أخبار

2007 عام المفاجآت والعجب الإيراني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طهران: في لحظة ما كان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يحذر من حرب عالمية ثالثة بسببب البرنامج النووي الإيراني، وفي لحظة أخرى تظهر بشائر السلام، لذا كان العام عاما غريبا بالنسبة لإيران. فمعظم العام كانت الضغوط هائلة مع رفض ايران الحلول الوسط بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الذي يخشى الغرب امكانية استخدامه لانتاج قنبلة نووية. وبدا احتمال فرض عقوبات جديدة حتميا وكادت الحرب ان تصبح امكانية واردة. وتغير كل ذلك مطلع ديسمبر/كانون الاول مع صدور تقرير جديد للمخابرات في واشنطن اعلن ان ايران لا تسعى لانتاج قنبلة نووية.

الحرب مستحيلة

يقول رئيس قسم دراسات امريكا الشمالية في جامعة طهران سعيد محمد مراندي: "امر مثير ان تفيق ذات صباح واذا بكل الاتهامات التي وجهت لبلدك ليل نهار قد تم سحبها فجأة". وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مرحا حين التقى الصحافة بعض ايام من صدور التقرير، وحين سأله احد الصحفيين عن احتمال الحرب تهكم ساخرا. وقال الرئيس للصحفي "ماذا تظن انت؟"، فقال الصحفي: "شخصيا لا اصدق"، فرد الرئيس مازحا: "وانا اتفق معك".

يعتقد غالبية المراقبين ان التقييم الاستخباراتي الاخير يجعل الحرب امرا مستحيلا، رغم ان ايران تواصل تطوير اجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. وعلى الفور اعلن الرئيس احمدي نجاد ان التقرير يعد انتصارا لايران. لكن، سياسيا، يظل الامر سلاحا ذا حدين للرئيس. فحكومته تواجه انتخابات برلمانية حاسمة في مارس/اذار، وقد بدأ منتقدوه يسنون اسلحتهم. فقد اعلن حسن روحاني، المفاوض النووي السابق والذي قد يتصدر قائمة مناوئي نجاد في البرلمان، ان السياسة الخارجية للرئيس لا تتعدى "كتابة الخطابات والشعارات". ويضيف ان وضع ايران في العالم تراجع نتيجة العقوبات المالية ولم يتحسن كما يحب الرئيس ان يقول.

وهاجم الرئيس السابق محمد خاتمي برنامج الحكومية "للعدالة الاقتصادية"، واشار الى دعمه لطلبة الجامعات الذين حبستهم السلطات لقيادتهم المظاهرات. وبدون تهديدات الحرب تفقد استراتيجية الرئيس نجاد بوصف معارضيه بانهم "خونة" قدرا كبيرا من قوتها.

اضطرابات في المحطات

حتى رئيس البنك المركزي انتقد الطريقة التي تقلل بها الحكومة من اهمية ارتفاع معدلات التضخم، والذي يعتقد غالبية الايرانيين انه وصل الى 25 في المئة على الاقل. وهناك بالتاكيد منتقدون كثيرون لسياسات الرئيس الاقتصادية. يقول الرئيس السابق لبورصة طهران حسين عبدو: "ايران الان هي البلد الوحيد في العالم الذي يدفع نسبة فائدة عن القروض اكبر من تلك التي يحصل عليها، ولم يحدث هذا في العالم ابدا". ويضيف: "وفي رأيي ان تلك السياسة تاخذ من الفقراء لتعطي الاغنياء".

وفي يونيو شهدت محطات الوقود اضطرابات بعدما فرضت الحكومة نظام تقنين استهلاك البنزين، في بلد يملك اكبر احتياطات مشتركة من الغاز والنفط. وهكذا يدفع احمدي نجاد ثمن سوء ادارته، والعقوبات على صناعة النفط والنظام المصرفي وسنوات من تجاهل الاقتصاد. لكن لا يمكن الاستهانة بالرجل حتى الان.

ازمة او جدل

زرت مهرجان الزعفران السنوي في شرق ايران في وقت سابق من العام، حيث يزرع 90 في المئة من الزعفران في العالم. رفع الرئيس اسعار الزعفران وضخ مزيدا من الاموال في القرى، لذا يحبه السكان المحليون الذين اصبحت لديهم هواتف ومياه الشرب للمرة الاولى. وتحظى وصفته الدينية المحافظة بكثير من المؤيدين خارج طهران. والواضح ان الرئيس نفسه يحب ان يكون في بؤرة الضوء عالميا، في ازمة او جدل، وقد توفر لديه الكثير من الاثنين في عام 2007. فقد احتجز 15 من البحارة ومشاة البحرية البريطانيين في مارس/اذار في شمال الخليج بين المياه العراقية والايرانية. وانتهت الازمة بجو من السخرية بعدما افرج عن 14 من البحارة ليستنشقوا هواء الحرية في سترات جديدة وهم يحملون حقائب كهدايا من الشعب الايراني. كما اتسم بالغرابة اعلان الرئيس في جامعة كولومبيا في نيويورك ان ايران ليس بها مثليون كما في الولايات المتحدة. كما تعرض الرئيس لهجوم شديد من رئيس الجامعة لي بولينجر.

هل من مفاجآت

تمكن احمدي نجاد من ترويج فكرة اكسبته المزيد من التاييد والدعم في العالمين العربي والاسلامي والعالم النامي. اذ يتطلع لان يكون هو وايران قادة مواجهة الامركة في العالم ومعارضا للعولمة على اقل تقدير. وهو موقف جعل الحكومات الموالية للغرب في الشرق الاوسط تتعرض للمزيد من الضغوط. وهكذا يحظى الرئيس احمدي نجاد بسمعة انه زعيم المظلومين. هل ستكون هناك مفاجات في عام 2008؟ هل يكون الرئيس محمود احمدي نجاد الرجل الذي ينجز مصالحة مع الولايات المتحدة بعد ثلاثة عقود من الثورة الاسلامية؟ يبدو ذلك احتمالا بعيد المنال، لكن ايران اظهرت خلال 2007 انها بلد لا تنقصه القدرة على تحقيق المفاجآت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم ايران مواليه
ابو الفشك -

نعم اعتقد ان احمدي نجاد سيكون الرجل الذي ينجز مصالحة مع الولايات المتحدة بعد ثلاثة عقود من الثورة الاسلامية يبدو ذلك احتمالا منطقيا، و ايران اظهرت خلال 2007 انها مواليه لامريكا.

النووي ليس كل شي
الاحوازي -

مع تحياتي لموقع ايلاف الموقران العالم فقط و فقط ينظر الى ايران و التهديدات الغربية من اجل النووي ولكن بالنسبة للتهديدات السبب ليس فقط النووي بل اكثر من ذلك هو التهديد الايراني للمصالح الغربية و الامريكية في كل مكان و في الخليج خاصة و اذا رجعنا الى عام 1925 نرى ان المصلحة الغربيةو منافعهم سمحت لايران لتحتل الاحواز لمنع السوفيت من الوصول الى المياه الدافية و ايضا سقوط النظام البهلوي للمحصلة الغربية و الامريكية تم اسقاطه فلا ننظر للمسالة الايرانية فقط بعين النووي بل لننظر الى ابعد من ذلك.تحية الى الشعب العربي الاحوازي

ايران الميكافيلية
محمد صالح ياسين -

كل حروب ايران والاعيبها القذرة جرت وتجري لمصلحة اسرائيل وبالتنسيق السري معها مثلما ان كل سياسة الولايات المتحدة الخفية هي لمصلحة ايران ولمساعتدها على تطويق العرب من كل الجهات ولسوف يتاكد الناس من ذلك قريبا عندما تتحول سرية التعاون والتحالف الامريكي الاسرائيلي والايراني الى قبلات وعناق امام الكامرات التلفزيونية وان غدا لناظره قريب

الى الأهوازي ...
محسن -

أودّ أن أسأل الأهوازي .. من هم محتلّي خوجيا ( خوزستان ) و هرمزشير ( أهواز ) ؟؟ هل هم الفرس أم العرب ؟؟ لما لا تحدّثنا عن تاريخ خوزستان و ازدهار و تألق مدنها قبل الغزو العرب لها و ما آلت اليه من دمار و حرق المكتبات و أسر رجالها و سبي نساءها و تحويل مزارعها لمراتع لرعي جمال و أجياد جيوش العرب ؟؟ و كيف اشتقت كلمة أحواز من كلمة أخواز و التي هي جمع لكلمة خوزي ؟؟ نعم يا الأهوازي إنّ خوزستان أحتلت قبل 1400 و نيف من السنين من قبل الأعراب و ليس عام 1925 من قبل الفرس ... فرجاء لا تلوم الفرس و الايرانيين على إخفاقاتكم السياسية و حماقاتكم القومية .