كوشنير: أزمة باكستان باتت تهدد التوازن في المنطقة

باريس، نيودلهي، كولومبو: صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم الجمعة أن الأزمة السياسية في باكستان باتت تهدد "التوازن في المنطقة" إثر اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو. وصرح كوشنير للاذاعة الفرنسية الخاصة "اوروبا 1" الجمعة "انها ازمة سياسية خطيرة للغاية تهدد التوازن في هذه المنطقة بدون ادنى شك وربما على نطاق اوسع ايضا".

واشار وزير الخارجية الفرنسي الى ان الانتخابات المتوقعة في الثامن من كانون الثاني/يناير "اساسية لاستقرار هذا البلد المهم بالنسبة الى بقية العالم وبالنسبة لنا خصوصا لاننا موجودون في افغانستان مع جنودنا". وتنشر فرنسا قرابة 1600 جندي في افغانستان وستعزز قوتها في العام 2008 بارسال مدربين داخل صفوف القوات الافغانية. وقال كوشنير ان كون باكستان قوة نووية "يجعل التوازن في هذه المنطقة اخطر"، محذرا من خطر "وقوع القنبلة الذرية بايدي متطرفين". وتابع "لهذا السبب باكستان تعنينا جميعا والاغتيال الدنىء لبنازير بوتو هو ايضا اغتيال للديموقراطية في جزء منه او لما كان قد يأتي وعلينا الا ندعمه".

ووجه كوشنير الاتهام "ببعض الاشخاص الذين اعلنوا انهم لن يتركوا بوتو حية ولا سيما المسؤولين المتطرفين في المناطق القبلية" وخصوصا "متطرفي وزيرستان". وكان كوشنير دعا منذ الخميس المجتمع الدولي الى القيام بكل ما يلزم لضمان "استقرار" باكستان.

الهند ترفع درجة اليقظة على الحدود مع باكستان

وفي سياق متصلأمرت الهند قوات حرس حدودها يوم الجمعة برفع درجة اليقظة إلى أعلى معدلاتها عقب إغتيال بوتو مما يهدد بظهور شبح الفوضى في باكستان والذي قد يمتد الى جارتها النووية. ودائما ما تشهد العلاقات بين الهند و باكستان توترا على الرغم من عملية السلام الهشة التي شهدتها السنوات الاخيرة. وخاض البلدان ثلاث حروب ونشب بينهما نزاع بحلول نهاية عام 2002.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز يوم الجمعة "هناك تعليمات عامة لجميع قوات حرس الحدود برفع درجة اليقظة الى أعلى معدلاتها ويمكنك تخمين السبب." وأضاف "لا توجد تهديدات معينة حتى الان وقد وضعت القوات على درجة التأهب وهناك عدد من التخمينات منها الجهاديون والاثار الناجمة عن الاغتيال." ودائما ما تضع الهند قواتها على أهبة الاستعداد كرد فعل على أي أزمة تحدث في باكستان التي تمتلك هى الاخرى سلاحا نوويا وقد فعلت ذلك في نوفمبر تشرين الثاني حينما أعلن الرئيس الباكستاني برفيز مشرف حالة الطوارئ.

وترى واشنطن و عدد من الحلفاء الغربيين باكستان كحصن فى "الحرب الاميركية على الارهاب"عقب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة. وينظر الى باكستان على أنها سبب انتصار قوات التحالف الغربية على متمردي حركة طالبان في أفغانستان. وبالنسبة للهند فان القلق يكمن في أن تنتقل حالة عدم الاستقرار في باكستان الى الحدود وتؤدى الى مزيد من الهجمات المسلحة في اقليم كشمير الذى تسيطر عليه الهند أو الى تفجيرات في مدن هندية.

كولومبو تدعو الى "تصميم مطلق" ضد الارهاب

بدورها دانت الحكومة السريلانكية اليوم الجمعة اغتيال بوتو والذي يدل على ضرورة وجود "تصميم مطلق" في مكافحة الارهاب. وقالت حكومة الجزيرة التي تواجه اعتداءات شبه يومية تنسب الى نمور تحرير ايلام تاميل "ان هذا الاغتيال الفظيع يدل على ضرورة وجود تصميم مطلق لمكافحة الارهاب في كل اشكاله وتحت كل مظاهره لجعله عنصرا غير مقبول في مجتمع متمدن".