القمة الثانية للاتحاد الاوروبي وأفريقيا من أجل شراكة ندية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نهاية جلسة اليوم و تبني وثيقة "الاستراتيجية المشتركة" غداً
القمة الثانية للاتحاد الاوروبي وأفريقيا من أجل شراكة ندية
انطلاق وقائع الجلسة الافتتاحية للقمة الأوروبية
وكان رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الذي يمثل بلاده في القمة قال قبيل افتتاحها "لا نريد ابوية ولكن نريد شراكة متساوية". من جانبه اكد رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي امام نحو 70 رئيسا ورئيس حكومة، "هذه القمة هي قمة بين متساويين. جميعنا متساوون هنا".
واضاف سوكراتيس "منذ سبع سنوات عقدت قمة القاهرة. وخلال هذه السنوات السبع التي لم يحدث فيها امر جوهري، تعرقل نمو تعاوننا. وذلك منعنا من مواجهة التحديات الجديدة المطروحة علينا" مشيرا الى "ضرورة اطلاق حوار سياسي بشكل ملح". وفي الاصل كان من المقرر ان تعقد هذه القمة الثانية في 2003 غير انه تم تأجيلها باستمرار بسبب انقسام الاوروبيين ازاء دعوة رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يخضع نظامه منذ خمس سنوات لعقوبات اوروبية، للمشاركة في القمة.
ولكن في نهاية المطاف قرر الاوروبيون رغم معارضة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ومقاطعته القمة، دعوة موغابي ومواجهته بمآخذهم على نظامه. وفي كلمتها امام القمة اتهمت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل زيمبابوي "بالاساءة الى صورة افريقيا الجديدة". واكدت "ان الوضع في زيمبابوي يهمنا جميعا في اوروبا كما في افريقيا"، مشيرة الى انه "ليس من حقنا ان ندير ظهورنا حين يتم انتهاك حقوق الانسان".
غير ان الرئيس السنغالي عبد الله واد قال انه "للاسف المعلومات التي تنشر في الغرب خاطئة. وكل ما يقال خاطىء، هذا ليس صحيحا". واضاف "زيمبابوي ليست بلدا في صدد الانهيار والرئيس موغابي ليس في صدد السقوط. هذا ليس صحيحا، انا كنت هناك وتباحثت مع المعارضة ومع النظام".
وتابع "بالتأكيد هناك مشاكل، وانا لا اؤيد ما قام به موغابي بشأن انتزاع الاراضي بالعنف. لكن اوروبا دافعت بشدة عن بريطانيا بدلا من القيام بدور الوساطة"، منددا بتحويل "مشكلة بين بلدين الى قضية بين قارتين". من جانبه قال المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال "يجب ان نخوض في كل الامور، تلك التي يسهل التوصل بسهولة الى اتفاق بشأنها، وتلك الاصعب الاتفاق بشأنها مثل الوضع في دارفور واتفاقات الشراكة الاقتصادية وحقوق الانسان والادارة (الرشيدة)".
ولئن تسعى اوروبا بعد نصف قرن من نهاية استعمارها لدول افريقية الى طي صفحة الماضي لمواجهة تعاظم النفوذ الصيني في القارة فان الافارقة يجدون على ما يبدو صعوبة في طي هذه الصفحة. واكد كوناري "هناك ضرورة وواجب تجاه الذاكرة في ما يخص فترة العبودية والحقبة الاستعمارية والتمييز العنصري والابادة في رواندا ولا يعني ذلك الرغبة في الجدل ولا السعي الى ابتزاز او المطالبة بابداء الندم بهدف الاهانة ولكن من اجل ان نفتح بكامل المسؤولية والوعي ابواب المستقبل".
كما اشار عباس الفاسي الى ان "القارة الافريقية تعاني من العديد من المشاكل التنموية (..) لاسباب تاريخية وهي الاستعمار". وكان الزعيم الليبي معمر القذافي طالب الجمعة اوروبا بتعويضات لمستعمراتها السابقة عن فترة الاستعمار ونهب الثروات. ورد لوي ميشال السبت "ان المستعمرين دفعوا اموالا هائلة على مدى عقود (..) ونحن لا نقبل دروسا من هذه الناحية".
من جهة اخرى اشار كوناري الى قضية اتفاقات الشراكة التجارية الحساسة. وندد ب"الضغط" الاوروبي في المفاوضات مع دول افريقيا والكاريبي والمحيط الهادىء داعيا الى "تخصيص الوقت الكافي لابرام اتفاقيات عادلة ومطمئنة". وتخشى العديد من الدول الافريقية ان توجه هذه الاتفاقات التي تنص على خفض تدريجي للتعرفات الجمركية على المنتجات الاوروبية، ضربة قوية لاقتصادياتها الهشة.
كما دعا كوناري الغربيين الى تحمل مسوؤلياتهم تجاه دارفور حيث يجب نشر قوة السلام المختلطة "دون مزيد من التأخير". وتبحث القمة في جلساتها المغلقة خمسة محاور هي الامن والسلام، والديموقراطية وحقوق الانسان، والتجارة والتنمية، والتغيرات المناخية والطاقة، والهجرة والعمل.
وانهى المشاركون جلساتهم المغلقة السبت لبحث محاور القمة التي تختتم الاحد بتبني وثيقة "الاستراتيجية المشتركة" وخطة عمل تحدد ثماني شراكات ذات اولوية للسنوات الثلاث المقبلة قبل القمة المقبلة التي ستعقد مبدئيا في 2010 في احدى الدول الافريقية.