شرخ في المجلس الوطني لاعلان دمشق

زيارة المعلم لعمان: ترميم للعلاقات السورية العربية بهية مارديني من دمشق: ظهر تياران مختلفان في اعلان دمشق الوطني الأمر الذي أدى الى قرار الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض في سوريا بتجميد نشاطاته في الاعلان مساء امس. مما يذّكر بلجان احياء المجتمع المدني في سوريا عندما انقسمت الى تيارين منذ سنوات ، تيار يؤثر الاتصال مع السفارات الاجنبية في دمشق والتواصل معها ، وتيار يعتبر الاتصال بهذه السفارات امر "غير جائز من الناحية الوطنية".

ويرى الاتحاديون ان خلفية الخلاف بينهم وبين اعلان دمشق على اسلوب العمل الوطني بين نهجين نهج يؤمن بالمشاركة والتوافق ونهج اخر يعتبر ان هذه المشاركة والتوافق يعيقان العمل السياسي للاعلان.

وحول ماجرى في اجتماع الاتحاد مساء امس قال لايلاف المحامي رجاء الناصر العضو القيادي في الاتحاد الاشتراكي انه "من الناحية العملية الاتحاد الاشتراكي مصر بكل تحالفاته على مبدأ التوافق والمشاركة باعتبارها ضمانة للخط السياسي الوطني القومي وعدم السماح بحدوث اختراقات وانحرافات وهو في نهج التوافق لايسعى الى الاستثئار او الاستئصال ويؤمن بان الجميع متساوون بالهم الوطني العام ". و اضاف ان "هناك بعض الممارسات التي جرت طوال العام الماضي كانت تظهر رغبة معينة ببعض الاطراف لتوجيه الاعلان خارج المبادىء التي جرى صياغتها في الاعلان والايضاحات المرفقة به وهو ماعبر عنه مؤخرا من خلال رفضه زيارة السفارات التي لها اطماع في سوريا ، وشدد انه من المهم ان نؤكد على ان حزب الاتحاد يبقي يده ممدودة لاية قوة او تيار او فرد يؤمن بالتغيير الوطني الديمقراطي ومواجهة المشروع الصهيوني الاميركي وتعزيز الحوار على قواعد الاحترام المتبادل والتوافقات الوطنية".

واضاف الناصر "حتى هذه اللحظة عقد المكتب السياسي لحزب الاتحاد اجتماعا استثنائيا واتخذ هذا الموقف الذي جمد فيه نشاطاته في الاعلان على ان يعرض الامر على لجنته المركزية لاتخاذ القرار النهائي ذولم يتم عقد اجتماع للتجمع الوطني الديمقر اطي الذي من المفترض ان يناقش هذه المسالة". و تابع الناصر: "نحن لم نرشح انفسنا الى المجلس الوطني لاعلان دمشق عندما اختلفنا على منهجية التوافق واللا توافق وناقشنا هذه المسالة ولكن عند الحاح عدد كبير من اعضاء المجلس ووعودهم بتغيير النهج والعمل بمبدأ التوافق قبلنا من اجل الا يفشل الاجتماع بترشيح ممثلين عنا الى الامانة العامة للاعلان على ان نناقش المسالة فيما بعد في قيادات الحزب التي كان عليها ان تتخذ القرار باستمرار مندوبينا في الامانة العامة او عدمه ولكن تبين فيما بعد ان هناك من هو مصمم على نهج اللا توافق واحتكار العمل في مؤسسات الاعلان".

وحول محاولة الاتحاد الهيمنة على الاعلان نفى الناصر ذلك بشدة وقال في الاصل 17 عضو هم اعضاء الامانة العامة للاعلان ورشحنا فقط اثنين فكيف يمكن لاثنين (المحاميان حسن عبد العظيم ، عبد المجيد منجونة ) ان يحتكرا او يفرضان هيمنتهما على مجمل الامانة العامة . واعتبر الناصر ان تشكيل المجلس الوطني لم يتم على اساس ديمقراطي اذ تم على اساس انتقائي ومعظمهم من التيار الليبرالي ولم تجر ممانعة ذلك بقوة بالنسبة لنا منطلقين من ان هناك منهجية في العمل تقوم على التوافق وليست بالتصويت والا كان بامكاننا ان نحشد الالاف الاعضاء في حزب الاتحاد والقوى الصديقة وبالتالي نحتكم الى الاصوات الفعلية وليس الى اصوات جرى دعوتها الى اجتماع المجلس ومعظمها مع تقديرنا الكامل له لايمثلون الا انفسهم.

وقال: "نحن لاتزال يدنا ممدودة للجميع على قاعدة تصحيح النهج الذي سار عليه الاعلان في المرحلة الاخيرة والتخلي عن الاقصاء والاستئثار والايمان بان الاعلان يجب ان يستوعب جميع التيارات والقوى وان تجد نفسها بها والا يجري ابعاد اي قوى مهما كانت مادامت مؤمنة بالتغيير الوطني الديمقراطي ومدركة لابعاد مايخطط لسوريا والمنطقة من مخاطر تستهدف قوميتها ووجودها".

والواقع انه من الواضح ان الاجتماع الاخير للمجلس الوطني لاعلان دمشق وعمق الخلافات وكانت هناك مفاجات في نتيجة التصويت التي استثنت الاتحاد وهو ما اعتبره الاتحاديون محاولات مقصودة لتهميش اصوات معارضة وطنية مرموقة بنضالها بعيدا عن موقعهم الحزبي . وقرر حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض في سوريا تجميد نشاطه في اعلان دمشق الوطني ولجانه الفرعية في المحافظات . وبحسب الاتحاد فان هذا القرار "اتخذ بسبب الممارسات السلبية التي تمت منذ العام السابق وحتى انعقاد المجلس الوطني الاخير لاعلان دمشق ".