أشهر. ويقول معلقون إن براون الذي انتظر لسنوات تسلم السلطة من بلير يأتي كما لو كان خلفا أخرق لشخصية سلفه الكارزمية ذائعة الصيت. وأثارت تلك المشكلة شكوكًا بشأن مظهر براون كرئيس للوزراء في الاسبوع الماضي. وبدلاً من تقديم رد سريع أجاب براون بنظرة مخيبة للامال.