مطالبة تشيكية بتعليق محادثات الدرع الصاروخي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إصرار أميركي على بناء الدرع الصاروخيالياس توما من براغ، موسكو: دعا رئيس الحزب الإجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في مجلس النواب التشيكي ييرجي باروبيك اليوم الحكومة التشيكية، إلى تعليق المفاوضات التي تجريها مع الولايات المتحدة بشأن وضع القاعدة الرادارية الأميركية التابعة للدرع الصاروخي في تشيكيا، وذلك بعد تأكيد المخابرات الاميركية بأن إيران أوقفت في عام 2003 برنامجها النووي العسكري. وأكد أن تقرير المخابرات الاميركية بهذا الشأن هو مبرر جديد لكي يرفض التشيك وضع الرادار في بلادهم.
وخلافًا لهذا الموقف اعتبر نائب وزير الخارجية التشيكي توماش بويار الذي يترأس الوفد التشيكي الذي يتفاوض مع الاميركيين بشان شروط وضع الرادار بان هذا التقرير لن يغير شيئًا، لان نظام الدرع الصاروخي ليس موجها ضد الأسلحة النووية فقط وإنما أيضا ضد الأسلحة التقليدية كما أن المخاطر والتهديدات يمكن أن تظهر حسب زعمه في أي دولة من دول الشرق الأوسط .
ويأتي الإعلان عن توقيف إيران برنامجها النووي في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة البولندية الجديدة برئاسة دونالد توسك تتردد في وضع القبول بوضع القاعدة الصاروخية المضادة في بلادها الأمر الذي يمكن لهذا التقرير أن يزيد من قناعاتها وقناعات الأوربيين أن مثل هذا الدرع ليس ضروريًا وان الإصرار الاميركي عليه سيزيد من الشبهات بأنه لا يستهدف إيران كما تزعم الإدارة الاميركية وإنما روسيا الاتحادية.
ولم تقل حكومة توسك موقفها النهائي بعد بشأن القاعدة الصاروخية المضادة التي تريد الولايات المتحدة وضعها في بولندا غير أن توسك بدا يرسل إشارات قوية بان طريقة تعامله في هذه المسالة الحساسة ستكون مختلفة عن حكومة ياروسلاف كاتشينسكي السابقة ولذلك فانه يريد بحث الأمر مع الاتحاد الأوروبي والناتو، كما انه وضع من اولويات حكومته تحسين علاقات وارسو بموسكو وبرلين.
يذكر أن الرأي العام في تشيكيا وبولندا يعارض وضع الدرع الصاروخي الاميركي، غير أن الحكومة التشيكية تتبنى موقفًا استجابيًا قويًا لمطالب الولايات المتحدة، ولذلك فإنها على الأرجح لن تغير موقفها هذا على خلاف الوضع في بولندا حيث يمكن التوقع بان البولنديين سيفرضون شروطًا أصعب مقابل موافقتهم على وضع القاعدة منها الحصول على ضمانات أمنية قوية ومنها إدراج هذا النظام الصاروخي في المنظومة الدفاعية الجماعية لحلف الناتو .
لافروف: أميركا تخلت عن وعودها لروسيا
بدوره إنتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ردود الولايات المتحدة الرسمية على المقترحات الخاصة بمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ، ووصفها بأنها مخيبة للآمال. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرمني فردان اوسكانيان في موسكو اليوم إن روسيا انتظرت لمدة 6 أسابيع الردود الخطية التي ذكرها وزيرا خارجية ودفاع الولايات المتحدة في لقائهما مع نظيريهما الروسيين في موسكو في إطار "2X2". وأضاف أن الرد الرسمي الذي تلقته موسكو يؤكد على تراجع الجانب الأمريكي عما قاله في أثناء تلك المحادثات لأنه لم يتضمن إشارة إلى تواجد دائم لضباط روس في المنطقة الثالثة لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ التي تعتزم واشنطن نشرها في تشيكيا وبولندا.
وذكر أن الرد الأميركي يتحدث عن زيارات منفصلة في حال موافقة السلطات التشيكية والبولندية عليها. وأشار لافروف إلى أن الرد الأميركي يؤكد عزم الولايات المتحدة على اتخاذ القرار الخاص بتفعيل عناصر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ بشكل أحادي في الوقت الذي ذكروا فيه للجانب الروسي في أثناء المحادثات أن هذا القرار سيكون مشتركا.
وقد قدمت روسيا جملة من المقترحات للتعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ حيث قال الرئيس فلاديمير بوتين في وقت سابق: "أولا، يجب علينا أن نعمل مع الأميركيين والأوروبيين على تحديد طابع الدفاع المضاد للصواريخ. ويجب أن نفهم، هل هناك تهديد صادر عن إيران أو كوريا الشمالية أو عن منظمات إرهابية أم أنه غير موجود أصلا".
وأكد الرئيس بوتين أن المقترح الثاني يتمثل في إنشاء آلية واضحة ومفهومة للوصول إلى هذه المنظومة التي قد يتم بناؤها في المستقبل. وقال إن ذلك يعني توفير وصول ديمقراطي يتيح فهم كيفية إدارة هذه المنظومة وطبيعة الدور الذي ستلعبه روسيا فيها.
كما اقترح الرئيس الروسي على نظيره الأميركي في لقائهما على هامش قمة "G-8" في مدينة هايليغيندام الألمانية في السابع من يونيو 2007 استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان بشكل مشترك لأغراض المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ. كما عرض على بوش خلال لقائهما في كينيبانكبورت في الثاني من يوليو 2007 إنشاء مركزين لتبادل المعلومات حول عمليات إطلاق الصواريخ في موسكو وبروكسل وكذلك الاستخدام المشترك لمحطة الإنذار المبكر الروسية التي يجرى إنشاؤها في جنوب روسيا. ويذكر أن هناك خلافات بين موسكو وواشنطن حول مسألة نشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية.
فروسيا ترى أن الحجج والمبررات التي تقدمها الولايات المتحدة لنشر تلك العناصر قرب الحدود الروسية غير مقنعة. وتؤكد روسيا أن التهديد الصاروخي الذي تشير إليه الولايات المتحدة في هذه المسألة غير موجود أصلا لأن إيران لا تملك ولن تحصل قريبا على صواريخ بالستية عابرة للقارات تستطيع تهديد أوروبا والولايات المتحدة بها. وقد استبعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية جنرال الجيش يوري بالويفسكي احتمال ظهور مثل هذه الصواريخ لدى إيران على المدى المتوسط. وقال بالويفسكي في حديث للصحفيين في السابع عشر من شهر أكتوبر الماضي: "يستند اعتقادنا الراسخ هذا إلى معلومات واقعية عن الوضع في إيران".