رؤساء حكومات وسط أوروبا يبحثون مستقبل كوسوفو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ، وكالات: بدأ اليوم في مدينة أوسترافا التشيكية إجتماع رؤساء حكومات دول مجموعة فيشيغراد التي تضم تشيكيا وبولونيا وسلوفاكيا والمجر. ويحضر إجتماع اليوم أيضا رئيس حكومة سلوفينيا يانييز يانشا بإعتبار أن بلاده ستترأس الدورة القادمة للاتحاد الأوربي مطلع الشهر المقبل. وذكر القسم الصحفي في رئاسة الحكومة السلوفاكية بان الاجتماع يركز بشكل رئيس على الوضع في إقليم كوسوفو والجهود الدولية المبذولة لتحديد الوضع القانوني النهائي له وموضوع دعم جهود دول غرب البلقان للتكامل مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وامن الطاقة، إضافة إلى بحث موضوع توسيع منطقة شينغن في 21 من هذا الشهر ليشمل هذه الدول التي كانت قد انضمت إلى الاتحاد الأوربي في عام 2004.
وتشير المواقف الصادرة عن مسؤولي هذه الدول إلى عدم وجود توافق في الرأي بشأن موضوع الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو فالقيادات السلوفاكية عبرت عن معارضتها لإعلان الاستقلال من جانب واحد من قبل الألبان لما يشكله ذلك من سابقة دولية خطرة، ولكون هذا الأمر يمكن أن تكون له تداعيات في سلوفاكيا بالنظر لوجود أقلية مجرية كبيرة العدد تتحدث بعض قياداتها عن رغبتها في إدارة أمورها بنفسها، فيما يبدو أن براغ ووارسو وبودابست تؤيد الموقف القائل بأن الاستقلال هو الحل الأكثر واقعيّة لكوسوفو، وإن كانت تفضل أن يتم ذلك عبر اتفاق صربي الباني وليس بخطوات أحادية الجانب.
وانتهت اليوم المهلة التي حددتها الامم المتحدة كموعد أخير للتوصل إلى اتفاق حول كوسوفو. ومع عدم الوصول إلى هذا الاتفاق بين الأغلبية الألبانية في الاقليم وصربيا بات استقلال كوسوفو أمرًا حتميًا. جاء ذلك بعد فشل "الترويكا" الأوروبية وروسيا والولايات المتحدة في تأمين تسوية بين الطرفين بالرغم من جهودهم الدبلوماسية المكثفة منذ أربعة أشهر. وكانت عدة دول غربية قد أعربت عن تأييدها استقلال كوسوفو رغم تحذير روسيا، المؤيدة لصربيا، من أن هذه الخطوة قد تعرض المنطقة للخطر.
ومن المتوقع أن ينظم الطلبة مسيرة في بريشتينا عاصمة الاقليم تأييدا لاستقلال مبكر عن صربيا. ويقول مراسل بي بي سي إن الأقلية الصربية تتوجس من إمكانية اندلاع أعمال عنف، رغم طمأنة السياسيين الألبان لهم. ويقول حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، الذي يخشى اندلاع أعمال عنف في الاقليم، إنه سيبقي 16 ألف جندي في كوسوفو للحيلولة دون وقوع اشتباكات.
الموقف الأوروبي
ويلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث مستقبل كوسوفو حيث سيقوم الوسيط الأوروبي ولفجانج إيشينجر بشرح تطورات الموقف للوزراء وذلك قبل القمة الأوروبية التي ستعقد الجمعة في بروكسل. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت إن دولة واحدة فقط من بين دول الاتحاد ،وعددها 27 دولة، تعارض استقلال كوسوفو. وقال بيلت للصحافيين إن هناك "وحدة افتراضية" حول هذه القضية. ولم يحدد وزير الخارجية السويدي الدولة المعارضة لاستقلال الاقليم.
ومن جانبه، قال وزير خارجية لوكسمبرج جان أليسبورن إن قبرص وحدها إزاء ملف كوسوفو. وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا قد كتبوا رسالة إلى نظرائهم الأوروبيين يحثونهم فيها على احترام تعهداتهم لكوسوفو، وإن لم تصل الرسالة إلى حد المطالبة بالاعتراف باستقلال الاقليم. وكان بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة قد منح الوسطاء من "الترويكا" الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا مهلة للعمل على التوصل إلى اتفاق بين كوسوفو وصربيا، ولكن المحادثات فشلت. وقالت الترويكا في تقرير حصلت عليه بي بي سي "إنه بعد 120 يوما من المحادثات المكثفة، لم تتوصل الأطراف المعنية لاتفاقية حول وضع كوسوفو".
وأشار التقرير إلى أن كل طرف يرفض تماما التراجع عن موقفه حول مسألة السيادة على الاقليم. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مجددا موقف موسكو المطالب باستمرار المفاوضات. وأضاف ان صربيا قدمت مجموعة من المقترحات اتي تستحق مزيدا من التفاوض.
الخطة الدولية
وطرح الوسيط الدولي مارتي أهتيساري خطة تحصل كوسوفو بمقتضاها على "استقلال يخضع لاشراف". ووفقا للخطة، التي وافق عليها الألبان، تقوم وكالات دولية بادارة المؤسسات في كوسوفو تدريجيا صوب الاستقلال، كما تقوم بحماية حقوق وممتلكات الأقلية الصربية. ولكن صربيا رفضت الخطة خشية حدوث تميير ضد صرب الاقليم.
وكانت الانتقادات قد وجهت إلى الناتو لفشله في منع أعمال الشغب من قبل الألبان عام 2004، والتي هوجم فيها الصرب واسفرت عن مقتل 18 شخصا في أعمال العنف. ورغم أن كوسوفو مازالت جزءا من صربيا إلى أنها تخضع لادارة دولية منذ ثماني سنوات. وكان الناتو قد أخرج القوات الصربية من الاقليم عام 1999 خلال حملة قام بها الحلف لوقف القمع الصربي للألبان في الاقليم.
لافروف يحذر من الاعتراف باستقلال يعلنه كوسوفو من طرف واحد
من جانبهحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين في نيقوسيا من ان الاعتراف باستقلال كوسوفو في حال اعلانه من طرف واحد ستترتب عنه "عواقب وخيمة" في البلقان ومناطق اخرى.وقال لافروف للصحافيين في قبرص حيث يقوم بزيارة تستمر يومين "ان اعترافا احاديا (بكوسوفو) ستترتب عنه عواقب وخيمة".وتابع "في هذه الحال، فان هذه الدول سترتكب انتهاكا للقانون الدولي ولن نساند" ذلك.
واضاف "ان هذا الامر سيثير سلسلة احداث في البلقان ومناطق اخرى من العالم وعلى الذين يفكرون بمثل هذه المشاريع ان يفكروا مليا في النتائج".