حزب الله وأمل وافقا فعلاً على سليمان وبقي عون

كوشنير يطالب في بيروت بإسقاط الشروط
"حزب الله" و"أمل" وافقا فعلاً على سليمان وبقي عون

إيلي الحاج من بيروت: أكدت مصادر سياسية مطلعة ل "إيلاف " الأربعاء أن حركة " أمل " و " حزب الله " وافقا على السير في عملية تعديل الدستور وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية، لكنهما استمهلا أياماً لإعلان موقفهما النهائي هذا ريثما تستكمل المحاولات والمساعي مع رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون على أمل أن يسقط الشروط التي وضعها لإتمام الإنتخاب. وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر هويتها أن موقف الحركة والحزب نهائي، موضحة أنهما اكتفيا بالضمانات التي قدمها العماد سليمان لقيادتيهما بالتزام القوانين والحرص على مشاركة الجميع بعدالة في إدارة شؤون الدولة .

وتناقض هذه الأجواء- إذا صحّت- ما تذكره قوى الغالبية في بياناتها وتصريحات أركانها التي تتهم "حزب الله" خصوصاً بالوقوف وراء النائب العماد عون في مواقفه التي تعتبرها الغالبية "معرقلة"، إلى درجة أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اعتبر اليوم أن "مسألة الرئاسة أصبحت في إيران"، مشيراً إلى خشيته أن يكون عون مجرد واجهة لعرقلة يقف وراءها "حزب الله" الذي يريد الفراغ.

وفي إطار المساعي لحلحلة العقد أجرى وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير في اليوم الثاني من زيارته السابعة لبيروت جولة جديدة من المشاورات القيادية ابرزها اجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، بعدما كان بري تسلم من لجنة تحديث القوانين دراسة عن آلية تعديل الدستور تتيح انتخاب قائد الجيش رئيساً.

وعلم ان كوشنير ابلغ مَن التقاهم وجوب التنازل في موضوع الوضع الحكومي لتسهيل تعجيل انتخاب الرئيس الجديد لان قرار الانتخاب هو قرار دولي اقليمي، وتاليا لن يكون في مقدور اي طرف الوقوف في وجه هذا القرار . والمطلوب دوليا واقليميا هو عدم فتح أبواب لبنان على الفراغ في رئاسة الجمهورية لأنه يؤدي إلى ارباكات سياسية او ربما امنية.

وكشفت "وكالة الأنباء المركزية" ان العماد سليمان "كان في غاية الوضوح والصراحة مع القيادات التي التقته وفاتحته بالشروط المتعلقة بالحكومة الجديدة والتعيينات ، فأكد انه ليس في وارد القبول بالشروط المسبقة، وانه مع اي توافق سياسي، وان التنفيذ يكون من خلال المؤسسات ، وجلّ ما يستطيع الالتزام به هو تطبيق القوانين المرعية الإجراء، وان تكييل العهد والحكومة بالشروط المسبقة لا يساعد في انطلاقة سليمة وموعودة ينتظرها الشعب اللبناني من العهد الجديد، على ان تكون المحاسبة بعد ستة أشهر.

و قال أحد أعضاء حركة 14 آذار/ مارس ان الغالبية النيابية تستمهل تقديم العريضة الموقعة من عشرة نواب الى الرئيس بري بهدف الشروع في عملية تعديل الدستور لانتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية، خلافا لبعض ما نشر في وسائل الاعلام عن أن العريضة سيتم تقديمها الى الرئيس بري خلال ساعات بهدف ارباك المعارضة.

وفضّل ان تكون العريضة موقعة من قوى الموالاة والمعارضة، وقال: المعارضة حتى الآن لا تريد اجراء الانتخابات، واذا لم تتوفر الارادة من قبل الطرف المعارض بتوقيع العريضة، عندئذ ستكون مقتصرة على توقيع عشرة نواب من الموالاة.

وعن الهدف من زيارة الوزير كوشنير لبيروت وهدف الجولة التي يقوم بها قال: "ليس سرا انه في خلال الاتصال الاخير بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنظيره السوري بشار الاسد، طلب منه ان يمارس ضغطا على الفريق الشيعي المتمثل بـ"حزب الله" وحركة "أمل" بالنظر الى أنه لا يمكنه ان يمون على النائب عون.

وصرح مسؤول في المعارضة في المقابل إنها توافق على العماد سليمان كرئيس للجمهورية لكن هناك سلة واحدة يجب ان يتم بتها لانه لا نستطيع ان نترك البلاد تتوافق لاسبوع ثم نعود الى موضوع الحكومة والثلث الضامن والحصص وثم تتوقف البلاد مجددا، فماذا نكون فعلنا عندئذ؟ أتينا برئيس للجمهورية وعلقنا بموضوع الحكومة.

وعما اذا كانت لدى المعارضة ثقة بالعماد سليمان تساءل المصدر: ما شأنه في هذا الموضوع؟ وهل يعني ذلك انه لم يكن لدينا ثقة بالرئيس اميل لحود؟ كانت لنا ملء الثقة فيه وافتعلوا أزمة في ظل رئاسته. فما كانوا يمارسونه من احتكار وتفرّد واستئثار نريد منعه، فلقد جاءت الفرصة لتعيد الامور الى نصابها، الى المشاركة لا لان نكون نحن البديل، هناك مشاركة يجب ان تحصل ومبدأ المشاركة يجب ان ينفذ، فلماذا يهربون منه؟ وخلال ايام او أسبوع نستطيع أن نتفاهم على كل الامور في رئاسة الجمهورية الى الحكومة الى البيان الوزاري الى قيادة الجيش.

ونفى المصدر نفسه ان تكون المعارضة تطرح تشكيل حكومة بل تطرح الاتفاق على نسب التمثيل فيها لا اكثر ولا أقل، وسأل: أين المشكلة في ذلك؟ وقال انهم يريدون ادخالنا في مطبّ جديد تعود فيه البلاد الى الازمة ويعود موضوع الاحتكار والتسلـّط بطريقة جديدة فهذا مرفوض ونحن لا يمكن ان نقبل به.

ورأى مصدر في "التيار الوطني الحر" انه على عكس ما يشاع ، ان الشروط التي وضعها العماد عون ليست تعجيزية وان عون وبفعل فقدان عامل الثقة بالفريق الآخر يريد تسهيل مهمة الرئيس العتيد من خلال التوافق على رئيس حكومة تماما كما حصل بالنسبة الى رئيس الجمهورية وانه باستثناء الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري وأعضاء من "تيار المستقبل" فلا مشكلة لديه في شخص رئيس الحكومة".