الأشكال الجديدة للصحافة في الولايات المتحدة الأميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قبل عقد من الزمان كانت الأخبار تصل إلى عتبات بيوت الأميركيين كل صباح وتعرضها شاشات التليفزيون كل مساء. وكانت الأخبار في معظمها تُطبع أو تُبث بعد ساعات من وقوعها, وكانت مصادر الأخبار محدودة نسبيا. أما الآن فقد غيرت شبكة الإنترنت إلى حد كبير الطريقة التي يطلع بها الأميركيون على الأخبار - فقد وفرت لهم نسخا اليكترونية من الصحف المحلية والقومية وبثا اليكترونيا للأخبار عبر العديد من البرامج الإخبارية التليفزيونية.
وقد أسهمت مصادر الأخبار الجديدة تلك في تحقيق تغيير جذري في طريقة مشاهدة الأميركيين وفي طريقة عمل مصادر الأخبار التقليدية.
ما هي الاشكال الجديدة للصحافة؟
تجيء اشكال الصحف الرئيسية الجديدة في ثلاثة تصنيفات رئيسية وهي:
نسخ من الصحيفة على شبكة الانترنت
مواقع إخبارية على الشبكة لبث الأخبار
مواقع اخبارية اليكترونية تسمح لزوارها بالتعليق على محتواها وتُعرف بأسم Blogs.
والصحف المنشورة على شبكة الانترنت عبارة عن نسخة مصغرة من مثيلاتها الورقية تظهر فيها عناوين الأخبار اليومية الرئيسية وتشتمل على كافة الموضوعات الواردة في النسخة المطبوعة. وعلاوة على ذلك تضيف مواقع الصحف القومية على الانترنت موضوعات خاصة بها لا تنشرها نسخها المطبوعة ومنها على سبيل المثال الموضوعات الآنية التي ترد من وكالتي رويتر واسوشيتدبرس للأنباء ومن نطاق واسع من مواقع Blogs التي تسمح للقراء بنشر تعليقاتهم.
وهناك عشرون موقعا من نوع Blogs تابعا لصحيفة نيويورك تايمز على الانترنت عن السياسة والترفيه والسيارات والكثير غيرها. كما توفر شبكة تليفزيون CNN والشبكات الإخبارية الأخرى مواقع على الانترنت حيث تنشر برامجها الإخبارية المدعمة بلقطات فيديو من نشراتها الإخبارية السابقة.
وغالبا ما تجمع الشبكات الإخبارية عبر مواقعها على الانترنت بين الفيديو والمواد المطبوعة المنقولة عن وكالتي رويتر واسوشيتدبرس أو من صحف ومواقع اليكترونية أخرى.
كما تنشر تلك المواقع قائمة بالموضوعات والمقالات الرئيسية المدعمة بلقطات الفيديو عن احداث اليوم.
وهناك اعداد تتزايد باطراد من المواقع الفرعية المخصصة لتغطية السياسات والاخبار وهي مواقع مصممة على غرار الصحيفة وعلى نحو يمكن القراء من نشر تعليقاتهم على الموضوعات التي يقرأونها.
وفيما لم تكن مواقع Blogs اكثر من مجرد اسلوب يتواصل من خلاله المرء مع اصدقاءه فيما يتعلق بالشؤون الحياتية - فان مثيلاتها التي تتناول قضايا سياسية تطورت خلال الاعوام القليلة الماضية لتصبح اكثر انتشارا واصبحت تلك المواقع تتناول الحملات الانتخابية سواء على نحو رسمي او غير رسمي.
وفي الحملات الانتخابية الماضية وظف المرشحون الديمقراطيون والجمهوريون القائمين على نشر تلك المواقع لنشر اخبار حملاتهم الانتخابية والترويج لهم ولنشر الأراء الشخصية لأعداد لا تحصى من زوار تلك المواقع.
كيف توفر تلك المواقع اخبارا تختلف عن المصادر التقليدية؟
يتمثل الاختلاف بين المواقع الاليكترونية التي تديرها الصحف والشبكات الاخبارية ومصادر الاخبار التقليدية في خاصية الفورية بالنسبة للاخبار المطروحة. فبدلا من انتظار مشاهدة اخبار المساء او الصباح لمعرفة حدث معين - يمكن للمشاهد ببساطة ان يلجأ الى موقع الانترنت لمتابعة احدث التطورات الاخبارية. كما توفر تلك المواقع ميزة الاطلاع على تغطيات اخبارية مختلفة عبر موقع واحد. وبعكس نشرة الاخبار المسائية يمكن للمشاهد عبر الانترنت ان يختار المقاطع التي يريد مشاهدتها دون غيرها.
وعلاوة على ذلك فان المواد الاخبارية الاحدث التي تنشرها تلك المواقع ترد من وكالتيْ رويتر واسوشيتدبرس مما يضفي تنوعا على مضمونها.
وتميز مواقع Blogs الاخبارية والسياسية نفسها عن مصادر الاخبار التقليدية الاخرى من خلال نشر وجهات نظرها الشخصية ونشر الاخبار غير المتوفرة لدى المصادر الرئيسية الاخرى.
وغالبا ما تكون لبعض تلك المواقع فكرة رئيسية ( مثل دعم حزب بعينه او قضايا معينة ) وتطرح تحليلا مستقلا للاحداث. كما تكتسب تلك المواقع ميزة جذابة لا تتوفر لدى مصادر الاخبار التقليدية حينما يضيف زوار تلك المواقع تعليقاتهم وارئهم الشخصية.
وهكذا فان تلك المواقع تقدم خدمة اخبارية متميزة تحمل طابعا شخصيا وتنشر وجهات النظر التي تهم القائمين عليها وروادها.
وغالبا ما تحاول تلك المواقع تمييز نفسها عن طريق تناول الاحداث التي لا توردها الصحافة المطبوعة. ففي انتخابات عام 2004 على سبيل المثال تحدث "هوارد دين" الساعي لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة بعصبية بلغت حد الصراخ امام اجتماع حزبي جماهيري في ولاية "ايوا" . وفي انتخابات عام 2002 كانت المواقع الاخبارية من نوع Blogs وليس وسائل الاعلام التقليدية اول من نشر وعلق على عبارات اعتُبرت عنصرية تفوه بها السيناتور الجمهوري "ترنت لوت". ومع ذلك فإن الرأي العام الأميركي لم يلحظ تلك الامور على نحو واسع الا حينما بدأت وسائل الاعلام الرئيسية في تغطيتها.
الشؤون المالية الخاصة بالصحف
وفيما تتباعد الاخبار اكثر فاكثر عن الصحف المطبوعة وتتجه صوب اعلام الانترنت- وجدت الصحف نفسها عاجزة على نحو متزايد على المنافسة المالية. وطبقا لما اورده تقرير عن حالة وسائل الاعلام الاخبارية لعام 2004 فان توزيع الصحف على بيوت الأميركيين تدنى بنسبة تقرب من 50% في الفترة ما بين عاميْ 1995- 2000.
كما فقدت طبعة الاحد من تلك الصحف المشتركين منذ عام 1995 على الرغم من طرحها للمشتركين بنصف الثمن.
ولم يقتصر التدني في الاقبال على قراءة الصحف المطبوعة على الشباب فقط بل تعداه الى كافة الاعمار في الفترة ما بين عاميْ 1999- 2003 باستثناء من هم في اكبر سنا من الخامسة والستين.
ونتيجة للمنافسة الجديدة شرع العديد من الصحف والبرامج الاخبارية على شبكات التليفزيون وحتى في وجود مواقعها على شبكة الانترنت في العمل على خفض التكاليف.
وتمثلت اول خطوة في هذا السبيل في تقليص تغطية الاخبار الخارجية. فقد اوردت مقالة نشرتها صحيفة "لوس انجليس تايمز" ان تغطية الاخبار الخارجية تقلصت بنسب تتراوح بين 70%- 80% في الاعوام الخمسة عشره او العشرين التي سبقت 2001. فقد خفضت الصحف والبرامج الاخبارية اعداد مكاتبها في الخارج واعتمدت بدلا من ذلك على وكالتي رويتر واسوشيتدبرس للحصول على الاخبار الدولية وركزت تمويلها على التقارير الاخبارية المحلية والاقليمية الاقل كلفة. كما بيعت بعض الصحف وسرح البعض الاخر اعدادا ملحوظة من موظفيه نتيجة تدني عائدات توزيعها عن ذي قبل.
كما شهدت المواقع على شبكة الانترنت تغييرات استهدفت جني الربح من الاخبار التي تنشرها - فالعديد من الصحف المتاحة على شبكة المعلومات تطلب الآن من زوارها سداد رسوم اشتراك مقابل زيارة مواقعها والتعرف على المعلنين الذين يدفعون مقابلا ماليا يساعد في تمويل عمليات التشغيل.
وهناك ايضا العديد من الصحف بدءا من "نيويورك تايمز" الى الصحف المحلية الاقل انتشارا التي تطالب بسداد رسوم مقابل الاطلاع على مقالات وتقارير نُشرت قبل ايام أو اسابيع.
ويتم سداد رسوم الاشتراك إما على نحو شهري مقابل الاطلاع على كافة المواد المحفوظة في الارشيف او مقابل سداد اشتراك زهيد مقابل الاطلاع على كل مادة على حدة. وبدأت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا مطالبة زوارها موقعها الاليكتروني بسداد رسوم اشتراك مقابل الاطلاع على المقالات الافتتاحية لمحرري الاعمدة الخاصة في الصحيفة، لكنها توقفت عن ذلك يوم 13 سبتمبر الماضي.
وعلى العكس من المواقع الصحفية على شبكة الانترنت فان المواقع الاخبارية الاليكترونية لا تطالب زوارها بسداد رسوم مقابل الاطلاع على مقالاتها ومشاهدة لقطات الفيديو المحفوظة. وبدلا من ذلك تحقق تلك المواقع ارباحا من عائدات الاعلانات ومعظمها يذيع اعلانا قبل عرض اللقطات الاخبارية وهو اسلوب فعال يضمن وصول الاعلانات الى المتلقي.
ومع ذلك فان مواقع BLOGS التي تسمح لزوارها بالتعليق على المواد التي تنشرها وترتب موادها ترتيبا زمنيا تصاعديا لا تزال حتى الان بمعزل عن تلك الظاهرة لان القائمين عليها لا يتحملون الكثير من كلفة النشر وربما لا يتحملون اي كلفة على الاطلاق.
وعلى الرغم من ان بعض تلك المواقع يشتمل على اعلانات دعائية ويتلقى بعض القائمين على تشغيلها دعما ماليا من عدة مؤسسات فان معظمها يوفر فرصا لا تعوض لتقاسم اراء تلك المواقع مع العالم.
التعليقات
تقرير غير دقيق
عدنان احسان- امريكا -ماتقراه في الإنترنت , يختلف تماما عن ثقافه الصحف والجرائدالعاديه . الصحيفه لازالت لها اهميتها . والكثير من الآمريكان لايهتمون بالإنترنت كوسيله ثقافيه , بل كوسيله للتسوق , او دليل معلوماتي .فنجان القهوه والجريده اول شيئ يفعله كل امريكي كل صباح , الصحافه عند الأمريكيون ليست وسيله للتثقيف , الكثيرون من منهم ايضا يشترون الصحف حتى لو قروا نفس الخبر في الصحافه الإلكترونيه .... لكل متعه الخاصه به , ولكل دوره ... وغير صحيح ان الإنترنت انتقص من مكانه الصحافه العاديه ... واذا كان ذلك .... لماذا لم يحصل ذلك مع التلفزيون الذي يشاهد الجميع الإخبار من خلال برامجه . ... وتنشره الجرائد .