كينيا تصوت لإنتخابات رئاسية تشهد منافسة صعبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي: يستعد الناخبون في كينيا للإختيار بين زعيمين من أصحاب الثقل على الساحة السياسية منذ إستقلال البلاد في إنتخابات الرئاسة التي تجري يوم الخميس بعد حملة غطت على عيد الميلاد وأحرزت فيها المعارضة تقدما بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي. واثار تقارب فرص المرشحين المخاوف من استخدام التلاعب والترهيب لمحاولة تغيير النتائج في دولة تمتعت باستقرار نسبي واصبحت القوة الاقتصادية في شرق افريقيا منذ انتهاء حكم بريطانيا عام 1963.
ومنذ سبتمبر ايلول وضعت كل استطلاعات الرأي ما عدا واحدا مرشح المعارضة ريلا اودينجا (62 عاما) رجل الاعمال والسجين السياسي السابق في المقدمة متفوقا بنقاط قليلة على الرئيس مواي كيباكي الذي فاز في انتخابات 2002. وأظهر استطلاع واحد فقط اجراه حديثا معهد جالوب تقدم كيباكي بنقطة واحدة بما يعني ان كل الاحتمالات ما زالت مفتوحة في انتخابات تدخل على قلوب الكينيين اثارة اكثر من موسم الاعياد.
وغلبت ألوان الاحزاب والملصقات الكبيرة للمرشحين الرئيسيين على زينة عيد الميلاد المتناثرة في انحاء العاصمة نيروبي والمدن الرئيسية الاخرى. وقالت صحيفة نيشن في مقال افتتاحي يوم عيد الميلاد "ليس من المحتمل ان يكون هذا موسما للبهجة بسبب الصدام الانساني للارادات في حد ذاته بين المتنافسين على السلطة السياسية. واضافت "نتيجة لذلك اصبح المجتمع مستقطبا كما لم يحدث من قبل."
ودعا اودينجا الى مؤتمر صحفي يوم عيد الميلاد كي يكرر المزاعم حول خطط التلاعب. وقال ان هناك "أدلة لا جدال فيها" بأن حزب الوحدة الوطنية الحاكم الذي يتزعمه كيباكي يعتزم التلاعب في الانتخابات عن طريق وضع رجال امن الدولة المسلحين كموظفين بملابس مدنية في مراكز الاقتراع . واضاف "ناشدت الرئيس كيباكي أن يقنع موظفيه بعدم القيام باعمال التلاعب في الانتخابات التي قد تغرق البلاد في اراقة الدماء. لكن ندائي ذهب عبثا." وقال اودينجا ان لديه رسائل وشرائط مصورة تبرهن على وجود "مؤامرة". وقال "تم تزويدهم (رجال الشرطة) بألف بطاقة اقتراع مسجلة مسبقا لكي يضعوها في الصناديق."
ونفى حزب كيباكي مرارا ادعاءات المعارضة عن اعتزامه التلاعب في التصويت. وبعد حملة انتخابية عنيفة قتل فيها عدة اشخاص ووقعت احداث شغب يخشى كثير من السكان المحليين من حدوث المزيد من المتاعب في يوم الانتخابات. وقالت كوكي مولي الرئيسة المشاركة لجماعة مراقبة محلية لرويترز "اغراء التلاعب قائم دائما لكنه ازداد لان المنافسة قوية في الانتخابات."
وترسل جماعتها المسماه "منتدى المراقبة المحلي لانتخابات كينيا" ما بين 17 الفا و 20 الفا من السكان المحليين الى معظم الدوائر الانتخابية في انحاء البلاد. كما ان البعثات الدولية من الاتحاد الافريقي الى الاتحاد الاوروبي كثيرة ايضا رغم ان مبعوثيها اقل عددا. وسيقوم المراقبون بتقييم حالة الديمقراطية في كينيا التي جربت امرا نادرا في السياسة الافريقية قبل خمس سنوات وهو الانتقال السلمي للسلطة من حاكم يعتبر "الرجل الاكبر".
ويقول محللون ان "اكثر السيناريوهات ازعاجا" هو فوز حكومي بنسبة ضئيلة بمساعدة من التلاعب. وقال دبلوماسي غربي "عند ذلك سترى معسكر ريلا يتحول بالكامل الى ساخطين لانهم تقدموا في استطلاعات الرأي." وتنبأ بان مثل هذه النتيجة يمكن ان تؤدي الى اندلاع شغب في نيروبي وفي نيانزا مسقط رأس اودينجا في الغرب.
وانتخب كيباكي (76 عاما) كمشرع في كل دورة برلمانية منذ الاستقلال ويأمل ان يؤدي سجله الاقتصادي الذي حقق نموا سنويا بمعدل خمسة في المئة الى فوزه بفترة رئاسة ثانية. وهو يتمتع بتأييد قبيلته القوية اقتصاديا الكيكويو الاكبر حجما بين 40 جماعة عرقية في كينيا او نحو ذلك وقام بتلطيف صورته المتحفظة بحملة ماهرة تركز على الجذور مرتديا قمصانا مزينة بالزهور على غرار مانديلا في الاسابيع الاخيرة. ويتمتع اودينجا بالتأييد المتوقد من جماعته الليو الغربية لكنه اكتسب ايضا تأييد جماعات عرقية اخرى تعتقد ان الكيكويو حققوا الكثير لانفسهم في ظل كيباكي. وينتمي اودينجا الذي اطلق عليه وصف "صانع الملوك"لمساعدته كيباكي على الفوز في عام 2002 قبل ان ينشق عنه حول الاستفتاء الذي جرى في عام 2005 الى واحدة من العائلات التي تمثل النخبة السياسسة في كينيا. وكان والده جارموجي اوجينجا اودينجا احد ابطال الاستقلال وكان يميل الى اليسار.
وتعهد كلا الرجلين بسياسة متماثلة الى درجة كبيرة بزيادة النمو الاقتصادي الى جانب السوق الحرة وتوسيع التعليم المجاني ليشمل المدارس الثانوية. وهناك نحو 14 مليون كيني من بين 36 مليونا مؤهلون للاقتراع الذي يجري من الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش) الى السادسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس.
ومن المتوقع بدء ظهور النتائج الرسمية صباح الجمعة مع ان استطلاعات وسائل الاعلام ستقدم صورة عنها خلال الليل. ويحتاج الفائز الى الحصول على اصوات اكثر من المرشح المنافس بالاضافة الى 25 في المئة من الاصوات في خمسة من اقاليم كينيا الثمانية. ويقول محللون ان كلا من اودينجا وكيباكي يمكن ان يحقق الشرط الثاني بسهولة بمعنى ان الاعادة غير مرجحة الى حد كبير.