أحمدي نجاد يسبق زعماء الخليج إلى قمًّة الدوحة

نجاد يؤكد على ضرورة التشاور والتنسيق مع سوريا

مجلس التعاون يبقي على الجدول الزمني للعملة الموحدة

القمة الخليجية بالدوحة: ثلاث ساعات عمل و45 ساعة مراسم
تكرار الثوابت وحضور نجاد يخطف الأضواء

افتتاح المركز الاعلامي المصاحب لتغطية فعاليات القمة الخليجية

انقسام بين دول التعاون بشأن مشاركة ايران وتركيا

استبعاد النقاش حولنظام تعديل الصرف في قمّة مجلس التعاون:
أحمدي نجاد يحمل معه مقترحات لضمان الأمن في الخليج

تاج الدين عبد الحق من الدوحة، الوكالات: استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يشارك في قمًّة مجلس التعاون الخليجي السنويًّة. وأعلن أحمدي نجادأنه يحمل للقمًّة مقترحات "لضمان الأمن في المنطقة"، لافتًا "يبدو أن فصلا جديدا من التعاون فتح في الخليج". واستحوذت مشاركةأحمدي نجاد -وهو أوّل رئيس إيراني يشارك في قمًّة لمجلس التعاون منذ تأسيسه في العام 1981 -على اهتمامالمتابعين للقمّة، خصوصًا أن الزيارةتحمل دلالات سياسية في ضوء تحفظات غير معلنة لبعض الدول الأعضاء. وتثير مشاركة نجاد تساؤلات حول ما إذا كانت نتائجها ستتجاوز الإطار البرتوكولي. لكن مصادر خليجية قالت لـ "إيلاف"إنًّ المشاركة الإيرانية يمكن أن تكون فرصة للقيادات الخليجية لحث الايرانيين على التعامل بجدية مع عواقب الاستمرار في موقفها المتصلب بشأن البرنامج النووي.

وأضافت المصادر ان نجاد لن يكتف بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية بل ستكون له لقاءات ثنائية مع الزعماء الخليجيين. وأوضحت المصادر أن الخليجيين سيبلغون إيران انه من غير الممكن تجنب تطبيق العقوبات اذا تم اقرارها من الامم المتحدة كما انهم سيحذرون من الحسابات الخاطئة حول مدى تماسك المجتمع الدولي في مواجهة التصلب الايراني.

وإلى جانب البرنامج النووي، ستكونالأوضاع في العراق من أبرز الموضوعات التي يتناولها نجاد مع مضيقية الخليجيين. وأكدت مصادر خليجية ان المشاركة الايرانية في القمة لن يكون لها اي انعكاسات على الفقرات التي سيتضمنها البيان الختامي بشأن القضايا التي لها امتدادات تتصل بالعلاقة بايران مثل قضية الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابوموسى.
وقبيل افتتاح القمة اعلن مصدر من الوفد الاماراتي ان وزيري الخارجية الايراني منوشهر متكي والاماراتي عبدالله بن زايد ال نهيان عقدا لقاء ثنائيا. ونقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين هي قضية ثلاث جزر في الخليج تسيطر عليها ايران وتطالب الامارات العربية المتحدة بالسيادة عليها.

ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان.وتحدث نجاد عن فصل جديد في العلاقات بين ايران ودول شبه الجزيرة العربية، لدى مغادرته طهران، وقال للصحافيين قبل ان يتوجه الى الدوحة "يبدو ان فصلا جديدا من التعاون فتح في الخليج الفارسي". واعلن احمدي نجاد انه يحمل مقترحات "لتوسيع التعاون والضمانات الامنية للمنطقة" من دون او توضيحات اخرى. واوضح احمدي نجاد انه سيشارك في "جزء من القمة" وانه سيجري "محادثات ثنائية كذلك.

وتختتم القمًّة بعد ظهر الثلاثاء على ان تعلن خلالها قيام السوق الخليجية المشتركة التي يعمل على انجازها منذ سنوات، وذلك حسبما افاد وزراء شاركوا الاحد في اجتماعات تحضيرية للقمة. كما قال مصدر مشارك في اجتماع وزراء الخارجية والمالية في مجلس التعاون الخليجي الاحد ان الوزراء قرروا الابقاء على العام 2010 موعدا لاعتماد العملة الخليجية الموحدة على ان "يلتحق من يستطيع" من الدول الاعضاء، وهو قرار سينهي عند اقراره في القمة، تهكنات قوية حول مشروع الوحدة النقدية الذي تعرض لعدة نكسات.

وضاعفت إيران التي تواجه عزلة تحت ضغط الولايات المتحدة التي تؤكد أن تحتفظ بكل الخيارات، بما في ذلك الخيار العسكري، لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، المبادرات لطمأنة الدول العربية حول الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وتؤيد الدول الأعضاء في المجلس تسوية سلمية للخلاف بين الأسرة الدولية وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني. لكنها تطالب طهران بضمانات حول طبيعة النشاطات النووية واقترحت انشاء مجموعة دولية لتقديم اليورانيوم المخصب الى دول الشرق الاوسط التي تطلب ذلك.

وسيناقش مجلس التعاون الخليجي الذي قرر خلال قمته في الرياض منذ عام تطوير برنامج نووي مدني مشترك، دراسة حول جدوى المشروع اعدت بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وإلى جانب اطلاق السوق المشتركة وستتطرق القمة الى الوضع في العراق والنزاع في الشرق الاوسط بعد الاجتماع الذي عقد في انابوليس في الولايات المتحدة. وتعقد القمة الخليجية هذه السنة بعد تقارب بين السعودية وقطر وان كانت الرياض لم تعد سفيرها الى الدوحة منذ استدعائه في 2002 احتجاجًا على برنامج بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية.

وكان اعتبر نجاد الاحد احتمال أن يصدر مجلس الامن قرارًا ثالثًا ضد ايران بأنه غير وارد. واضاف الرئيس احمدي نجاد في تصريحات ادلي بها اليوم لقناه "آساهي" التلفزيونية وصحيفة "يوميوري" اليابانيتين، اذا خطط أحد لإصدار قرار ثالث ضد ايران فهذا يعني ان مجلس الامن والنظام العالمي فقد الكفاءة وقيمته القانونية بصورة كامله لأن اتخاذي قرارًا ينبغي ان يقوم على اساس قانوني وان اصدار قرار آخر يفتقد لأية موضوعية.

وردًا على سؤال حول علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكوريا الشمالية، نفى أن تكون هناك علاقات عسكرية بينهما وقال، ان علاقات ايران مع بلدان العالم تقوم علي تنمية التعاون الاقتصادي والروابط السياسية العادية. وعما اذا كان سيترشح لولاية رئاسية ثانية قال، ان الشعب الايراني لن يتغير منهجه بقدوم رئيس أو ذهاب آخر حيث انه اختار طريقه بوعي ويقظة، ويتحرك في ضوئه بقوة ووضوح، لأن هذا الطريق يحمل السلام والمحبة والصداقة التي تقوم على العدل والنبل.

وردًا على سؤال حول ارتفاع اسعار النفط قال، ان ايران لا تشعر ازاء هذا الموضوع بالارتياح او الانزعاج، ولو ساد العدل في التبادل والعلاقات الاقتصادية، فإن ذلك سيصب في مصلحة الجميع لكن هذه العلاقات احادية الجانب ولا تتصف بالعدالة، لذا فإن اسعار النفط في ظل الظروف الراهنة لا تعتبر عادلة او مناسبة. ولفت إلى أن مصدّري النفط ومستورديه يشعرون بالانزعاج معًا في ظل الظروف الراهنة وقال، نتصور ان العلاقات الاقتصادية في العالم اذا اقيمت على اساس العدالة، فإن النفط سيحوز على مكانته المناسبة.

تعديل نظام الصرف
وسارع وزراء مالية دول خليجية، أمس، إلى الإعلان أن مسألة تعديل نظام الصرف ليست مدرجة على جدول أعمال قمة دول مجلس التعاون الخليجي. وكانت وكالة أنباء الإمارات (وام) قد ذكرت، في تقرير سحبته في وقت لاحق، أن تعديل نظام الصرف سيكون مطروحًا خلال القمة. ونقلت عن "مصادر مصرفية خليجية مسؤولة "أن الربط مع الدولار هدفه أن تكون نسب الصرف التقاطعية بين عملات دول التعاون موحدة". وأضافت "توقعت المصادر أن يقرر قادة دول المجلس في قمة الدوحة تغيير أداة الربط بين العملات"، من دون أن تشير إلى سلة العملات المقترحة أو أي أداة أخرى يمكن ربط عملات الخليج بها.

وقال وزير المالية السعودي إبراهيم العساف، عقب اجتماع لوزراء مالية دول مجلس التعاون في الدوحة، إن الرياض لن تفك ارتباط الريال بالدولار. وأعلن وزيرا مالية الكويت مصطفى الشمالي وقطر يوسف حسين كمال أن هذا الموضوع غير مطروح على جدول القمة. وأبقى وزراء المالية على الغموض في ما يتعلق بمصير مشروع العملة الخليجية الموحدة، ولا سيما امكان الالتزام بجدوله الزمني، فيما أعلن كمال أن قمة الدوحة ستشهد إعلان قيام السوق الخليجية المشتركة.

وقال كمال، ردًا على سؤال حول ما إذا كان وزراء المالية سيتخذون أي تدابير حول العملة الخليجية المشتركة التي من المقرر اعتمادها في 2010 بحسب الجدول الزمني للمشروع، "أكدنا أننا جاهزون لنستكمل الإجراءات الآتية والى الآن نبحث الجداول التفصيلية بالنسبة إلى الوحدة النقدية".
وقال مصدر مشارك في الاجتماع إن الوزراء قرروا الإبقاء على العام 2010 موعدًا لاعتماد العملة الخليجية الموحدة على أن يلتحق من يستطيع من الدول الأعضاء. وكانت سلطنة عمان أعلنت انسحابها من مشروع العملة المشتركة مؤكدة أنها لن تتمكن من الالتزام بسلسلة المتطلبات والمعايير. وبحث وزراء الخارجية جدول أعمال قمة الدوحة، التي سيشارك فيها الملك السعودي عبد الله، وبيانها الختامي.

اجتماع بين وزيري الخارجية الايراني والاماراتي في الدوحة
إلى ذلك قال مصدر من الوفد الاماراتي المشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي ان وزيري الخارجية الايراني منوشهر متكي والاماراتي عبدالله بن زايد ال نهيان عقدا لقاء الاثنين في الدوحة قبيل بدء اعمال اللقمة.واكد المصدر ان "الشيخ عبدالله ومتكي يلتقيان الآن".ونقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين هي قضية ثلاث جزر في الخليج تسيطر عليها ايران وتطالب الامارات العربية المتحدة باستعادتها.
وسيطرت ايران على هذه الجزر الثلاث في 1971 قبيل اعلان قيام دولة الامارات العربية المتحدة وبعيد جلاء القوات البريطانية عنها. وتسيطر هذه الجزر على حركة المرور في مضيق هرمز بين الامارات وايران.

وطالبت ابو ظبي ايران مرارا بفتح مفاوضات مباشرة حول الجزر او باحالة النزاع امام محكمة العدل الدولية ولكن طهران تتجاهل هذه المطالب.وتكرر جميع القمم الخليجية المطالبة بالسيادة الاماراتية على ابو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى، الا ان حضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قمة الدوحة اعاد طرح المسالة بشكل قوي، فيما تحدثت معلومات صحافية عن رغبة اماراتية بالا يتم تجاهل قضية الجزر.