أخبار

رئيس وزراء الأردن الأسبق: عباس يعيش الآن وضعًا صعبًا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عصام المجالي من عمّان: لخص رئيس الوزراء الأسبق عدنان بدران إجابته على سؤال "ماذا بعد أنابوليس ؟" بالقول "الوضع لم يتحسن"، مستشهدًا بعبارة وردت عن المشاركين في المؤتمر والمتابعين له منها قول الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "سيصار إلى مراجعة ما تحقق في المفاوضات"، وما ورد في تقرير مجموعة الأزمات الدولية من أن محادثات أنابوليس "قد لا تكون مصيرية وذات قيمة فعلية لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ولكنها على أقل تقدير ضرورية لإبقاء المحادثات على قيد الحياة".

وجاء حديث بدران خلال استضافته من قبل نادي ليونز لتقييم نتائج مؤتمر أنابوليس.

وقال بدران الذي يشغل حاليًا منصب رئيس جامعة البترا "انفض مؤتمر انابوليس الذي عقد في ولاية ميريلاند الأميركية دون أن يحمل أي مفاجئات"، مضيفًا "أثبت الطرفان المتصارعان عدم تمكنهما من تأسيس قواعد راسخة لإقامة السلام طيلة عقود من الزمن بالرغم من التفاهمات والمؤتمرات والاتفاقيات فالوضع لم يتحسن".

وأوضح بدران أن "مؤتمر أنابوليس هو بداية لسلسة من اللقاءات القادمة" موردًا مواعيد اللقاءات التالية للمؤتمر حيث سيليه اجتماع للجنة المتابعة الفلسطينية الإسرائيلية لوضع خطة عمل للمفاوضات، ثم زيارة من وزيرة الخارجية الأميركية رايس يتبعها زيارة الرئيس الأميركي بوش للمنطقة، ويتبع ذلك مؤتمر دولي في باريس لمتابعة الأمور الاقتصادية، ثم اجتماع بتنظيم من روسيا لبحث المسارين اللبناني والسوري.

وأشار بدران إلى سلسة الاجتماعات واللقاءات التابعة لمؤتمر انابوليس، الآمال التي عبر عنها الرئيس الفلسطيني المتمثلة بما ورد على لسان عباس "بإطلاق المفاوضات خلال ثمانية أشهر بعد المؤتمر" بالإضافة إلى آماله "بإعلان قيام الدولة الفلسطينية في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) 2008"، وقال بدران "أبو مازن يعيش الآن وضعًا صعبًا، فهو من جهة يعاني أزمة داخلية حرجة لا تسمح له التحرك بحرية، ومن جهة ثانية يعاني من وعود إسرائيلية ليس لها هدف سوى المماطلة واستغلال حال الانقسام الفلسطيني".

واقتبس بدران عبارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تعليقه على نتائج المؤتمر والتي قال فيها "ثمة أسطورة بأن اتفاقًا ما قد تم التوصل إليه في أنابوليس، الحقيقة أن الغرض من مؤتمر أنابوليس كان إطلاق العملية السليمة دون الخوض في التفاصيل، ستتلو انابوليس محطتان الأولى باريس والثانية موسكو حيث سيصار إلى مراجعة ما تحقق في المفاوضات".

وخلال تقييمه لنتائج المؤتمر وتحليله لبعض الصور فيه، أشار بدران إلى عبارة لآينشتاين يقول فيها "لا يمكنك حل مشكلة بواسطة نفس العقلية التي أوجدتها". وقال "ماذا حدث في أنابوليس؟"، وتابع "طرفان متنازعان مبتسمان لكل طرف موقف مختلف بينهما راعي المؤتمر".

واستعرض بدران النقاط الرئيسية لأطراف الصراع بدءًا بالموقف الإسرائيلي القابل للتخلي عن القدس الشرقية لكنه رغم ذلك يواجه اعتراضات داخلية تمثلت في موقف الزعمي الروحي لحزب شاس الذي أعلن بأن حزبه سينسحب إذا قسم أولمرت القدس، وكذلك موقف وزير الحزب نفسه ايلي يشاي الذي قال "للقدس أهمية تفوق جميع الاعتبارات السياسية ولن تكون هناك تنازلات تتعلق بالقدس".

ثم الموقف الفلسطيني الذي عبر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقول "لن نقبل بأقل من دولة فلسطينية تشمل الضفة والقطاع والتفاوض على أية مناطق تديرها إسرائيل خارج حدود الـ67 يتم بشكل منفرد"، ثم النقطة الثانية في الموقف الفلسطيني والمتمثلة بالمطالبة بإدراج المواضيع الستة الرئيسية محور الخلاف ضمن مناقشات أنابوليس وهي القدس، واللاجئين وحق العودة، والحدود الدائمة، والمستوطنات، ومصادر المياه والأمن، وأخيرًا عدم الاعتراف بيهودية الدولة لأن هذا يعني نسف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

ولخص بدران الموقف الأميركي بهدفه من المؤتمر والمتمثل بالتوصل "إلى وثيقة واقعية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بما يتفق مع خارطة الطريق... والتي ستؤدي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل".

وعلق بدران على المواقف الثلاثة للمشاركين في المؤتمر بالقول "تباينت الآراء وكثر النقاش والتنظير والاتفاق والاختلاف، لكن أول ما واجهنا صورة نشرتها جريدة الاندبندت اللندنية عشية انعقاد المؤتمر"، حيث نشرت صور الزعماء الثلاث يتقدمهم الرئيس الأميركي جورج بوش وخلفهم كتبت بحروف كبيرة عبارة "مهمة مستحيلة"، (MISSION IMPOSSIBLE).

وأضاف بدران "من المعروف أن هذا هو عنوان فيلم أنتجته هوليود على أجزاء ويحكي قصص مهام مستحيلة التنفيذ لكثرة عقباتها ووعورتها"، كما أشار بدران إلى العبارات التي وضعتها الصحيفة أمام صورة كل طرف حيث جاء أمام عباس "زعيم لنصف شعبه"، وأمام أولمرت "يترأس تحالفًا مفتتًا"، وأمام بوش "لا يوثق به وغير محبوب".

واستعرض بدران تسلسل أحداث المؤتمر بدءًا من إعلان بوش بأن الإسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على بدء مفاوضات الوضع النهائي، وصولاً إلى وثيقة التفاهم، والتي علق عليها بعبارة آينشتاين. وأضاف "المعروف سياسيًا ومنطقيًا وتاريخيًا أن الجانب الأقوى هو الذي يفرض شروطه".

واستشهد بدران بالمحادثات التي جرت في السبعينيات بين الفيتناميين والأميركيين، وقال "كانت نتائج المعارك على الأرض هي التي تحدد موقف ووضع كل طرف، وكان الزحف الفيتنامي يضع الفيتناميين في موضع تفاوضي أقوى مما حرم الأميركيين من الخروج بماء الوجه".

وأضاف بدران "بعد جميع الاتفاقيات واصلت إسرائيل تنفيذ برامجها، .. مما جعل المفاوض الفلسطيني ينسى مطالبه الأساسية ويفاوض على أمور فرعية فرضها واقع الاحتلال"، وأشار بدران إلى اختلال التوازن بين قوة مواقف أطراف الصراع بالقول "حتى بعد أنابوليس نسمع الآن بأن الحكومة الإسرائيلية طرحت عطاء لتوسيع مرحلة أخرى من المستعمرات والفلسطينيون يستنجدون".

وتابع بدران "لو افترضنا جدلا بأن الوساطة الأميركية هي التي أضفت نوعًا من التوازن، وانعقاد أنابوليس عزز ذلك التوازن نوعًا ما... فالوضع الحالي يظهر الآن كما يلي محاور الخلاف مازالت قائمة، هناك نوايا للحل الشامل، المهم هو التطبيق".

وعلق بدران بالقول "هذه مؤشرات إيجابية، نتمنى أن تكون لدى الأطراف النوايا الصادقة في تطبيق ما تم الاتفاق عليه"، ثم طرح السؤال الآتي "من الذي يضمن عدم تكرار نفس المآسي التي ولدت تحت سقف أسلو؟".

وقدم بدران العناصر التي يرى أنها "حل واضح" وتتمثل بـ"نوايا صادقة، وتفهم الإدارة الأميركية بشكل خاص لتفاصيل النزاع وعدم الكيل بمكيالين، وتفهم الجانب الإسرائيلي بأنه لا يمكن الجمع بين الأرض والسلام في وقت واحد، ورأب الصدع الفلسطيني/ الفلسطيني ووضع استراتيجية موحدة لتمكينها من الوقوف كجبهة قوية واحدة أمام العالم".

ثم سرد بدران الفوائد التي يجنيها أطراف الصراع من الحل، بالإضافة إلى الفوائد التي تجنيها الأطراف المشاركة مثل الولايات المتحدة والعرب. وكان بدران ضمن حديثه عن الآمال والمخاوف التي طرحت حول المؤتمر قد قال "لا شك أن هذا المؤتمر أفرز كغيره من المؤتمرات اتجاهين في الشارع العربي من المتفائلين والمتشائمين فأين نحن من هذين الاتجاهين، هل نحن متفائلون أم متشائمون أم (متفائمون)".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف