أخبار

قائد البصرة: البريطانيون تركونا بمواجهة المليشيات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: وصف قائد شرطة البصرة اللواء الركن جليل خلف الوضع في المدينة بعد ساعات من تسليم القوات البريطانية المسؤولية فيها الى القوات العراقية بانها خاضعة لسيطرة ميليشيات تمتلك من السلاح والقوة ما يمكنها من دحر قوات الأمن العراقية بسهولة ومن الوحشية ما يجعلها تجز رؤوس النساء اللاتي تعتبرهن غير مسلمات بما فيه الكفاية.

وقال خلف في مقابلة مع صحيفة الغارديان الصادرة في لندن اليوم ان القوات البريطانية تركته يتعامل مع الميليشيات والعصابات متهماً القوات البريطانية بالتتسبب في (الأذى المتعمد) حسب تعبيره بعد مغادرتها البصرة.

ورسم خلف الذي اثارت تصريحاته الاخيرة حول قتل النساء غير المحجبات في البصرة موجة من الاستنكار في الاوساط المدنية العراقية والدولية الامر الذي دفع رئيس الوزراء نوري المالكي الى الاقراء بالامر مطالبا بترك القانون يأخذ مجراه في هذا الامر، رسموضعاً مغايراً للصورة التي وضعها القادة العسكريون والمسؤولون السياسيون البريطانيون ومن بينهم اللواء غرايم بينز الذي قاد القوات البريطانية إلى المحافظة الواقعة جنوب العراق عام 2003، والذي قال إن المدينة بدأت تستعيد قواها وسلّمناها إلى أصدقائنا بعد أن تخلصنا من أعدائها.

وقال اللواء خلف إن محافظة البصرة "أصبحت متمردة على القانون إلى درجة أن 45 امرأة جرى تصفيتهن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بتهم الفسق وعدم تغطية أنفسهن بشكل كامل أو لكونهن أنجبن خارج نطاق الزواج"، مشيراً إلى أن البريطانيين "أعادوا وبشكل لا شعوري تسليح الميليشيات الدينية جراء فشلهم في الاعتراف بأن ولاء القوات العراقية يذهب إلى أكثر من سلطة واحدة".

واعتبر قائد شرطة البصرة أن الميليشيات مسلحة أفضل من رجاله، وأن المشكلة الرئيسية التي تواجهها قوات الأمن العراقية الآن هي"العمل على استعادة البصرة من أيدي الميليشيات"، مناشداً القوات البريطانية"مساعدته في تحقيق ذلك". وأضاف اللواء خلف "نحتاج إلى مساعدة القوات البريطانية أيضاً لمراقبة حدودنا البحرية والأرضية ونحتاج إلى معلوماتهم الإستخباراتية ودعمهم الجوي والاستمرار في تدريب الشرطة العراقية".

وأشار إلى أن نوايا البريطانيين "كانت جيدة لكنها ضلّت سبيل الصواب حين عينوا عناصر لا يصب ولاؤها للحكومة العراقية بعد قرار حل قوات الجيش والشرطة العراقية إثر سقوط نظام صدام حسين". وقال إن البريطانيين "دربوا وسلّحوا هؤلاء الناس الذين ينتمون للجماعات المتطرفة وصرنا الآن نواجه وضعاً نرى فيه أن ولاء رجال الشرطة لأحزابهم وليس لبلدهم".

وكان اللواء الركن عبد الجليل خلف قد حذر من ان النساء في المحافظة مستهدفات من جانب المتشددين الدينيين. وقال إن النسوة في المحافظة يتعرضن للاعتداء اذا لم يرتدين الحجاب الاسلامي او لاستخدامهن مساحيق التجميل.

وأضاف اللواء خلف أن إحدى النساء قتلت مع طفل في السادسة من عمره، بحجة أنها أنجبته سفاحاً. وقال إن عدد النسوة اللواتي قتلن في الفترة الممتدة بين شهري تموز (يوليو) وايلول (سبتمبر) من هذا العام يزيد عن الاربعين. من جانبها، قالت بريطانيا - التي تحتفظ بقوات في منطقة البصرة - إنها تدين عمليات القتل، وترحب بتعهد مدير الشرطة بقيادة حملة تهدف الى الدفاع عن حقوق النساء في البصرة.

وجاء في بيان اصدرته الحكومة البريطانية ان تقدما كبيرا قد احرز في البصرة في الاشهر الاخيرة، وان تعهد مدير الشرطة بمحاربة العنف الذي يستهدف النساء لهو برهان جديد على ان قوات الامن في البصرة تزداد قدرة على الامساك بزمام الملف الامني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف