أخبار

واشنطن تحبط خطة التعاون بين موسكو والناتو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين لدى عودته من بروكسل حيث حضر جلسة مجلس روسيا - الناتو إن الوفد الأميركي منع المجلس من اعتماد خطة التعاون لعام 2008، مطالبا بأن ينص جدول أعمال مجلس روسيا - الناتو لعام 2008 على أن يستمر جميع أعضاء المجلس في الالتزام بالمعاهدة الخاصة بالأسلحة التقليدية في أوروبا. ولم يمكن للوفد الروسي أن يقبل هذا المطلب لأن الرئيس الروسي كان قد وقع على قانون يقضي بتعليق المشاركة الروسية في هذه المعاهدة إلى أن تصادق دول الناتو على صيغتها المعدلة.

وأشار لافروف إلى أن خطة التعاون لعام 2008 تتضمن التعاون في مكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة المخدرات ومواجهة الحوادث والكوارث، مضيفا أن العمل في مشاريع التعاون هذه سيستمر، لكن اعتراض الوفد الأميركي على اعتماد وثيقة توافقية "مدعاة للأسف".

وأكد لافورف أن معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا أصبحت بلا معنى في صيغتها القديمة، إذ أن القيود التي تفرضها المعاهدة على التسلح في شرق أوروبا (أي الأراضي الروسية) "تحول دون تفعيل مكافحة الإرهاب".

لافروف: الفرصة لتحقيق تفاهم روسي - أميركي ما زالت قائمة
إلى ذلك قال لافروف إن الفرصة لتحقيق التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن نشر عناصر النظام الصاروخي الأميركي في شرق أوروبا قرب روسيا ما زالت قائمة في حال أبدى "شركاؤنا الأميركان" استعدادهم للتوصل إلى اتفاق.

وكما هو معلوم فإن الولايات المتحدة تنوي نصب رادار وصواريخ اعتراضية في الأراضي التشيكية والبولندية. ويقولون في واشنطن إن هذا ضروري لحماية أميركا وأوروبا من هجوم صاروخي من الممكن أن تشنه إيران في حين يرون في موسكو أن المشروع الأميركي هذا يستهدف أمن روسيا.

روسيا تقترح تحديد السقف الأعلى لتسليح أعضاء حلف الناتو

وقال وزير الخارجية الروسي إن الوفد الروسي اقترح تحديد السقف الأعلى لتسليح جميع أعضاء حلف الناتو، مشيرا إلى أن هناك في الناتو من لا يبدو مستعدا للإصغاء إلى هذا الاقتراح. وتطرق لافروف إلى الموضوع المتعلق بمعاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا، حيث أكد أن صيغتها المعدلة التي تمت بلورتها في عام 1999 والتي لم تعتمدها دول الناتو حتى الآن في حين تبنتها روسيا، تحتاج هي أيضا إلى "تجديد"، مضيفا أن روسيا عرضت على أطراف المعاهدة مقترحاتها بهذا الشأن في يونيو الماضي وأنه يأمل في أن تلقى هذه المقترحات أذنا صاغية.

الناتو: العلاقات مع روسيا بلغت درجة حرجة
إلى ذلك قال بيان مشترك صدر في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الناتو أمس في بروكسل "إن الشراكة بين روسيا والناتو تدخل مرحلة حرجة" في حين قال المتحدث باسم الحلف عقب ختام اجتماع وزراء خارجية دول الناتو مع وزير الخارجية الروسي في إطار جلسة "مجلس روسيا - الناتو" التي عقدت أمس في بروكسل إن الجانبين لم يتمكنا من تقريب المواقف.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك "مسائل يمكننا أن نتوصل إلى اتفاق حولها، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق في مسائل أخرى بعد".

وتنتمي إلى "مسائل أخرى" مسألة نشر الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا والمسألة المتعلقة بمعاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا والتي ستنسحب روسيا منها في ليل 12 ديسمبر 2007، ووضع إقليم كوسوفو.

ووجه الوزير الروسي نقده إلى موقف الناتو من نظام منع انتشار الأسلحة التقليدية في أوروبا، مشيرا إلى أن الحلف يقوم بخطوات تؤدي إلى تعقيد المأزق الذي أصبحت جهود منع انتشار الأسلحة تتخبط فيه.

وألمح لافروف في محاولة لإقناع شركاء بلاده بالعدول عن تأييد استقلال إقليم كوسوفو إلى أن منح الاستقلال لهذا الإقليم سيشكل سابقة تدعم طموح جمهوريات معلنة من جانب واحد في الساحة السوفيتية سابقا للاستقلال.

أما بالنسبة لمشروع الدرع الصاروخي الأميركي فإن الوزير الروسي قال: إذا وافق الناتو على تصنيف النظام المضاد للصواريخ الذي تنشئه الولايات المتحدة الأميركية في أوروبا باعتباره عنصرا من عناصر نظامه الدفاعي المضاد للصواريخ فسوف يصعب أن تواصل روسيا التعاون في إطار مجلس روسيا - الناتو بهذا الشأن.

واعتبرت صحيفة "كوميرسانت" إن هذا الاجتماع أنهى مرحلة من المعاملات بين روسيا والناتو استمر فيها الجانبان في وصف العلاقات بينهما بأنها علاقات التحالف على الرغم من الخلافات، مشيرة إلى أن "علاقات التحالف" بين موسكو وحلف شمال الأطلسي حل محلها أثناء مدة ولاية الرئيس بوتين الثانية صدام بين المصالح وصراع ضار في المجالات كافة يشبه الحرب الباردة الجديدة.

الناتو يواصل زحفه نحو روسيا
من جانبه أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ياب دي هوب شيفر، أثناء اجتماع وزراء خارجية دول الناتو أمس الجمعة في بروكسل أن قمة الحلف المقررة في أبريل 2008 ستتبنى قرارا بشأن انتساب عدد آخر من الدول إلى عضوية الحلف.

ورجحت صحفية "كوميرسانت" أن تصبح كرواتيا وألبانيا ومقدونيا وجورجيا أعضاء جددا في الحلف.

كما وعد أمين عام الناتو في ختام جلسة "لجنة أوكرانيا - الناتو" التي عقدت أمس في بروكسل بأنه سيعمل على "توطيد أساس العلاقات الثنائية".

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن التخطيط لتوسيع نطاق عضوية الناتو ينذر بظهور "خطوط فاصلة جديدة".

ومن جانبه قال "دميتري روغوزين" الذي سيصبح ممثلا جديدا لروسيا لدى حلف الناتو إن الناتو إذ يتطلع إلى التوسع والتمدد بضم جمهوريات سوفيتية سابقة إليه لا يمكنه أن يأمل في ألا يكون رد فعل روسيا حادّا.

لافروف: الموقف الأميركي عقبة تحول دون حل قضية كوسوفو
من جهة أخرى قال إن الموقف الأميركي من قضية إقليم كوسوفو يشكل عقبة منيعة تحول دون إيجاد حل توافقي، موضحا أن إصرار بعض العواصم الغربية، خاصة واشنطن، على ضرورة منح الاستقلال لإقليم كوسوفو وكأنه لا يوجد بديل عن هذا الحل، هو عقبة رئيسية على طريق مواصلة البحث عن حل توافقي لقضية كوسوفو.

وأشار لافرورف إلى أن الوفد الروسي شرح الموقف الروسي من هذه القضية أثناء جلسة مجلس روسيا - الناتو، لكن تشير كل الدلائل إلى أن الشرح الروسي لم يلق أذنا صاغية لدى "شركائنا الأميركان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف