الخارج لا يحتل الأولوية في الحملة الرئاسية الأميركية

واشنطن: رغم ان الرئيس الاميركي المقبل سيقرر مصير اقطار واسعة من العالم، لا تبدو السياسة الخارجية اولوية في الحملة الرئاسية قبل اسبوعين من المشاورات الانتخابية الاولى لتحديد المرشحين الى البيت الابيض.فخلال المناظرات التلفزيونية الاخيرة قبل انعقاد جمعيات الناخبين في الثالث من كانون الثاني/يناير، لم يشر المرشحون الديموقراطيون والجمهوريون الى السياسة الخارجية الا لماما.

وقال بيل ريتشاردسون السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة واحد المرشحين الديموقراطيين الثمانية الى البيت الابيض خلال مناظرة تلفزيونية في 13 كانون الاول/ديسمبر "في طريقة او في اخرى، بتنا لا ندرك ان الحرب في العراق تشكل الموضوع الرئيسي الاكثر اهمية في بلادنا".

وظلت الحرب في العراق الشغل الشاغل للناخبين الاميركيين، ولكن فقط لبعضة اشهر خلت.وقال جون زغبي الذي يدير مركزا لاستطلاعات الرأي "منذ نهاية اب/اغسطس، نشهد ما اسميه مللا من العراق. ليس لانه موضوع غير مهم ولكن لان الناخبين ما عادوا يعلمون متى ستنتهي هذه الحرب".

وغرق العراق منذ 2006 في اعمال عنف طائفية غير مسبوقة، لكنه يشهد منذ نهاية الصيف تحسنا نسبيا في الوضع الامني.وفجأة، بدا الاميركيون اقل تشاؤما حيال الحرب هناك مقارنة بارائهم قبل عام، ولم يعد العراق يحتل اولوية لدى الرأي العام لمصلحة موضوعي الاقتصاد والوظيفة بحسب استطلاعات الرأي الاخيرة.لكن هذا لا يعني ان المرشحين اسقطوا موضوع السياسة الخارجية من حساباتهم.

فالديموقراطي جو بيدن الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ والذي لا يحتل موقعا متقدما في الاستطلاعات، يركز على خبرة "عمرها 35 عاما" في هذا المجال ليتميز عن سواه. وقد تساءل في مناظرة تلفزيونية مع منافسيه الديموقراطيين "من يستطيع بيننا ان يدرك ما ينبغي القيام به في باكستان؟".

ويؤكد جميع المرشحين الديموقراطيين نيتهم وضع حد للحرب في العراق، لكنهم يبدون حذرا حين يسألون عن جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من هذا البلد.اما في المعسكر الجمهوري، وباستثناء رون بول المناهض للحرب في العراق والذي يطالب بفك ارتباط اميركي على الساحة الدولية، فيظهر جميع المتسابقين الى البيت الابيض خطابا متشددا ويؤكدون ان اي انسحاب اميركي من العراق لن يكون ممكنا قبل تحقيق انتصار هناك.

وكتب رودولف جولياني المرشح الجمهوري الاوفر حظا في عدد اخير لمجلة "فورن افيرز" خصص للسياسة الخارجية في برامج المرشحين للرئاسة، "ننتمي جميعا الى جيل 11 ايلول/سبتمبر"، معتبرا ان الواجب الاول للرئيس الاميركي يكمن في الدفاع عن اميركا في وجه "الفاشية الاسلامية المتطرفة".

وفي الموضوع الايراني، يأمل المرشحون الديموقراطيون والجمهوريون الا تتمكن طهران من امتلاك السلاح النووي. ويشدد معظمهم على وجوب ان تبقى كل الخيارات مفتوحة، بما فيها العسكرية. وهذا الامر ينطبق خصوصا على المرشح الديموقراطي باراك اوباما الذي ايد رغم ذلك، في حال انتخابه، اجراء حوار مباشر مع المسؤولين الايرانيين (والكوريين الشماليين).وبالنسبة الى الشرق الاوسط، تتجاوز القواسم المشتركة بين المرشحين نقاط الاختلاف.

من جهة اخرى، حرص جميع المرشحين على الاستعانة بمستشارين من اصحاب الخبرة. فهيلاري كلينتون اختارت مادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية السابقة في ادارة زوجها بيل كلينتون، فيما وقع اختيار جولياني على تشارلز هيل، المساعد السابق لوزير الخارجية جورج شولتز في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان.