64 قتيلا بأعمال العنف التي تلت الإنتخابات في كينيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هدوء حذر في كينيا بعد أعمال شغب تلت الإنتخابات
نيروبي:اعلنت الشرطة الكينية ومشرحة كيسومو (غرب كينيا) ان 64 شخصا قتلوا ليل الاحد الاثنين في اعمال عنف تلت الاعلان عن اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي لولاية ثانية.وبذلك يرتفع الى 84 على الاقل عدد القتلى منذ يوم الانتخابات العامة في كينيا في 27 كانون الاول/ديسمبر.
وفي كيسومو، قال احد العاملين في مشرحة المدينة ان جثث 46 شخصا اصيبوا بالرصاص موجودة صباح الاثنين في مشرحة هذه المدينة التي تعد من معاقل زعيم المعارضة رايلا اودينغا.
وقال هذا الموظف الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "هذه الجثث نقلها شرطيون ليل الاحد الاثنين".وذكر ان سبع جثث اخرى وصلت الى المستشفى وسيتم نقلها الى المشرحة. واعلنت السلطات الكينية انها فرضت منع التجول في كيسومو.
وقال قائد شرطة منطقة نيانزا ان الشرطة قتلت سبعة متظاهرين في كيسومو (غرب) معقل المرشح للانتخابات الرئاسية رايلا اودينغا زعيم المعارضة.وصرح غريس كايندي ان "جثث سبعة اشخاص نقلت الى المشرحة"، موضحا ان "مجموعة من الشبان نشرت الفوضى ليلا ورفضوا التفرق فاضطرت الشرطة لاستخدام ضد مرتكبي اعمال النهب".
وفي ناكورو وسط البلاد، عثرت الشرطة على جثث سبعة اشخاص.وقال ستيفن مونغوتي قائد شرطة ناكورو في الوادي المتصدع "عثرنا على جثث سبعة اشخاص في احياء ناكورو ونبحث عن جثث اخرى". واضاف ان هؤلاء "لم يقتلوا برصاص الشرطة بل في معارك بين مجموعات سياسية متنافسة". وفي الوادي المتصدع ايضا، قتل اربعة اشخاص آخرين في مواجهات بين مجموعات متنازعة في قرية شيبير، حسبما ذكر مصدر في الشرطة.
وفي مسعى للحد من تفشي الفوضى في البلد الذي يعرف عادة باستقراره في منطقة شرق أفريقيا المضطربة ونزع فتيل واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ كينيا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1963 حظرت الحكومة البث التلفزيوني المباشر وفرضت حظر تجول على كيسومو ومواقع الاضطرابات الاخرى وأغرقت الشوارع بشاحنات الشرطة وقوات الامن.
وأظهر كيباكي البالغ من العمر 76 عاما عزما قويا وأدى اليمين الدستورية بعد ساعة واحدة من اعلان فوزه في الانتخابات ووعد بتشكيل حكومة بعيدة عن الفساد لخلق وحدة في البلد الذي يسكنه 36 مليون نسمة ينتمون لجماعات عرقية مختلفة. وزاد من احتدام الموقف رفض منافسه المعارض رايلا أودينجا نتيجة الانتخابات ووصفها بأنها مزورة وأعلن انصاره عن اجراء مراسم تنصيب بديلة "لرئيس الشعب" اليوم الاثنين في أحد متنزهات نيروبي لكن الشرطة منعت الحدث.
وصرح كبير مراقبي الاتحاد الاوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف بأنه لايزال هناك شكوك بشأن مدى دقة عملية فرز الاصوات وأن لجنة الانتخابات الكينية لم تؤكد مصداقية عملية التصويت. وقال يوم الاحد "نأسف لانه لم يكن بالامكان التحقق من التجاوزات التي توافرت للاتحاد الاوروبي ولجنة الانتخابات الكينية أدلة على وقوعها..لايزال هناك شك بشأن دقة نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أعلنت اليوم." وأضاف "عملية الفرز تنقصها المصداقية ورغم كل الجهود لم تحقق اللجنة الانتخابية الكينية مسؤوليتها ازاء هذه العملية." وقال كوكي مولوي رئيس معهد التعليم الديمقراطي وهو مؤسسة مراقبة تحظى بالاحترام "هذا يوم حزين في تاريخ الديمقراطية في هذا البلد. انه انقلاب."
ورغم تصاعد أعمدة الدخان بسبب الاحتجاجات في أحياء نيروبي الفقيرة أدى كيباكي اليمين في دار الدولة مقره الرسمي واضعا يده على نسخة من الكتاب المقدس. وقال "أشكركم جميعا على ثقتكم التي أوليتموني اياها...أدعو الجميع الى تنحية الانفعالات التي ثارت بسبب العملية الانتخابية جانبا والعمل معا."
وبعد فوز كيباكي خرج بعض أنصاره الى الشوارع يحتفلون وحث الرئيس الكينيين على تفادي "الانفعالات" الانتخابية والاتحاد من أجل بلدهم لكن مئات من أنصار أودينجا الغاضبين تجاهلوا هذه الدعوة. وقال أودينجا وهو يغالب دموعه "هناك حاشية تحيط بكيباكي تحاول أن تسرق الانتخابات من الكينيين ..قطار الديمقراطية في كينيا لا يمكن وقفه."
وأثناء حديثه قطعت الحكومة جميع أشكال البث الحي وقطعت بث المؤتمر الصحفي الذي عقده. ونظم العشرات من قوات مكافحة الشغب دوريات في الشوارع وشددوا الحراسة على مراكز التسوق خوفا من وقوع اعمال سلب. ويواجه كيباكي الان مهمة صعبة لاعادة توحيد البلاد التي قسمتها الانتخابات على اساس عرقي وفاقمت الخسائر في الارواح من الموقف.
وقال رجال أعمال ان الاشتباكات القبلية التي وقعت في مطلع الاسبع تكلف البلاد أكثر من 30 مليون دولار يوميا في صورة خسائر ضريبية الى جانب الاضرار الناجمة عن عمليات النهب. كما أنها تهدد الاستثمار في كينيا وهي اكبر اقتصاد في شرق افريقيا وتضر بسمعة البلاد كواحة تشهد استقرارا نسبيا في منطقة تعصف بها الصراعات.