أخبار

أمراض جسدية ونفسية تصيب الأسرى المعزولين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إسرائيل تعزل أسرى لجعلهم أجسادا بلا أرواح
أمراض جسدية ونفسية تصيب الأسرى المعزولين

أسامة العيسة من القدس: أصدرت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية تقريراً، عن الأسرى الفلسطينيين المعزولين في غياهب سجون الإحتلال الإسرائيلي، ذكرت فيه أن إسرائيل تسعى لنشر وتوزيع خبرتها في قمع الأسرى الفلسطينيين على أرجاء العالم.وتعزل إسرائيل، في زنازين خاصة ما تعتبرهم الأسرى الأشد خطرا، وهم الذين اشرفوا على تنفيذ عمليات ضد اهداف إسرائيلية، مثل حسن سلامة، الذي يوصف بأنه مهندس عمليات ( الثار المقدس ) التي شنتها حماس ردا على اغتيال أحد ابرز قادتها العسكريين وهو يحيى عياش، ويخضع سلامة للعزل المشدد منذ اكثر من سبع سنوات. ومن بين المعزولين عبد الله البرغوثي، الذي نفذ مقاتلو حماس، تحت قيادته بعضا من اشد العمليات التفجيرية خلال انتفاضة الأقصى.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من فيينا مقرا لها، أن قوات الاحتلال تهدف من خلال سياسة عزل أعداد من الأسرى الفلسطينيين إلى إذلالهم وتحويلهم إلى أفراد مرضى ومكتئبين لا يقوون على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

وأوردت المنظمة أسماء ثلاث عشر أسيراً فلسطينياً أكدت أنهم معزولون عن العالم الخارجي وأن بعضهم يقبع في العزل منفرداً منذ سبعة أعوام، ومن بينهم جمال أبو الهيجاء، وهو ممنوع من زيارة زوجته أسماء أبو الهيجاء الأسيرة السابقة والمريضة بالسرطان والمهددة حياتها، كذلك ممنوع من زيارة ولده الصغير وابنتيه، إضافة إلى منعه من زيارة أبنائه الثلاث المعتقلين في سجون الاحتلال أو اللقاء بهم في أي من السجون.

وساقت المنظمة، في تقريرها الذي اشرف على إعداده الباحث فؤاد الخفش، وصفاً دقيقاً للحياة وللظروف المأساوية التي يجبر الأسرى على العيش في ظلها داخل زنازين العزل الانفرادي، حيث تتميز غرف العزل بقلة التهوية والرطوبة العالية، ولا تزيد مدة الخروج إلى الساحة عن ساعة يومياً، ونوعية الطعام في غرف العزل متردية إلى حد بعيد، ما يسبب للأسرى أمراض متنوعة كفقر الدم وضعف التغذية وضعف البصر.

وأكدت أن معظم الأسرى المعزولين ممنوعون من زيارة ذويهم. وأن أسعار المواد في بقالة السجن مرتفعة جداً وترهق ميزانية الأسرى فمثلاً سعر لتر زيت الزيتون يبلغ أربعين شاقل (أكثر من عشر دولارات). وكذلك منعت السلطات الإسرائيلية تبادل الضروريات بين أسرى قسم العزل، وبلغت ما وصفتها المنظمة المعاملة اللاإنسانية من قبل سجاني الاحتلال ذروتها عندما حاول الأسير مازن ملصه إيصال سجادة صلاة للأسير إبراهيم حامد فعوقب بإرساله إلى قسم العقوبة (المُسمى سنوك) تسعة أيام وتغريمه مائتي شاقل.

ويذكر أن حامد هو قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والذي تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن العمليات الأشد عنفا التي نفذتها الكتائب خلال انتفاضة الأقصى.ولفتت المنظمة إلى تعمد السلطات وضع الأسرى في زنازين قريبة لأقسام المساجين الإسرائيليين الجنائيين، معتبرة أن ذلك يشكل معاناة أخرى لهم، حيث رفع أصوات المسجلات ليلاً ونهاراً، والصراخ المستمر والشتائم والكلام البذيء.

وأشارت أصدقاء الإنسان أن انتشار الأمراض بين الأسرى المعزولين أمر شائع ومعروف في تلك الأجواء اللاإنسانية، وأكدت أن بعض الأسرى فقدوا صحتهم من الناحية البدنية والعقلية، فمنهم من يعاني من التهاب رئوي حاد، وآخر من مرض نفسي. وكذلك فإن الإهمال من قبل طبيب السجن واقتصار عمله على إعطاء المسكنات، وعدم معالجة الحالات الصعبة جذرياً، أمر متبع في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة.

وأكدت المنظمة أن المداهمات الليلية وحملات التفتيش المصحوبة بالقمع والضرب واستخدام العنف من قبل الفرق الأمنية التابعة للاحتلال، تحدث حالات إستياء حادة في صفوف الأسرى. وتفرض إدارة السجن عقوبات شديدة تشمل إرسال الأسير إلى "السنوك"، وهو عبارة عن غرفة صغيرة جداً طولها 180سم وعرضها150 سم، وبالكاد تكفي للنوم، ولا يوجد فيها متسع للصلاة، كما إنها لا تحتوي إلا على الفرشة وقارورتان إحداهما لشرب الماء والأخرى لقضاء الحاجة.

وقالت أصدقاء الإنسان أن تلك السلطات تقوم كذلك بإعاقة زيارات المحامين للأسرى وتنكر في بعض الحالات وجود الأسير في المعتقل بالرغم من عدم دقة تلك المعلومات.

وقد إتخذ الأسرى المعزولون عدة خطوات على مدى السنوات السابقة لمواجهة سياسة العزل، وخاصة في الآونة الأخيرة، منها ترجيع وجبات الطعام ووصل الأمر في عدة حالات إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، وكان هدف الأسرى هو الخروج من العزل الانفرادي، ليتمكنوا من العيش مع الأسرى الباقين في الأقسام المفتوحة.

وتتذرع السلطات الإسرائيلية بذرائع شتى لتبرير عملية عزل المعتقلين، منها وصفها لهم بمعتقلين خطرين قاموا بعمليات عسكرية عنيفة. وكذلك بسبب مكانتهم القيادية وسعة إطلاعهم وعمق تجربتهم وتأثيرهم على بقية المعتقلين.وتهدف هذه السلطات، إلى إضعاف معنويات ونفسيات هؤلاء الأسرى، وجعلهم أجساداً بلا أرواح. وكذلك إفشاء الأمراض في أوساطهم وإضعاف البنية الجسدية لهؤلاء المعزولين، لكي يخرجوا من هذه الزنازين غير قادرين على الحركة بسبب الروماتزم وضعف البصر، فحينما لا يستطيع الإنسان أن يرى إلا لمسافة صغيره لا تتجاوز المترين لمدة خمس أو سبع أعوام فمن المؤكد أن ذلك سيؤدي إلى إضعاف بصره بشكل حاد.

وجاء في التقرير انه في مثل هذه "الأجواء اللاإنسانية فقد بعض الأسرى صحتهم وقدراتهم البدنية والنفسية والعقلية، مثل الأسير عبد الناصر الحليسي من القدس والمحكوم بالمؤبد، وشقيقه الموجود في قسم مفتوح آخر. يعاني عبد الناصر من مشكلة نفسية صعبة حيث قضى حتى الآن 21 عاما في سجون الإحتلال، منها ثماني سنوات في أقسام العزل الانفرادي، وقد ساهمت الأجواء الصعبة في تلك الأقسام، إضافةً إلى تعرضه للقمع والضرب، ساهم كل ذلك في تدهور وضعه النفسي".

وتطرق التقرير أيضا إلى حالة الأسير عويضة كلاب من غزة، والمحكوم بالمؤبد، والذي قضى 20 عاماً في سجون الاحتلال منها عدة سنوات في أقسام العزل "والذي يعاني هو الآخر من مرض نفسي، يجعله يرفض زيارة أهله الذين يأتون لزيارته، ويعاني كذلك من أمراض جسدية ووهن عام، حيث لا يقوى على إعداد كأس شاي بنفسه، وفي فترة سابقة كان الأسرى الفلسطينيين في الأقسام الأخرى يعدون الطعام ويرسلونه له، إلا أن إدارة السجن القاسية، منعت النقل بين الغرف رغم مطالبة الأسرى ورغم وضعه الصحي الصعب".

45 اسيرا مصريا منسيين في سجون اسرائيل

كشف نداء وجهه الاسرى المصريون سجون الاحتلال الإسرائيلي، عن ان عددهم اكبر مما كان معروفا سابقا.وناشد هؤلاء في الرئيس المصري حسني مبارك، بكلمات مفعمة بالعواطف، التدخل لدي الحكومة الإسرائيلية لإنقاذ حياتهم مما وصفوها الظروف الاعتقالية الصعبة المحتجزين فيها.

ووفقا لمركز الاسرى للدراسات، فان 45 اسيرا مصريا وجهوا نداءا الى الرئيس المصري طالبوه بالعمل على اطلاق سراحهم، وهو عدد اكبر بكثير مما كان متوقعا بالنسبة للاسرى المصريين في السجون الاسرائيلية.وضمن الاسرى ندائهم كلمات عاطفية واسبغوا صفات عديدة على الرئيس المصري والدبلوماسية المصرية ممثلة بالسفارة الاسرائيلية في تل ابيب ووزير الخارجية احمد ابو الغيط، رغم انه يتضح من النداء ان لا احد فعل شيئا لهؤلاء الاسرى.

وجاء في النداء "سيادة الأب الحنون الرئيس محمد حسني مبارك نحن الأسري المصريين داخل السجون الإسرائيلية بلا رعاية ولا اهتمام ومنا المرضي وأصحاب الأحكام العالية ومحرومون من زيارات الأهل والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان سواء العالمية أو المحلية ولا حتي من الصليب الأحمر وعددنا حوالي 45 أسيرا".

واضاف الاسرى "وسط هذه العزلة والإهمال والنسيان لم نفقد ايماننا بالله عز وجل اولا وبرئيسنا قائد مسيرة العمران في مصر وبالمخلصين من أبناء وطننا الحبيب وحكومتنا ومؤسساتنا وسفارتنا في تل ابيب ومعالي وزير الخارجية احمد ابو الغيط، راجين من الجميع بذل قصاري جهودهم لاعادتنا الي ديارنا واهلنا".

ووقع النداء الاسير المصري فريح سلمان عبيد الله بريكات، ممثلا عن الاسري المصريين في سجون الاحتلال.ويذكر ان العلاقات متوترة هذه الايام بين اسرائيل ومصر، بعد اتهامات الاولى بان مصر لا تبذل ما تصفه جهودا لمنع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي.

وتمحورت زيارة ايهود باراك، وزير الدفاع الاسرائيلي الاخيرة لمصر، ولقائه الرئيس المصري في منتجع شرم الشيخ، على الموضوع الامني والتهريب الى قطاع غزة.ولا تطرح عادة اية قضايا تتعلق بالاسرى المصريين في السجون الاسرائيلية، خلال اللقاءات الثنائية بين المسؤولين الاسرائيليين والمصريين.

وكان يعتقد ان عدد الاسرى المصريين يصل الى نحو 10 اسرى، ولكن النداء الجديد، كشف عن عدد اخر غير متوقع، مما سيجعل هذا الملف مرشحا للاهتمام على الاقل بالنسبة لوسائل الاعلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف