روسيا تعلق تطبيق معاهدة الحد من القوات التقليدية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو، بروكسل: توقفت روسيا ليل عن تطبيق المعاهدة الخاصة بالقوات التقليدية في أوروبا التي تشكل واحدة من أهم الركائز الأمنية في القارة العجوز وتحد من التسلح في منطقة تمتد من المحيط الاطلسي الى منطقة الاورال. ففي مواجهة التوسع العسكري لحلف شمال الاطلسي على حدودها وخصوصا المشروع الاميركي لتطوير منظومة الدرع المضادة للصواريخ في بولندا والجمهورية التشيكية وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما في هذا المعنى في 13 تموز/يوليو.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الالكتروني الرسمي "اعتبارا من الساعة 00،00 بتوقيت موسكو (21:00 ت غ مساء الثلاثاء) علقت روسيا كل نشاطها في ما يتعلق بتطبيق المعاهدة". واوضحت الوزارة ان "المعاهدة لم تعد تتناسب منذ زمن طويل مع الوقائع المعاصرة ومع مصالح روسيا في مجال الامن" مؤكدة مع ذلك ان موسكو تبقى "على استعداد لمواصلة الحوار" وتأمل ان تتحلى الدول الاعضاء في المعاهدة "بالواقعية السياسية والرغبة في ايجاد حلول تكون مقبولة من الجميع".
واكدت الوزارة ان روسيا "لن تكون (خلال فترة التعليق) مقيدة بالحد من كمية الاسلحة على حدودها. وفي الوقت نفسه لا نملك حاليا اي مشاريع لزيادة الاسلحة بشكل مكثف على الحدود مع جيراننا". وقال خبراء الدفاع ان موسكو ترغب في نشر مزيد من القوات على حدودها الشمالية والجنوبية في المنطقتين العسكريتين لينينغراد والقوقاز. وقد وقعت الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي وحلف وارسو هذه الاتفاقية في 1990 قبل سنة من انهيار الاتحاد السوفياتي. وفي العام 1999 جرى في اسطنبول "تكييف" الاتفاقية التي تحد من انتشار الدبابات والطائرات والاسلحة الثقيلة في القارة. وتأخذ التغييرات في الحسبان اختفاء الكتلة السوفياتية الذي تبعه دخول دول من هذه الكتلة الى الحلف الاطلسي مثل بولندا والجمهورية التشيكية.
لكن خلافا لروسيا لم تصادق دول الحلف الاطلسي على الصيغة التي تمت مراجعتها للمعاهدة متذرعة ببقاء القوات الروسية في مناطق انفصالية موالية للروس في الجمهوريتين السوفياتيين سابقا جورجيا ومولدافيا. وردت موسكو من جهتها انها اوفت بالتزاماتها في هذه المناطق مضيفة ان هذه المسائل ليست مرتبطة بمعاهدة القوات التقليدية. وتطالب روسيا بالتصديق على الصيغة المعتمدة في اسطنبول في 1999، مؤكدة ان نص 1990 مر عليه الزمن.
واعتبر المدير المساعد لمعهد الولايات المتحدة كندا في اكاديمية العلوم الروسي بافل زلوتاريف ان المعاهدة "ضرورية" وروسيا "تسعى الى حمل الغرب على التصديق بسرعة على (صيغة) الاتفاقية التي تمت مراجعتها". وعبر زلوتاريف عن تفاؤله بخصوص هذه المصادقة "لانه لا يوجد اي داع لتدمير قاعدة التفاوض القائمة والذهاب الى المواجهة. انها مسألة تتعلق بالحس السليم". وقال بافل فلغنهاور المتخصص في المسائل الدفاعية ان "المعاهدة ماتت". واضاف ان "ما كان مهما جدا هو نظام الشفافية حول كافة الانشطة العسكرية، نظام فاعل جدا كان يعمل بشكل جيد جدا"، في اشارة الى عمليات التفتيش المتبادلة التي كانت تجري بشكل منتظم بين اطراف الاتفاقية. واعتبر انه "مع اختفاء معاهدة القوات التقليدية في اوروبا ستفقد الدول الاوروبية مصدرا مهما للمعلومات حول الانشطة العسكرية الروسية".
ورأى فلغنهاور انه "لا بد عمليا من ان تنقل روسيا اسلحة باتجاه الغرب خصوصا على حدود دول البلطيق" التي تشكل الان جزءا من الحلف الاطلسي ولا تشملها المعاهدة. واضاف فلغنهاور الذي ينشر بانتظام تعليقات في صحيفة "نوفايا غازيتا" المعارضة ان "ذلك سيوجه رسالة قوية الى الغرب وروسيا تملك كل الاوراق الرابحة".
معاهدة الحد من القوات التقليدية في اوروبا
معاهدة الحد من القوات التقليدية في اوروبا التي علقت روسيا تطبيقها ليل الثلاثاء الاربعاء بموجب مرسوم وقعه الرئيس فلاديمير بوتين اخيرا، نص اساسي لامن القارة العجوز منذ انتهاء الحرب الباردة. ويعتبر حلف شمال الاطلسي هذه الوثيقة "حجر الاساس لامن اوروبا واستقرها". وقعت هذه المعاهدة بين حلف شمال الاطلسي وحلف وارسو في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1990 ودخلت حيز التنفيذ في 1992. وقد تم "تكييفها" في 1999 في اسطنبول، مع الاوضاع التي نجمت عن انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وزوال حلف وارسو.
وكان هدف المعاهدة التي ابرمت مع انتهاء المواجهة بين الشرق والغرب، ازالة كل قدرة للجانبين على شن هجوم مباغت او القيام بعمل هجومي واسع النطاق. وتؤكد المعاهدة مبدأ منع اي قوة اجنبية من الانتشار على ارض دولة موقعة للوثيقة ما لم تحصل على موافقة هذا البلد بحرية كاملة. وهي تنص على سقف لنشر خمسة انواع من اسلالحة الثقيلة في منطقة تمتد من المحيط الاطلسي الى جبال الاورال، حدود الشطر الاوروبي من روسيا. وقد ادى تطبيق المعاهدة الى تدمير اكثر من ستين الف دبابة وآلية لنقل الجنود وقطع المدفعية والطائرات والمروحيات بينما تراجع عديد القوات المسلحة من 5،7 ملايين رجل الى ثلاثة ملايين.
كما سمحت المعاهدة بتعزيز عمليات التفتيش والشفافية بين الدول عبر اجراءات ثقة وتبادل معلومات. الا ان صيغتها المعدلة لم تدخل حيز التنفيذ بسبب خلافات بين الحلف الاطلسي وروسيا. فدول الحلف ترفض توقيع المعاهدة قبل ان تسحب روسيا قواتها من جورجيا ومولدافيا طبقا للتعهدات التي قطتها في اسطنبول، بينما ترفض موسكو التي ابرمت المعاهدة المعدلة في 2004، الربط بين هذه التعهدات والمصادقة على المعاهدة.
وتشعر روسيا بالاستياء ايضا من الوجود العسكري الاميركي الذي يزداد قربا من حدودها وتدين مشروع نشر الدرع الصاروخية الاميركية في بولندا والجمهورية التشيكية واقامة قاعدتين اميركيتين في رومانيا وبلغاريا. وقد اوقفت روسيا ليل الثلاثاء الاربعاء تطبيقها بموجب مرسوم وقعه الرئيس الروسي ويقضي بتعليق مشاركة روسيا بالمعاهدة. وكان مجلس النواب الروسي (الدوما) تبنى هذا القانون في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر قبل ان يوافق عليه مجلس الاتحاد في 16 من الشهر نفسه.
بوارج حربية روسية في طريقها نحو البحر المتوسط
في سياق آخر شاركت خمس قطع بحرية روسية هي حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" والبارجتان المضادتان للغواصات "الأميرال ليفتشينكو" و"الأميرال تشابانينكو" وسفينتا الإمداد والمساندة "سيرغي أوسيبوف" و"نيكولاي تشيكر"، وأكثر من عشر طائرات قتالية في مناورة بحرية في شمال المحيط الأطلسي تندرج في إطار التدريبات التكتيكية للقوات البحرية الروسية.
ونجحت القطع المشاركة في تنفيذ التدريبات المحددة التي تضمنت فعالياتها قيام طائرات "كا 26"، وهي طائرات مروحية مهمتها مطاردة وتدمير الغواصات المعادية، بطلعات انطلاقا من حاملة الطائرات، رغم أن الظروف الجوية لم تكن مواتية، إذ هبت في موقع التدريبات عاصفة بحرية من الدرجة الخامسة تصاحبها رياح تتراوح سرعتها بين 13 و17 مترا في الثانية.
وهذه هي المرة الأولى التي أرسلت فيها روسيا هذا العدد من البوارج الحربية إلى بحار بعيدة منذ أن خرجت من عباءة الاتحاد السوفيتي، لكي تؤكد كونها قوة بحرية.
روسيا تبدأ بتصنيع نموذج تجريبي لمقاتلة الجيل الخامس
من جهة ثانية أعلن الفريق أول الكسندر زيلين القائد العام للقوات الجوية الروسية أن قطاع التصنيع العسكري الروسي بدأ بتصنيع نموذج تجريبي لمقاتلة الجيل الخامس.
وقال زيلين في حديث للصحفيين اليوم: "أنجزت في الوقت الحاضر مرحلة إعداد الوثائق والتصاميم الخاصة بطائرة الجيل الخامس الحربية. وقد سلمت هذه الوثائق إلى المصنع الذي بدأ بتصنيع النموذج التجريبي لهذه الطائرة".
وأضاف الفريق أنه يجري في الوقت الراهن حل المسائل المرتبطة بتصنيع مقاتلة الجيل الخامس وفق برنامج التسليح الوطني للفترة حتى عام 2015 الذي تمت فيه الصادقة على كافة أبعاد صناعة الطائرات ومواعيد اختبارها.
وكان رئ يس شركة "سوخوي" القابضة ميخائيل بوغوسيان قد صرح بأن مشروع المقاتلة الروسية - الهندية المشترك من الجيل الخامس سينفذ على أساس مشروع مقاتلة المستقبل الروسية التي تعمل شركة "سوخوي" على تصميمها.
وقال بوغوسيان في حديث للصحفيين على هامش معرض الطيران الدولي "ليما - 2007" في ماليزيا: "لا نخطط لبناء طائرتين مختلفتين وإن كنا نراعي حقيقة أن المشترين المقبلين قد يقدمون بعض المتطلبات الخاصة".
وفي معرض الحديث عن مواصلة تنفيذ المشروع المشترك مع الهند لصنع طائرة الجيل الخامس بعد توقيع الاتفاقية بين حكومتي البلدين أكد بوغوسيان أن المشروع المذكور يتطلب توفر القاعدة القانونية الخاصة له. وقال: "يتعين على حكومتي روسيا والهند أن تصدرا تعليمات مناسبة تطويرا للاتفاقية الرسمية".
هذا وقد وقعت الحكومتان الروسية والهندية في شهر أكتوبر 2007 اتفاقية تنص على التصنيع المشترك لمقاتلة الجيل الخامس.
وقال مصدر في المكتب الصحفي للهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني في تصريح أدلى به لوكالة نوفوستي في وقت سابق: "وقعت اتفاقية حول التعاون في مجال تصميم وصنع مقاتلة متعددة المهام. وتتيح هذه الوثيقة للبلدين تنفيذ المشروع الذي ينص على الاشتراك مناصفة في التمويل والمساهمة الهندسية في تصنيع طائرة الجيل الخامس".
ورأى خبراء مستقلون أن ما دفع الهنود إلى الدخول في تعاون مع الروس من أجل إنتاج مقاتلة الجيل الخامس هو تقدم مهندسي شركة "سوخوي" الروسية على طريق تصنيع طائرة المستقبل للقوات الجوية الروسية.
ويقول الخبير المستقل الروسي رسلان بوخوف إن مصنعي الطائرة القتالية المستقبلية من إنتاج روسيا والهند سيستفيدون من إنجازات مهندسي "سوخوي"، لكن هذه الطائرة ستختلف عن الطائرة التي يتطلع مهندسو "سوخوي" إلى صنعها لأنها ستتميز بالخصوصية التي يريدها الهنود.
ووفقا لتقدير أعده الخبير الروسي فإن الهند تحتاج إلى 100 مقاتلة من الجيل الخامس على الأقل.