أخبار

محطة بوشهر النووية الإيرانية والنهاية السعيدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: لاحت بوادر النهاية السعيدة المنتظرة في مسلسل بوشهر الحافل بالمعاناة، إذ اقترب من الختام التشغيل الفعلي لمحطة "بوشهر" الكهرذرية. وسيعلن المقاول الروسي، "آتوم ستروي اكسبورت" في نهاية كانون الأول/ديسمبر الموعد النهائي لإكمال المشروع. فقد تمت حسب قول إدارة الشركة الروسية "تسوية المشاكل مع الجانب الإيراني" وسيجري تجهيز الوقود إلى المشروع قبل 6 أشهر "من نشوء الحاجة الفعلية إليه" وستشغل محطة "بوشهر" الكهرذرية حتمًا.

ويتمثل الشيء الرئيس والجديد في ملحمة "بوشهر" في إمكانية إنشاء روسيا وإيران مؤسسة مشتركة يعهد إليها تشغيل محطة "بوشهر" الكهرذرية. فقال سيرغي شماتكو رئيس "آتوم ستروي اكسبورت" إنه لا يستبعد أن تقوم روسيا وإيران بهذه الخطوة "من أجل ضمان سلامة المحطة الكهرذرية".

وإن إنشاء المؤسسة الروسية الإيرانية المشتركة لتشغيل المحطة الكهرذرية لربما يعتبر في يومنا الراهن الخيار الوحيد الذي من الممكن في ظله حل العديد إن لم يكن جميع مشاكل "بوشهر"، بما في ذلك ما يتعلق بالوقود النووي واليورانيوم المنخفض التخصيب. كما ستحل قضية إعادة الوقود النووي المستهلك إلى روسيا وكذلك قضية اليورانيوم العالي التخصيب الذي تفصله عن بلوتونيوم السلاح خطوة واحدة. وهاتان النقطتان بالذات تقلقان المجتمع الدولي جدًا.

وستقوم روسيا بصورة أساسية بحل كافة هذه المسائل لأنه يتعين عليها القيام بدور الضامن لشفافية البرنامج النووي الإيراني وطابعه السلمي.

وتبدو موسكو جاهزة لهذا السيناريو حيث تناقش مسألة إنشاء المؤسسة المشتركة مع طهران منذ فترة طويلة وبنجاح متباين، بينما غالبًا ما تتقدم الأخيرة في البداية بمبادرة ومن ثم تقبر الفكرة بنفسها. وحدث هذا بالتحديد بالنسبة إلى فكرة إنشاء المؤسسة الروسية الإيرانية المشتركة لتخصيب اليورانيوم في روسيا.

والآن تغير الوضع انطلاقًا من كل الشواهد نسبيًا. فقال شماتكو إن "الجانب الإيراني والشركة الروسية يجمعان على فهم القضايا الحالية والمواعيد، ويتوفر لديهما اتفاق أساسي على تنفيذها بنجاح". وهذا التنفيذ سيكون بالإضافة إلى أشياء أخرى "معيارًا للحفاظ على الحوار الطبيعي بين إيران والمجتمع الدولي في هذا الميدان (البرنامج النووي الإيراني)".

وعلى ما يبدو، فإن الجانب الإيراني حدد لهجة المفاوضات. وبدأت النشوة من "إيجابية" تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقرير الاستخبارات الأميركية الإيجابي بصدد البرنامج النووي الإيراني، تتقهقر أمام التقييم الواعي للوضع. ولا يمكن لطهران ألا تستوعب حقيقة أن قضية العقوبات لم تغلق، وان مسألة إيقاف إيران لبرنامج تخصيب اليورانيوم ستطرح بصيغة مشددة جدًا إن لم يكن في نهاية هذه السنة ففي فبراير من العام القادم. وفي هذه الحالة لن تتمكن موسكو من تقديم أي مساعدة لا سيما وأن روسيا والصين أيدتا في ديسمبر عام 2006 وفي مارس عام 2007 قراري مجلس الأمن الدولي اللذين يطالبان إيران بوقف "كافة الأعمال المتعلقة بتخصيب اليورانيوم".

كما أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أشارت من جديد مؤخرًا إلى وجود "خلافات تكتيكية معينة" بين واشنطن وموسكو بشأن موعد فرض عقوبات جديدة وطابع تلك العقوبات. ومن المثير أن بكين بصفتها من معارضي واشنطن في القضية الإيرانية منحت في هذه المرة دورا ثانويا. وتحاول موسكو بمفردها في الآونة الأخيرة كسب الوقت لإيران و لا يزال يتسنى لها هذا حاليًا.

وأعلن أن الوقود النووي الضروري لمحطة "بوشهر" أصبح جاهزا وتم فحصه من قبل خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين لم يبدوا أية ملاحظة عليه. وقام ممثلو الوكالة الدولية للطاقة الذرية و"روس آتوم" إبان التفتيش بختم الحاويات التي تحتوي على الوقود النووي الذي سينقل إلى المحطة وفق المواصفات السارية ـ "بعد أن تنشأ في المشروع حاجة تكنولوجية إلى الوقود وتلقي الإيعازات المطلوبة".

بيوتر غونتشاروف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف