62 قتيلاً وإصابة العديد من الأجانب بإعتداءين في الجزائر بوساطة إنتحاري

الجزائر، باريس، وكالات:أفادت مصادر إستشفائية أن إعتداءي الجزائر أسفرا الثلاثاء عن سقوط62 قتيلا على الأقل وإصابة العديد من الأجانب بجروح خطيرة، واستنادا لمصدر طبي فان "عدد الجرحى الذين توزعوا على عدة مستشفيات في العاصمة لم يحدد بعد. وهو يتجاوز المائة، بينهم كثيرون اصاباتهم خطيرة". وكان الانفجاران قد وقعا بأعالي الجزائر العاصمة أحدهما ببن عكنون والثاني بحيدرة". من ناحيتها، ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن وزير الداخلية، نور الدين يزيد زرهوني، قوله إن ستة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم جراء الانفجار، غير أنها نقلت عن السلطات الأمنية أن عدد القتلى بلغ أكثر من 45 قتيلاً. ونقلت عن تصريح لهيئة الحماية المدنية أن 30 قتيلاً على الأقل سقطوا في الانفجار قرب المحكمة العليا، فيما قتل 15 آخرين في أحد أحياء المدينة، حيث توجد مكاتب للأمم المتحدة. ونقلت الوكالة عن القناة الثالثة بالإذاعة الجزائرية أن انفجارين بفاصل زمني قدره 10 دقائق، بينهما هزا العاصمة الجزائرية، وقع أحدهما قرب المحكمة العليا. وكانت قد أكدت مصادر امنية محلية ان الاعتداء الذي استهدف حي حيدرة الفخم ونفذ بشاحنة صهريج مفخخة اسفر عن سقوط 15 قتيلاً على الاقل. ولم يتسن التعرف إلى عدد الجرحى بعد. وافاد مصدر رسمي ان الحكومة ألغت اجتماعها الاسبوعي لمتابعة الاحداث.وسارعت العديد من سيارات الاسعاف الى مكان الانفجار من حيث ارتفع عمود من الدخان الاسود. واقيم على الفور طوق امني حول الطريق المؤدية الى المنطقة المستهدفة والتي يقع فيها مقر المحكمة العليا -- اكبر هيئة قضائية جزائرية -- والمجلس الدستوري. ووقع انفجار ثان بعد دقائق معدودة في حي حيدرة الفخم المجاور حيث المقر الجديد لوزارتي الطاقة والمالية والعديد من السفارات ومنازل السفراء. ويخضع حي حيدرة الذي يقيم فيه ايضا عدد من الاجانب، عادة الى حراسة مشددة من الشرطة. ونقلت وكالة أنباء رويترز عن شهود عيان قولهم إنعشرات أشخاص على الأقل قد قتلوا في الانفجار.وقالت الوكالة إن انفجارا ثانيا قد وقع بعد الاول بقليل واستهدف مركزا للشرطة. بينما نقلت الوكالة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إنهم رأوا اعمدة الدخان تتصاعد من مناطق الانفجارين في المدينة. وتخضع المنطقة المحيطة بالمحكمة العليا والمجلس الدستوري في العاصمة الجزائرية بإجراءات أمنية مكثفة حيث تغلق السلطات الطرق المؤدية إلى المبنيين. وزير الداخلية الجزائري: الإعتداءان في الجزائر نفذا بسيارتين مفخختين
هذا واعلن وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني ان سيارتين مفخختين كان انتحاري على الاقل يقود احدهما، استخدمتا في الاعتداءين وصرح الوزير للصحافيين في مكان الانفجار ان "السيارة المفخخة الاولى انفجرت امام المجلس الدستوري في بن عكنون (على مرتفعات الجزائر قرب المحكمة العليا) والثانية امام مقر المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة في حيدرة" موضحا ان "اعتداء حيدرة نفذه انتحاري حسب الشهادات الاولى".واضاف "ان الحصيلة مرتفعة جدا" دون اعطاء المزيد من التوضيحات. ويُذكر أن انفجارا مماثلا كان قد وقع في الرابع عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، أمام مبنى سكني تابع للأمن القومي في بلدة "زمروي"، شرقي العاصمة الجزائر، قتل فيه شخصان وجرح ستة آخرين.وسبق وأن تبنت ما يسمى بـ "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي" تفجيرا انتحاريا في بلدة "دلس" شرقي الجزائر، وقع في الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، والآخر في بلدة "باتنة" جنوب شرقي الجزائر في السادس من الشهر نفسه. وأعلنت الحركة في بيان نشر على موقع إلكتروني "متشدد"، مسؤوليتها عن الهجمات، حيث جاء فيه: "نقسم بالله على الاستمرار في التضحية بأرواحنا، من أجل وقف دعم الصليبيين في حروبهم، ووقف الحرب على دين الله". وشهدت الجزائر العاصمة في أبريل/ نيسان الماضي، تفجيرين انتحاريين مزدوجين استهدفا قصر الحكومة ومركزاً للشرطة، أسفرا عن مقتل 30 شخصًا. وكان تنظيم "القاعدة في شمال أفريقيا الإسلامية" قد تبنى مسؤولية الهجومين، اللذين استهدفا مقر رئيس الوزراء ومركزاً للشرطة في "باب الزوار" بالعاصمة الجزائرية. وبارك الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في تسجيل مرئي في سبتمبر/ أيلول من العام 2006، بمناسبة الذكرى الخامسة لهجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة، تحالف القاعدة مع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال." وعلى أثر هذا الإعلان، تم تغيير مسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، إلى "القاعدة في شمال أفريقيا الإسلامية." ويشار إلى أن الجماعة رفضت برنامج العفو الشامل الذي أطلقته حكومة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، عن الجماعات المسلحة في إطار خطوة نحو المصالحة الوطنية. وأعلنت الجزائر في أواخر أبريل/ نيسان الماضي أيضاً، مقتل الرجل الثاني في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، في منطقة تبعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة.وقُتل سمير صيود، والذي يعرف أيضاً باسم سمير مصعب، خلال اشتباك مع دورية تابعة للجيش الوطني الشعبي، بمنطقة "سي مصطفى" في ولاية "بومرداس." ضحايا في مقر المفوضية العليا للاجئين واعلنت متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان "ضحايا سقطوا في مقر المفوضية" نتيجة احد الانفجارين وقالت جنيفر باغونيس من جنيف "من المبكر معرفة عدد الضحايا بدقة وما اذا كانوا من العاملين في المفوضية العليا". وذكرت متحدثة اخرى ان سيارة مفخخة انفجرت "بين مبنى المفوضية العليا واخر حيث مقر برنامج الامم المتحدة للتنمية ووكالات اخرى للامم المتحدة". ردود أفعالرئيس الحكومة: "لا شيء يبرر الجريمة" واعلن رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم عصر الثلاثاء ان "لا شيء يبرر الجريمة" وصرح بلخادم للصحافيين "الجريمة جريمة، و(الاعتداءان) جريمتان استهدفتا ابرياء. هناك طلاب وتلاميذ بين الضحايا. لا شيء يبرر الجريمة". وادلى بلخادم بتلك التصريحات في مستشفى بني مسوس على مرتفعات الجزائر حيث توجه لزيارة الجرحى لكنه لم يقدم حصيلة. والغت الحكومة اجتماعها الاسبوعي الذي كان مقررا ان يراسه اثر الاعتداءين الذي نفذ احدهما انتحاري. ساركوزي يدين "الاعمال الهمجية" وفي أولى ردود الفعل الدوليةافادت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس نيكولا ساركوزي دان "بحزم" في مكالمة هاتفية مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاعتداءين ووصفهما بانهما "اعمال همجية". واعلن الناطق باسم قصر الاليزيه دافيد مارتينون ان "الرئيس ساركوزي اتصل للتو بالرئيس بوتفليقة ليعرب له عن تضامنه وتعاطف الشعب الفرنسي مع الشعب الجزائري". واضاف مارتينون ان ساركوزي "دان بحزم ما وصفه بالاعمال الهمجية الشنيعة والجبانة وطلب من الرئيس بوتفليقة ان يعبر لاقارب الضحايا عن الالم العميق الذي يشعر به كل فرنسي". وكان ساركوزي قام الاسبوع الماضي بزيارة دولة الى الجزائر. الاتحاد الاوروبي يصف الانفجارين بالعمل الشنيع كما دانت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر في بيان الاعتداءين ووصفتهما ب"العمل الشنيع الذي استهدف مدنيين". واضافت "انني في حالة صدمة لهذا العمل الشنيع الذي يطال مدنيين وادينه ادانة شديدة". وتابعت انها "تعزي اسر الضحايا الذين سقطوا" معربة عن الامل في ان "يحال المسؤولون عن هذا العمل الشنيع الى القضاء". سوريا: العمل الارهابي جبان الى ذلك جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية نشرته وكالة الانباء السورية ان سوريا دانت بشدة "العمل الارهابي الجبان" الذي استهدف الجزائر. واضاف البيان ان "سوريا تلقت بصدمة والم كبيرين انباء هذا العمل الارهابي الجبان وتعرب عن ادانتها له وتجدد في الوقت نفسه تضامنها مع الجزائر الشقيقة حكومة وشعبا". وتابع النص "ان هذه الاعمال الارهابية التي لا مبرر لها على الاطلاق سوف لن تزيد شعبنا الجزائري وقيادته الا اصرارا على متابعة مسيرة البناء والتقدم وتعزيز المنجزات في كافة المجالات". البيت الابيض يدين "العنف الاعمى" ودان البيت الابيض الاعتداءين واعتبرهما من اعمال "العنف الاعمى" مؤكدا تضامنه مع الجزائريين والامم المتحدة التي يوجد العديد من موظفيها ضمن الضحايا. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو "اننا ندين الهجوم الذي استهدف مكتب الامم المتحدة وارتكبه اعداء الجنس البشري الذين يهاجمون الابرياء". وقال ان "الولايات المتحدة تقف الى جانب الجزائريين والامم المتحدة الذين يواجهون هذا العنف الاعمى". واضاف ان الرئيس جورج بوش وزوجته لورا "يقدمان تعازيهما لاسر الذين قتلوا في هذا الهجوم الرهيب". اخطر الاعتداءات في الجزائر منذ 2000 (تسلسل زمني) تشهد البلاد تصعيدا للعنف منذ انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في ايلول/سبتمبر 2006.
وفيما يلي اخطر الاعتداءات خلال السنوات القليلة الماضية. - 16 حزيران/يونيو 2000: 13 قتيلا في اعتداء بالقنبلة على سوق في معسكر (360 كلم جنوب غرب العاصمة). - 28 ايلول/سبتمبر 2000: مقتل ثمانية من عناصر الامن قرب تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة) في انفجار قنبلة زرعت على جدار مقر الحرس البلدي. قتل جندي اخر في مواجهة مع رجال مسلحين. - 15 ايار/مايو 2002: اربعة قتلى و15 جريحا في انفجار قنبلة في سوق تازمالت (شرق العاصمة). - 05 تموز/يوليو 2002: 38 قتيلا وثمانون جريحا في انفجار قنبلة في سوق الاربعاء (20 كلم جنوب الجزائر). - 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2002: ستة قتلى في انفجار قنبلة في ولاية المسيلة (250 كلم شرق العاصمة). - 15 حزيران/يونيو 2003: مقتل اربعة شرطيين في انفجار قنبلة في تيزي نثلاثة قرب تيزي وزو (شرق). - 12 اذار/مارس 2004: تسعة قتلى (اربعة عسكريين وخمسة اسلاميين) في ولاية تبسة (شرق) في انفجار قنبلة لدى مرور رتل للجيش. - 30 تشرين الاول/اكتوبر 2006: اعتداءان بالسيارة المفخخة على مركزين للشرطة في ضواحي العاصمة الجزائرية يسفران عن سقوط ثلاثة قتلى و24 جريحا وتبناهما فرع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. - 13 شباط/فبراير 2007: ستة قتلى في منطقة القبائل في سبعة اعتداءات شبه متزامنة بقنابل وسيارات مفخخة تبناها فرع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. - 11 نيسان/ابريل: ثلاثون قتيلا على الاقل واكثر من مئتي جريح في اعتداءين شبه متزامنين في العاصمة الجزائرية استهدف احدهما قصر الحكومة في وسط المدينة والثاني بسيارتين مفخختين على مركز للشرطة في باب الزوار شرق العاصمة. تبنى الاعتداءين فرع القاعدة. - 11 تموز/يوليو: مقتل عشرة عسكريين وجرح 35 آخرين في الاخضرية (جنوب شرق العاصمة) في هجوم انتحاري بشاحنة تبريد ملغمة بمتفجرات، دفعت بسرعة كبيرة على ثكنة. تبناه فرع القاعدة. - 6 ايلول/سبتمبر: 22 قتيلا واكثر من مئة جريح في اعتداء انتحاري استهدف موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في باتنة (شرق) وتبناه فرع القاعدة. - 8 ايلول/سبتمبر: 32 قتيلا و45 جريحا في اعتداء انتحاري بالسيارة المفخخة على ثكنة لحرس الحدود في دلس (70 كلم شرق العاصمة)، تبناه فرع القاعدة.