فيون يعتبر الجدل حول زيارة القذافي لباريس في غير محله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: إعتبر رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون الجدل حول زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى باريس "في غير محله" وذلك في حديث لصحيفة ليزيكو الإقتصادية الإثنين. وقال رئيس الوزراء الفرنسي "إن هذا الجدل في غير محله"، مضيفا "أن أمر مشروع ان تقيم فرنسا علاقات دولة الى دولة ضمن احترام القانون الدولي".
وكان فيون وجه مساء الاحد من بوينس ايرس انتقادات لاذعة للذين "يعطون دروسا" حول زيارة القذافي الى فرنسا. وقال إن "فرنسا تستقبل العقيد القذافي لأن العقيد القذافي اطلق سراح الممرضات البلغاريات ولأن العقيد القذافي تعهد القيام بعملية اعادة اندماج في الاسرة الدولية". وأوضح أن فرنسا تستقبل الزعيم الليبي ايضًا "لأننا بحاجة إلى أن تصبح ليبيا في اطار العلاقات الدولية بلدًا يمكننا معه ان نجري حوارًا، وان تصبح بلدًا تحترم فيه تدريجيًا حقوق الانسان".
وقال ناطق الرئاسة الفرنسية إن الزعيم الليبي سيبحث إمكانية التعاقد على شراء أسلحة. وفي معلومات الصحف الفرنسية فإن ليبيا تنوي على وجه التحديد شراء مقاتلات "رافال". ومن المنتظر أيضًا أن يتم توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون في مجال الطاقة والصحة والزراعة. كما تنوي فرنسا مساعدة ليبيا على إنشاء مفاعل نووي.
من جهتها اعربت وزيرة الدولة الفرنسية لحقوق الانسان رما ياد من عن "انزعاجها" من زيارة الزعيم الليبي في اليوم المخصص لحقوق الانسان. كذلك اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير انه "من غير الوارد ان ننسى" باسم "السياسة الواقعية" ضحايا النظام الليبي، وذلك في مقال ينشر الاثنين في صحيفة "لاكروا" في اليوم الاول من زيارة الزعيم الليبي. ويبدأ القذافي اليوم الاثنين زيارة رسمية لفرنسا تستمر خمسة ايام ستكون بمثابة تكريس للمصالحة بين باريس وطرابلس. وعشية وصوله ضاعف الاشتراكيون من انتقاداتهم لزيارة القذافي الذي سيقاطع نواب الحزب الاشتراكي مجيئه الى الجمعية الوطنية.
بدورها نقلت صحيفة التايمز خبر زيارة القذافي الى فرنسا ابتداء من الاثنين، وركزت على حملة الاحتجاج التي تقوم بها منظمات حقوق الانسان ومنظمات حماية حرية التعبير، ومثقفين وسياسيين من اليسار كلهم يعترضون على هذه الزيارة بسبب تاريخ الزعيم الليبي في مجال حقوق الانسان.
وكان اعلن القذافي الاحد انه لن يزور ايطاليا لحين حل المشاكل القائمة معها.وقال "سأزور دول 5+5 (الاوروبية) باستثناء ايطاليا" وذلك "حتى تحل مشكلتنا معها" في اشارة واضحة الى دفع التعويضات عن الفترة الاستعمارية التي تطالب طرابس روما بدفعها. ويشير تصريح القذافي بوضوح الى انه سيزور اسبانيا خلال جولته التي بدأها من البرتغال وسيزور في اطارها فرنسا اعتبارا من الاثنين.
وحول زيارته لباريس، قال القذافي انه يزورها "بنفس الروح التي التقينا بها هنا في لشبونة بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي".واضاف "اريد ان اؤكد على مشروع الشراكة بين الاتحادين واريد ان اناقش مع (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي مشروعه الخاص بالاتحاد المتوسطي".وشدد على ان الشراكة الاوروبية الافريقية تكنس كل الطرق القديمة ومنها مسار برشلونة الذي يطرح مشروع امبراطورية رومانية.
وكان جاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الايطالي ان رومانو برودي والقذافي اللذين التقيا الاحد على هامش قمة لشبونة "اتفقا على اللقاء مرة اخرى في الاسابيع المقبلة".واضاف البيان ان برودي اكد مجددا اثناء اللقاء في لشبونة "رغبة الحكومة الايطالية في بذل كافة الجهود عبر اتفاق شامل لتجاوز الصعوبات التي حالت حتى الان" دون تسوية الخلاف القائم بين ليبيا وايطاليا "الدولتين الصديقتين والجارتين".
وتتفاوض ايطاليا وليبيا منذ سنوات حول اتفاق بشان التعويضات عن الفترة الاستعمارية.واحتلت ايطاليا ليبيا عسكريا اعتبارا من 1911 قبل ان تتحول في الثلاثينات الى مستعمرة ايطالية. وكانت ليبيا قبل ذلك تحت سيطرة السلطنة العثمانية. ونالت استقلالها في 1951 بعد تمضية فترة وجيزة تحت الادارة الفرنسية البريطانية بموجب انتداب من الامم المتحدة.
زيارة القذافي تثير انتقادات الصحف الفرنسية
إلى ذلك تثير الزيارة التي سيقوم بها الزعيم الليبي معمر القذافي الى باريس انتقادات الصحف الفرنسية التي رأت الاثنين انها تشكل "مساسا غير لائق في رصيدنا الدولي"، باستثناء "لو فيغارو" اليمينية التي لم تر فيها "اي عيب".فقد كتب بيار روسلان في "لوفيغارو" ان "طرابلس تلعب دورا اساسيا لا عيب في الاعتراف به والدفاع عن مصالحنا بواقعية".
ويتعارض هذا الموقف مع ما كتبه فرنسوا سيرجان في صحيفة "ليبراسيون" اليسارية الذي رأى ان "القذافي سجان الممرضات البلغاريات اللواتي تعرضن للتعذيب في السجن لمدة تسع سنوات، يكافأ اليوم بزيارة رسمية طويلة لفرنسا".واضاف ان "لا شىء يجبر فرنسا على التعبير عن تسرع واهانة مماثلين".
والموقف نفسه عبرت عنه "لا تريبون" في تعليق كتبه باسكال اوبير الذي رأى ان "الدبلوماسية الساركوزية قامت بخيارها هو خيار الفاعلية لكن هذه الواقعية التجارية ليست من خصوصيات فرنسا ويمكن ان تثير استياء".
اما صحيفة "فرانس سوار" فعنونت "نرحب بالسيد الديموقراطي.."، الى جانب صورة للزعيم الليبي بالبزة العسكرية ويحمل عصا بيده.
واخيرا، وصفت صحيفة "لوباريزيان" الشعبية القذافي بانه "طاغية الصحراء". ونشرت مقابلة مع سكرتيرة الدولة المكلفة الشؤون الخارجية وحقوق الانسان راما ياد التي قالت الصحيفة انها تشعر "بالانزعاج" لوصول القذافي في يوم الاحتفال بحقوق الانسان الى فرنسا.وقالت ان "فرنسا يجب الا تتلقى قبلة الموت هذه".كما دانت صحف محلية اخرى زيارة "المرشد" الليبي الى باريس.