البنتاغون: تسليم معتقلين في غوانتانامو الى سلطات بلادهم

واشنطن: اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اليوم عن تسليم معتقلين افغان وسودانيين في غوانتانامو الى سلطات بلادهم. وجاء في بيان صادر عن البنتاغون ان السلطات الاميركية ستنقل 13 معتقلا افغانيا وسودانيين اثنين من السجن الحربي في قاعدة غوانتانامو في كوبا الى دولهم "بعدما تحددت مؤهلاتهم للنقل بعد سلسلة شاملة من عمليات المراجعة".

واعتبر البيان ان هذا القرار "دليل على انه ليس لدى الولايات المتحدة رغبة في حجز المعتقلين لفترة اطول من اللازم". واضاف انه تم نقل 485 معتقلا في غوانتانامو منذ عام 2002 مشيرا الى ان هناك حوالي 70 معتقلا مؤهلين لنقلهم بانتظار المشاورات الجارية مع سلطات بلادهم. ورأى البيان ان هذه الاجراءات "تبرز ان العمليات التي وضعت لتقييم كل فرد وتحديد مصير اعتقاله فيما تستمر اعمال العنف...هذه خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحروب".

من جهته نوه منسق مكافحة الارهاب في الخارجية الاميركية ديل دايلي بالبرنامج السعودي لاعادة ادماج اكثر من 100 معتقل سعودي في المجتمع بعدما تم نقلهم من غوانتانامو في العام الماضي معتبرا ان "البرنامج السعودي هو افضل ما هو موجود اليوم ..يركز على الفرد كضحية وليس كمجرم .

و قد وصل المعتقلان السودانيان الى بلادهما على متن طائرة اميركية بعد تبرئتهما في ال 10 من الشهر الجاري. وأوضح المعتقلان وهما عادل حمد عبدالمطلب وسالم محمود ادم اللذان امضيا خمس سنوات في المعتقل في مؤتمر صحافي أن اطلاق سراحهما تم بعد تبرئتهما من تهمة العدو المقاتل في المحكمة الأميركية المعنية بالنظر في قضايا المعتقلين بالمعسكر الأميركي في خليج غوانتانامو الكوبي.

واوضحا ان طائرة اميركية نقلتهما من غوانتانامو الى افغانستان حيث تم انزال عدد من المعتقلين هناك ثم اتت الطائرة الى مطار الخرطوم حيث تم تسليمهما بواسطة السلطات واجري لهم فحص طبي.وقال ادم انه اعتقل في باكستان في مايو 2002 ورحل الى كوبا في أغسطس من نفس العام بعد أن خضع لتحقيق لمدة 10 شهور في قاعدة باغرام الأفغانية واصفا التحقيق بأنه سيئ. واوضح ان أول اتهام وجه له هو تهمة الارهاب وأنهم اعتبروه عدوا مقاتلا.

ومن جانبه اوضح عبدالمطلب انه اعتقل في ال 17 من يوليو عام 2002 مبينا انه كان يعمل في مستشفى تابع لمنظمة الندوة العالمية للشباب بمدينة (بيشاور) الباكستانية. وقال انه تعرض لتعذيب قاس خلال فترة التحقيق الاولي بافغانستان وعانى اكثر بالمعتقل في كوبا مضيفا "كانت المرارة بعينها وانت تعذب دون ذنب".

واوضح ان تبرئته تمت بعد ان قدم محاميه اكثر من 15 وثيقة اكدت ان لا علاقة له بتنظيم القاعدة ومن بينها وثائق من مدير المستشفى والاطباء والعاملين مضيفا "ومع ذلك قضيت 5 سنوات و5 شهور بالسجن رحلت خلالها ابنتي عن الدنيا بسبب المرض".

يذكر ان هناك 11 سودانيا معتقلين بغوانتانامو اطلق سراح 4 منهم وتبقى 7 من بينهم مصور فضائية الجزيزة سامي الحاج. ويبقى في غوانتانامو حوالي 290 معتقلا معظمهم من الجنسيات اليمنية والافغانية والسعودية.

وتتعرض الولايات المتحدة لضغوط محلية ودولية لاغلاق سجن غوانتانامو ومحاكمة المعتقلين او ارسالهم الى سلطات بلادهم فيما تتخوف واشنطن من ان بعض هؤلاء المعتقلين قد يعودون الى انشطتهم الارهابية في حال اطلاق سراحهم."

بريطانيا ستتسلم 3 من معتقليها

مقرر دولي يوصي باغلاق معتقل غوانتانامو من جانبه، اعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند ان ثلاثة من المعتقلين البريطانيين الخمسة في معتقل غوانتانامو سيعودون الى البلاد قريبا. وقال الوزير في بيان مكتوب الى مجلس العموم ان بريطانيا ستتسلم المعتقلين الثلاثة وهم جميل البنا وعمر ديغايس وعبدالنور وسامور فور انتهاء ترتيبات تسليمهم بعد ان وافقت السلطات الاميركية على ذلك.

واوضح ان السلطات الاميركية ترفض الافراج عن المعتقل البريطاني بنجامين محمد مشيرا الى ان محادثات تدور مع الجانب الاميركي حول قضيته كما رفضت الولايات المتحدة تسليم المعتقل الخامس شاكر عامر وان اشار مليباند الى ان بريطانيا لم تعد تعقد محادثات حول تسلمه. واشار الى ان المعتقلين الثلاثة لا يحملون الجنسية البريطانية لكنهم كانوا مقيمين في بريطانيا قبل القبض عليهم مشيرا الى ان جهود بريطانيا لتسلمهم "تتم في ظل التزام كامل بالمحافظة على الامن القومي".

واوضح ان اوضاع اقامتهم في بريطانيا ستتم مراجعتها فور تسلمهم قريبا مؤكدا عزم بلاده مواصلة العمل مع الجانب الاميركي بهدف تسريع عملية اغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية في كوبا.