أخبار

حي مكار الباكستاني... ومعاناة الشتاء والصيف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كراتشي: تعتبر مدينة كراتشي الباكستانية إحدى أكبر المناطق الصناعية في البلاد، حيث يقطنها أكثر من 15 مليون شخص، علاوة على اجتذابها الآلاف من القرويين الباحثين عن وظائف سنويا، الأمر الذي يزيد من حجم الضغوطات على البنية التحتية للمدينة، مما يدفع الكثير منهم إلى العيش في مواقع لا تصلح للبشرية، وفقا لشبكة الأنباء الإنسانية (آيرين).

أحد هذه الأحياء هو حي مكار قرب مدينة كراتشي، الذي تصل مساحته إلى 4 كيلومتر مربع، ويعيش فيه أكثر من 700 ألف شخص، معظمهم من الجالية البنغالية في البلاد.

ويعود تاريخ وجود البنغاليين في البلاد إلى عام 1971، وهو العام الذي انفصلت فيه بنغلاديش عن الحكم الباكستاني، حيث قرر العديد من البنغاليين البقاء في باكستان لضمان مستقبل أفضل لأبنائهم.

إلا أن هناك من يعتقد أن الحياة ستكون أفضل لو بقي الأجداد في البلاد، كصوفيا التي مضى على وجود عائلتها في باكستان أكثر من 50 عاما، إذ تقول: "نحن نعاني كثيرا.. فالأمطار التي تهطل في فصل الشتاء تدمر منازلنا... عائلتي كبيرة جدا، حيث يعيش 16 فردا معا تحت سقف واحد."

ولعل ما جعل الأمور أصعب بالنسبة لعائلة صوفيا هو إصابة ابنها بمرض عضال أقعده عن العمل، وهو المعيل الوحيد للعائلة، وبالتالي لم تتمكن من دفع إيجار البيت لهذا الشهر، والبالغ 14 دولارا.

من جهة ثانية، تنتشر ظاهرة سوء التغذية بين الأطفال في حي مكار الباكستاني. فالحي مليء بالبعوض والذباب، ولعل هذا السبب وراء تسميته بـ"مكار"، ومعناه "البعوض" بلغة الأوردو.

وليس البعوض وحده مثار قلق القاطنين هناك.. فالأمطار المستمرة تتسبب في أضرار كبيرة للبيوت والمزارع على السواء، حتى أصبحت بعض الحارات في الحي القديم مكبا للنفايات والأوساخ، ومكانا تجري فيه السيول والمياه غير النظيفة.

ويجد بعض الأطفال هذه الحارات مكانا آمنا لهم للنوم والسكن، ومنهم الطفل هاشم، الذي تخلى عنه والديه عندما كان صغيرا، وتركوه لينام في شوارع مكار، ويبيع الحلويات لسكان الحي.

وهذه الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها هاشم تجعله يفضل الموت، إذ يقول: "أتمنى أن أموت بسرعة.. فالله سيأخذ روحي من هذا المكان القذر ليسكنها مكانا أفضل.. لا أعتقد أن هناك أي شيء سيغير من الوضع الراهن الذي أعيش فيه."

إلا أن هاشم يعود ليغير رأيه أملا في مستقبل أفضل، وليعطي الأجيال القادمة فرصا مشرقة للعيش في باكستان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف