السنيورة: مصيبة لبنان نتيجة تقاطع مصالح بين قوى خارجية وداخلية

صور لسليمان في المناطق والجيش ينأى بنفسه عن التجاذبات الانتخابية

بيروت: اعلن رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة اليوم الثلاثاء ان "مصيبة لبنان" الحالية تكمن في "تقاطع مصالح" داخلية وخارجية من اجل تدمير "النموذج اللبناني في العيش المشترك وتداول السلطة". وقال السنيورة في خطاب القاه في حفل لمناسبة صدور كتاب عن رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري "لا شك ان التدخلات الخارجية، ومن الجوار على الخصوص، تلعب دورا كبيرا في المأساة المستمرة (...) لكن الايدي المباشرة التي تعطل ايد لبنانية".

واضاف ان "المصيبة النازلة في لبنان الآن هي نتيجة تقاطع في المصالح والرؤى بين قوى خارجية واخرى داخلية (...) حول نقطة اساسية هي تدمير النموذج اللبناني في العيش المشترك والتلاقي الحر وتداول السلطة". واضاف ان "بعض القوى الخارجية ما تزال ترى ان ما جرى في العقود السابقة وادى الى قيامة لبنان المستقل هو خطأ تاريخي ويجب العودة عنه"، فيما بعض القوى الداخلية "ترى ان هذا النموذج الللبناني اثبت فشله ولا بد من استبداله بآخر".

واشار الى ان هؤلاء "يعملون لابقاء الفراغ في موقع الرئاسة الاولى". وحذر من ان "من يسعى الى تفكيك العقد اللبناني غير متنبه ربما الى انه ومسعاه سيحيل باقي البيت الى حجارة متناثرة لن تسهل اعادة تركيبها والسقف سيقع على الجميع". ورأى رئيس الحكومة ان العلاج الوحيد يكمن في "المسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية".

وتابع ان التسوية "تعني ان يتقدم كل فريق خطوة ويقابله الفريق الآخر بخطوة مقابلة" اي "التنازل عن بعض ميزات الاكثرية الناجمة عن الانتخاب الحر مقابل ان يرضى الطرف الآخر بالتراجع عن شروط التعطيل". وارجئت الاثنين للمرة التاسعة جلسة انتخاب رئيس جديد في لبنان. ورشحت الاكثرية قائد الجيش العماد ميشال سليمان للرئاسة على اساس انه شخصية على مسافة واحدة من جميع الاطراف، متنازلة عن مرشحيها الاساسيين. واعتبرت المعارضة سليمان مرشحا مقبولا.

وتتعثر الاتصالات عند الصيغة التي تؤدي الى تعديل الدستور لانتخابه، كونه من موظفي الفئة الاولى الذين يحظر الدستور انتخابهم ما لم يقدموا استقالتهم قبل سنتين من موعد الانتخابات. كما تطالب المعارضة باتفاق سياسي على "سلة متكاملة" تشمل التعديل الدستوري وتشكيلة الحكومة المقبلة ورئاستها والتعيينات الامنية وغيرها، بينما تقول الاكثرية انها مع انتخاب رئيس من دون شروط.

ولش يدعو بري الى تحمل مسؤولياته والسماح بحصول الانتخابات الرئاسية

هذا ودعا مساعد وزيرة الخارجية الاميركي ديفيد ولش رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الى تحمل مسؤولياته والسماح للبرلمان بانتخاب رئيس، وحمل المعارضة مسؤولية الحؤول دون اجراء الانتخابات.

وقال ولش الذي وصل الى بيروت في زيارة غير معلنة "على رئيس مجلس النواب ان يتحمل مسؤولياته ويسمح للبرلمان بالاجتماع والتصويت". واضاف ان "على اعضاء المجلس النيابي ان ينتخبوا رئيسا من دون شروط ومن دون اي تأخير". وتابع "على من هم في المعارضة والذين يمنعون ذلك ان يعرفوا انهم يخاطرون بسيادة لبنان واستقلاله".

ودعا كل الاطراف المعرقلة "في الداخل والخارج الى التوقف عن ذلك". والتقى ولش النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية، ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وارجئت جلسة انتخاب رئيس جديد في لبنان للمرة التاسعة الاثنين. وشغر منصب الرئاسة منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر.