تركيا تعبر حدود العراق لملاحقة متمردين أكراد

أربيل (العراق): قال مسؤولون عراقيون وأتراك يوم الثلاثاء إن القوات التركية عبرت الحدود ودخلت العراق خلال الليل في أحدث عملياتها العسكرية المحدودة ضد الانفصاليين الاكراد خلال الاشهر القليلة الماضية. وقال مسؤول عسكري تركي كبير طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان القوات التركية دخلت صباح اليوم الثلاثاء في اشتباك محدود مع المتمردين الاكراد داخل العراق قرب الحدود التركية. وذكر ان الجنود تدخلوا حين رصدوا متمردين من حزب العمال الكردستاني عبر الحدود وخلصوا الى انهم يخططون لهجمات. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات في ما وصفه المسؤول "باشتباك محدود" مع الانفصاليين. وأضاف "رصدت مجموعتان من حزب العمال الكردستاني عبر الحدود وتقرر انهما يخططان لهجمات وتدخلت كتيبة من الجنود." ونفى مسؤولون عراقيون حدوث اي اشتباكات وقالوا ان مجموعة تضم 300 جندي تركي دخلت المنطقة الكردية شمال العراق مساء الاثنين وتوغلت بعمق كيلومترين أو ثلاثة صباح يوم الثلاثاء في منطقة غير مأهولة قرب الحدود. وذكر مصدر عراقي أن الجنود الاتراك كانوا مسلحين تسليحا خفيفا وأنهم تحركوا في منطقة كلي رش الجبلية الحدودية وانه لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات. وتقول تركيا إنه يحق لها استخدام القوة العسكرية لملاحقة متمردين انفصاليين اكراد متمركزين في المنطقة الكردية المتمتعة بحكم ذاتي محدود في شمال العراق. وأعلن الرئيس التركي عبد الله جول يوم الثلاثاء أن هدف تركيا الوحيد في شمال العراق هو التصدي لخطر حزب العمال الكردستاني. ونقلت وكالة الاناضول للانباء عن غول قوله "لا أهداف أخرى هناك. العراق جار لتركيا ونريد ان ننقذ العراقيين من مشكلة الارهاب هذه." وتعرضت حكومة يمين الوسط التركية والجيش لضغط من الرأي العام للتحرك بعد سلسلة من الهجمات القاتلة لمسلحي حزب العمال الكردستاني ضد قوات الامن التركية خلال الاشهر القليلة الماضية. وتلقي تركيا اللوم على العراق لفشله في كبح جماح مقاتلي الحزب وأيضا على الولايات المتحدة لفشلها في ممارسة الضغط على السلطات العراقية. وحشدت تركيا 100 ألف جندي على الحدود وخلال الاشهر القليلة الماضية قصفت قرى عراقية وشنت غارات عبر الحدود بوحدات برية صغيرة. وقال فؤاد حسين مدير مكتب رئيس كردستان العراق ان الحكومة تدين هذا التوغل وان تركيا تريد نقل المشكلة الى أرض كردستان العراق. وصرح جبار ياور المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية العراقية ان القوات التركية دخلت راجلة وهي تحمل أسلحة خفيفة الى دهوك وهي واحدة من ثلاث محافظات كردية في شمال العراق. وقال مصدر عسكري عراقي كبير لرويترز يوم الثلاثاء ان التوغل بمئات الجنود الاتراك في شمال العراق يبدو محدودا ومن غير المرجح أن يتسع نطاقه. وأضاف "أعتقد أنه توغل محدود ولن يتسع نطاقه." وفي مطلع الاسبوع قصفت طائرات حربية تركية قرى في شمال العراق. وشكا العراق من مقتل امرأة عراقية واحدة على الاقل في القصف الجوي وطالب تركيا بالتنسيق مع بغداد بشأن اي عملية عسكرية مستقبلية. وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة يوم الثلاثاء ان القصف التركي لقرى شمال العراق منذ مطلع الاسبوع أجبر 1800 شخص على الفرار من منازلهم. وقالت استريد فان جندرن ستورت المتحدثة باسم المفوضية في بيان صحافي في جنيف "القصف مستمر في ما يبدو ولا نعرف ما اذا كان عدد أكبر قد نزح. الشتاء حل وظروف الحياة قاسية للغاية." وجاء التوغل التركي يوم الثلاثاء في الوقت الذي قامت فيه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بزيارة مفاجئة للعراق يوم الثلاثاء. وقالت الولايات المتحدة ولها 155 ألف جندي في العراق ان تركيا اخطرتها مسبقا بالغارات الجوية التي وقعت في مطلع الاسبوع. ولم تعلق السفارة الاميركية في أنقرة على الفور على توغل يوم الثلاثاء. وتعتبر الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية وتتعاطف مع معركة تركيا ضد الانفصاليين الاكراد لكنها لا تريد ان تقوم انقرة بعملية عسكرية واسعة النطاق قد تهدد استقرار العراق. وقامت تركيا بعمليتين محدودتين عامي 1995 و1997 شارك في الاولى 35 ألف جندي وفي الثانية 50 ألفا لكنهما فشلا في اقتلاع مقاتلي حزب العمال الكردستاني من المنطقة الجبلية في شمال العراق. ومن غير المرجح ان تقوم تركيا الان بعملية مماثلة نظرا لحلول الشتاء.