خلافات تكتيكية حول العقوبات على إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن -باريس : أقرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس امس، بوجود خلافات "تكتيكية" في وجهات النظر مع روسيا والصين في موضوع فرض عقوبات جديدة على ايران، وذلك في وقت اعلنت اسرائيل انها تنتظر اعتماد الاوروبيين عقوبات ضد طهران في حال تعذر الامر على مجلس الامن الدولي.
وفي مقابلة نشــرتها صحــيفة "يو اس ايــه توداي"، قالت رايس "لدينا بعض الخــلافات التكتــيكية في وجهــات النــظر مع روســيا بصــورة خاصة، ومع الصــين الى حــد ما، حول توقيت عقوبات جديدة وطبيعتها". لكنها اكدت ان "الجميع اعلن المضي في استراتيجيتنا المزدوجة"، مضيفة "اعتقد ان اجتماعًا جديدًا للدول الست سيعقد... ما زالت هناك بعض الخلافات التكتيكية في وجهات النظر بيننا حول ما يمكننا القيام به في المستقبل".
تناقض اميركي بريطاني
قالت بريطانيا إنه من غير المحتمل أن تتوصل القوى الكبرى في مباحثاتها لاستصدار قرار جديد لفرض عقوبات على إيران قبل نهاية العام إلى قدر كاف من الاتفاق لبدء التحرك في الامم المتحدة.جاءت تلك التصريحات امس على لسان السفير البريطاني في الامم المتحدة جون سويرز وتناقضت مع تصريحات نظيره الاميركي زلماي خليل زاد الذي قال إنه ما زال يتوقع أن تنتقل المباحثات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا إلى نيويورك هذا الشهر. وفشلت القوى العالمية في الاتفاق يوم الثلاثاء على العناصر النهائية لقرار في الأمم المتحدة لفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي لكن وزارة الخارجية الاميركية قالت انها تأمل التوصل الى اتفاق خلال أسابيع.
وفي الاسبوع الماضي، جاء في تقييم للمخابرات الاميركية أن إيران أوقفت برنامجها لانتاج أسلحة نووية عام 2003 وكان ذلك اعلانًا مفاجئًا قال دبلوماسيون إنه زاد من رفض الصين وروسيا لفرض مجموعة ثالثة من العقوبات على ايران.
وفي العادة يجري التفاوض بشأن القرارات الحساسة مثل القرارات الخاصة بايران بين مسؤولين حكوميين في عواصم بلادهم حتي يتم التوصل الى قدر من توافق الاراء بعدها تنتقل المسألة الى نيويورك حتى يضع الدبلوماسيون اللمسات النهائية على نص مشروع قرار.وقال سويرز للصحفيين "أعتقد انه مازالت توجد خلافات كبيرة بين بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة من ناحية والصين وروسيا من ناحية اخرى." واضاف انه لا يتوقع ان تنتقل المسألة الى نيويورك في ديسمبر كانون الاول.
وقال سويرز "ارى الان انه من غير المحتمل لسوء الحظ ان نتمكن من تحقيق تقدم خلال عام 2007 وسنعود الى هذه المسألة في عام 2008 ."وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية أنه يجري اعداد تعديلات على اقتراح العقوبات بعد ان تباحث مسؤولون كبار يعرفون باسم المديرين السياسيين في مؤتمر عبر الهاتف يوم الثلاثاء.
وقال مكورماك "هذه (التعديلات) يجري دارستها في العواصم الان واتوقع.. وإن كان ذلك لم يتقرر بعد.. أن يلتقوا اوائل الاسبوع المقبل مرة اخرى لاجراء مباحثات في مؤتمر عبر الهاتف."وصرح دبلوماسيون بأن تقرير المخابرات الاميركي أبطأ المناقشات الخاصة بالعقوبات. وقال دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه "هو بالقطع سهل على روسيا والصين رفض الموافقة على المجموعة التالية من العقوبات."وأقر خليل زاد بان تقرير المخابرات الامريكية "لم يكن مفيدا في تسريع تحركنا لنصل الى قرار."
وحين سئل عما اذا كان ما زال يتوقع انتقال المحادثات الى نيويورك في كانون الاول/ديسمبر قال "هذه توقعاتنا لكن ذلك يتوقف على الاتفاق بين المديرين السياسيين." وفرضت الامم المتحدة مجموعتين من العقوبات على ايران لرفضها الاستجابة لمطلب المنظمة الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم وهي عملية يشتبه الغرب في أن طهران تحاول اجادتها لانتاج قنابل نووية.وتنفي إيران ذلك وتقول أن برنامجها سلمي لتوليد الوقود لمحطات الطاقة النووية وتنفي سعيها لامتلاك اسلحة نووية.
فرنسا: تعاون نووي محتمل مع ايران
من جهته، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة نشرت امس انه سيكون مستعدا للذهاب الى طهران لمناقشة التعاون بخصوص الطاقة النووية اذا تركت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تقوم بأعمال التفتيش".وأضاف ساركوزي في المقابلة التي أجرتها معه مجلة لو نوفيل اوبزرفاتور الاسبوعية ان هناك خطرا حقيقيا باندلاع حرب وان الارجح أن تشن اسرائيل وليست الولايات المتحدة هجوما عسكريا ضد الجمهورية الاسلامية.
وقال ساركوزي "خطر الحرب قائم. اذا تركت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقوم بأعمال التفتيش .. فسأكون مستعدا للذهاب الى طهران ودراسة التعاون بخصوص الطاقة النووية المدنية."ولم يوضح ساركوزي بخصوص ما ينبغي لايران أن تفعله لكنه قال ان كل الدول اتفقت على أن برنامج ايران النووي ليس سلميا بالكامل.
واضاف في المقابلة التي نشرتها المجلة على موقعها على شبكة الانترنت " الجميع يتفقون على أن ما يفعله الايرانيون ليس له تفسير مدني."ولم يحدد ساركوزي نوع التعاون النووي الذي قال انه مستعد لدراسته مع ايران لكنه عبر مرارا عن اعتقاده أنه ينبغي لفرنسا أن تستخدم خبرتها في الطاقة النووية للمساعدة في تنمية الدول الفقيرة.
وقال "يجب ألا نرفض الطاقة النووية المدنية لدول تحترم القواعد" مضيفا أنه يؤمن "بالحزم والحوار" مع طهران.وتابع "أثق في الاسرائيليين والامريكيين بخصوص هذه القضية. الاميركيون ليسوا طلاب حرب هنا."المشكلة بالنسبة لنا ليست بدرجة كبيرة مخاطر أن يقوم الاميركيون بتدخل عسكري ولكنها أن الاسرائيليين يعتبرون أن أمنهم مهدد حقا."
الملك السعودي يدعو نجـاد إلى الحـج
في مؤشر اضافي على تطوّر العلاقات بين طهران وكل من الرياض والقاهرة، وجّه الملك السعودي عبد الله، أمس، دعوة رسمية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لأداء فريضة الحج، وذلك للمرة الأولى منذ قيام الثورة الإسلامية، في وقت أجرى وفد من وزارة الخارجية المصرية محادثات في طهران هي الأولى من نوعها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأعلن السفير الإيراني لدى الرياض محمد حسيني إن "الملك السعودي دعا رسميا الرئيس أحمدي نجاد إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج"، موضحاً أن الرئيس الإيراني سيتوجه إلى السعودية مطلع الأسبوع المقبل. من جهته، قال المستشار الإعلامي لنجاد علي اكبر جوانفكر "إنها المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين إيران والسعودية التي يدعو فيها ملك هذا البلد رئيسا للجمهورية الإيرانية إلى مكة للحج"، مشيراً إلى أنّ زيارة نجاد "تعتبر حدثا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين". يذكر أن نجاد قام بزيارتين إلى السعودية منذ توليه الرئاسة، الأولى في آذار الماضي لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، والثانية في تشرين الثاني الماضي لحضور قمة الدول المصدرة للنفط أوبك.