أخبار

التغيير قد يدفع بكلينتون أو أوباما إلى البيت الأبيض

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن:على الرغم من عدم انتخاب الشعب الأميركي على مدار تاريخه رجلا اسود او امرأة في منصب الرئاسة فان حصاد السنوات الثماني لفترتي رئاسة الرئيس الجمهوري جورج بوش قد يصنع تاريخا جديدا في الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها العام المقبل. واكد محللون ان فرص مرشحي الحزب الديمقراطي السيناتور هيلاري كلينتون والسيناتور باراك اوباما اللذين يتصدران استطلاعات الرأي لدى الناخبين الديمقراطيين تعتبر قوية للفوز بالانتخابات المقبلة بغض النظر عن اعتبارات النوع او الجنس.

وقال استاذ التاريخ بجامعة (برينستون) جوليان زيلزير ان الديمقراطيين والشعب الأميركي بصفة عامة مستعدون لاختيار سيدة او رجل ذي اصول افريقية لرئاسة الولايات المتحدة. واعتبر ان السياسة الأميركية شهدت "تغيرا على مدار الاجيال" يجعل من امكانية حدوث طفرة لناحية التغاضي عن عاملي الجنس او النوع امرا ممكنا بشكل اكثر.

وقال زيلزير ان هيلاري كلينتون التي ظلت السيدة الاولى في الولايات المتحدة طيلة ثمانية اعوام خلال فترتي رئاسة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون تجنبت قضية النوع في حملتها الانتخابية وحافظت على تقدمها في استطلاعات الراي منذ انطلاق السباق وحتى الان.

واضاف ان الانقسام الذي احدثته ادارة الرئيس بوش لدى الراي العام قد يحول دون بقاء قضية النوع باعتبارها قضية "خفية" في الانتخابات العامة المقبلة ويسهم في توحيد الناخبين الديمقراطيين خلف مرشح حزبهم ايا كان ما يعظم من مكاسب السيناتور كلينتون مقارنة باي خسائر محتملة قد تنجم عن كونها امرأة. وتوقع زيلزير ان تجذب السيناتور كلينتون اصوات الناخبات وتدفعهن الى التصويت بكثافة على نحو قد يساعدها في تحويل دفة الانتخابات والفوز على خصمها الجمهوري.

واستدل على هامشية اي تاثير محتمل لعاملي النوع والجنس على السباق الرئاسي المقبل بشعبية السيناتور باراك اوباما الذي يحل ثانيا في استطلاعات الراي بعد كلينتون بالرغم من كونه نجل رجل افريقي مسلم من كينيا وسيدة أميركية بيضاء من ولاية كانساس ودخل مدرسة اسلامية في طفولته خلال وجوده في اندونيسيا عندما كان عمره 6 سنوات وظل بها 4 سنوات. وقال زيلزير ان اوباما البالغ من العمر 46 عاما يجذب الناخبين الشباب ما يمنحه ميزة كبيرة كونه يضيف ناخبين جددا الى صناديق الاقتراع فيما تجذب هيلاري كلينتون الناخبات من النساء ما يمنح كلا منهما ميزة مختلفة عن الاخر تمنحهما فرصا اضافية في الانتخابات لاسيما في ظل الرغبة في التغيير لدى الشعب الأميركي.

من ناحيته قال محرر الشؤون السياسية بتقرير روزنبرغ السياسي ناثان غونزاليس ان الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف تكون فريدة من نوعها في التاريخ الأميركي معتبرا ان المرشح الديمقراطي في تلك الانتخابات سوف يحتفظ بميزة مبدئية على منافسه الجمهوري في الانتخابات نظرا لسجل الرئيس الحالي جورج بوش.

واضاف انه " على الرغم من ان الناخبين الأميركيين لا يتطلعون بالضرورة الى انتخاب سيدة او رجل من اصول افريقية فانهم يريدون التغيير ما يزيد من فرص المرشح الذي سوف ينجح في اقناع الناخبين بتبنيه مبدأ التغيير".

واعتبر غونزاليس ان "ثمة تحيزا غير ظاهر لدى الناخبين الأميركيين حيال عاملي النوع والجنس الا ان ذلك لن يمنع من انتخاب كلينتون او اوباما لرغبة هؤلاء في عدم الاقرار بالتحيز في داخلهم وهو ما يبدو واضحا في ظل وجود عدد كبير من اعضاء الكونغرس وحكام الولايات من النساء ووجود عدد اخر وان كان اقل من الأميركيين من اصل افريقي في هذه المناصب". ورأى ان اوباما ناجح في تغيير صورة الرجل من اصل افريقي اكثر من مرشحين سابقين مثل جيسي جاكسون او أل شاربتون نظرا لمحاولات اوباما في حملته تجاوز السياسات الحزبية التي تفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وقال غونزاليس ان جنس اوباما قد يشكل عقبة امامه الا انه لن يكون سببا كافيا ليخسر الانتخابات لاسيما في ظل وجود عقبة كبيرة امام المرشح الجمهوري متمثلة في الانطباع المتولد عن بوش على نحو زاد من فرص تجاوز عنصري النوع والجنس في الانتخابات لاسيما في ظل استياء الراي العام من سياسات الادارة الحالية وتدني نسب التأييد لها لتظل حول 30 في المئة منذ مايزيد على عام كامل.

وعلى النقيض من ذلك رأى رئيس المعهد العربي الأميركي الدكتور جيمس زغبي ان عاملي الجنس والنوع سيكونان "قضية متصاعدة" في الانتخابات المقبلة امام كلينتون واوباما. وارجع زغبي ذلك الى "وجود العنصرية في الولايات المتحدة على نحو لن ينتهي على المدى القريب" معتبرا ان قدرة كلينتون او اوباما على اظهار قوتهما وامتلاكهما رؤية وفهما كافيا لحياة مختلف طوائف الشعب الأميركي قد يقلص من تأثير هذه العنصرية.

وقال ان الرافضين لفكرة انتخاب سيدة او "رجل اسود" لا ينتمون الى القاعدة الديمقراطية او تلك التي قد تصوت لمرشح ديمقراطي ما يجعل خسائر كلا المرشحين ضئيلة للغاية. واعتبر ان مشكلة اوباما هي اقناع "الناخبين السود " بأنه مثلهم وينتمي اليهم مرجحا ان يحقق اوباما تغييرا كبيرا في شكل السباق في حل فوزه بالانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا خلال شهر يناير المقبل التي تعد الانتخابات التمهيدية الاولى لتحديد المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.

وقال ان السيناتور كلينتون تواجه مشكلة لدى السيدات اللائي يشعرن بقوتهن نظرا لكون هيلاري سيدة قوية على نحو يجعل هؤلاء الناخبات يرفضن تأييدها. واضاف ان قدرة كلينتون واوباما على تجاوز عاملي النوع والجنس قد يخلق نوعا مختلفا من التحيز ضدهما لدى السيدات او "السود".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف