قبرص ومالطا تنضمان إلى منطقة اليورو منتصف الليل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيقوسيا، ليوبليانا:تنضم قبرص ومالطا اللتان يبلغ عدد سكانهما مجتمعتين اكثر بقليل من مليون نسمة الى منطقة اليورو منتصف ليل الاثنين الثلاثاء وسط رغبة من ادارتيهما بالاستفادة من الميزات الاقتصادية لهذه الخطوة وقلق السكان من ارتفاع الاسعار.
وستصبح قبرص في الساعة22:00 بتوقيت غرينتش ومالطا بعد ساعة من ذلك الدولتين العضوين الرابعة عشرة والخامسة عشرة في منطقة اليورو بعد انضمام سلوفينيا في كانون الثاني/يناير الماضي.
ويبدو البلدان صغيرين جدا في منطقة اليورو اذ يبلغ عدد سكان قبرص 800 الف نسمة ومالطا 400 الف، بانضمامهما الى كتلة سيبلغ عدد سكانها بذلك نحو 318 مليون نسمة.
وجزيرتا قبرص ومالطا الواقعتان في البحر المتوسط اللتان كانتا مستعمرتين بريطانيتين سابقتين في الستينات، هما بلدان صغيران لا يشكلان اكثر من 17،0% و0،06% على التوالي من اجمالي الناتج الداخلي لمنطقة اليورو.
وقال المصرفان المركزيان في البلدين ان هذه العملية ادت الى إصدار اكثر من مئة مليون ورقة نقدية واكثر من 500 مليون قطعة نقدية معدنية من اليورو.ولكن وعلى الرغم من ان الناتج الداخلي الاجمالي للفرد في كل من قبرص ومالطا هو دون معدل الدخل الفردي في منطقة اليورو (92% في قبرص و71.5% في مالطا) فان الجزيرتين تدخلان بقوة الى منطقة اليورو مدعومتين بمعدلات نمو مرتفعة تتأرجح حول نسبة 4% لكل منهما بالاضافة الى رضى بروكسل عن استعداداتهما لهذه الخطوة.
واعلنت المفوضية الاوروبية انه وبعد اقل من اربعة اعوام على انضمام الجزيرتين الى الاتحاد الاوروبي فهما "مستعدتان جيدا" لاعتماد اليورو.وبعد مرحلة وضع الاسعار على السلع بكلا العملتين المحلية واليورو وتوزيع مئات آلاف الحاسبات الالكترونية على السكان، من المقرر ان يتم استقبال العملة الموحدة في كلا الجزيرتين باحتفال مساء الاثنين، تتخلله مفرقعات تطلق فوق ميناء العاصمة المالطية فاليتا.
وفي قبرص، ستعتمد القاعدتان العسكريتان البريطانيتان الموجودتان فيها، ديكيليا وابيسكوبي-اكروتيري، اللتان تتمتعان بالسيادة وتبلغ مساحتهما 252 كلم مربع، اليورو على الرغم من ان بريطانيا تعتمد الجنيه الاسترليني. وتميز الاسبوع الاخير باقبال كثيف من السكان على العملة الاوروبية الموحدة ما ادى الى صفوف انتظار طويلة في مصارف العاصمة نيقوسيا.ويعول قادة البلدين على الفوائد الاقتصادية التي سيتم جنيها من اعتماد اليورو.
فمالطا التي خسرت موقعها كجنة ضريبية ولكنها ما تزال تحافظ على نظام اقتصادي جذاب، تنوي خصوصا الاستفادة من الفرصة لتسريع انتقال اقتصادها نحو خدمات الصناعة والتكنولوجيا المتطورة.اما في قبرص فيقول المسؤولون ان اعتماد اليورو سيجذب المستثمرين ويعزز النمو ويدعم الاستقرار النقدي.
واكثر من هذا فبالنسبة الى السياحة، التي تعتبر العمود الفقري لاقتصاد الجزيرة والتي وضعت قبرص في المرتبة الثالثة سياحيا على صعيد دول المتوسط، فان اعتماد اليورو سيجذب المزيد من الاوروبيين الذين لن يضطروا الى تحمل الخسارة الناتجة من تبديل العملة.
وقال الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس "نحن واثقون من ان اعتماد اليورو سيخلق ظروفا مؤاتية للتوصل الى توحيد قبرص، واقتصادها واراضيها".وقبرص مقسمة منذ 1974 بين شطر يوناني جنوبي على مساحة ثلثي الجزيرة وشطر شمالي تركي تقوم عليه "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة وتعتمد الليرة التركية.الا ان اعتماد اليورو يثير قلق السكان الذين يتخوفون من ارتفاع الاسعار كما سبق وحصل في بلدان عدة اعتمدت العملة الاوروبية.
وقال كريستوفيس كريستوفي صاحب متجر لبيع الملبوسات في الجزيرة "نفسيا، الناس يتوقعون الأسوأ".واظهرت استطلاعات للرأي اجراها الاتحاد الاوروبي مؤخرا ان نحو 70% من القبارصة يعتقدون ان اعتماد اليورو سيؤدي الى تضخم كبير (معدله الحالي 3%).ولكن المصرف المركزي القبرصي يؤكد العكس ويقول "بل ان الاسعار ستشهد انخفاضا طفيفا"، لان المتاجر الكبرى سبق وان اعلنت انها ستدور الاسعار عند وجود كسور، الى الرقم الادنى وليس الاعلى.
وفي مواجهة مخاطر التضخم، وقعت الحكومة المالطية 12 اتفاقا مع مستوردين لتثبيت الاسعار، بين تشرين الاول/اكتوبر 2007 وآذار/مارس 2008، تشمل 6700 من السلع والخدمات.واعتمدت الجزيرتان اجراءات كفيلة بكشف اي ارتفاع مبالغ به في الاسعار.ولكن قيمة العملة "القديمة" في كلتا الجزيرتين "اقوى" من العملة الاوروبية. فاليورو يساوي 0.429300 ليرة مالطية و0.585274 جنيه قبرصي.
وعمليا فان التداول بالجنيه القبرصي سيظل صالحا حتى نهاية كانون الثاني/يناير، ولكن خبراء يؤكدون انه سيختفي من التداول في غضون 15 يوما فقط.
سلوفينا ستتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي في اول السنة الجديدة بتواضع لكن بثقة
من جانبها تريد سلوفينيا الدولة الصغيرة التي ستصبح في الاول من كانون الثاني/يناير اولى الدول الاعضاء الجديدة التي ستتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي، ان تضع البلقان والمصادقة على معاهدة لشبونة في اولويات رئاسة ستتسلمها بتواضع لكن بثقة.
فهذه الدولة الصغيرة اقتصاديا وديمغرافيا اذ لا يتجاوز تعدادها السكاني المليوني نسمة، تدرك ان هامش المناورة لديها سيكون محدودا خصوصا وانها ترث برنامج عمل معد مسبقا وستليها في النصف الثاني من السنة في رئاسة الاتحاد احدى دوله العملاقة، اي فرنسا، التي تتعاون معها بشكل وثيق.
الا ان سلوفينيا تعتزم الافادة كليا من وضعها كجمهورية يوغوسلافية سابقة لتكون جسرا بين الاتحاد الاوروبي ومنطقة البلقان في وقت يبدو فيه اعلان سريع لاستقلال كوسوفو من قبل الغالبية الالبانية في الاقليم امرا محتوما.
واوضح سكرتير الدولة للشؤون الاوروبية يانيز لينارسيتش لوكالة فرانس برس "ان احد تحدياتنا الرئيسة سيكون التوصل الى موقف موحد للاتحاد الاوروبي في هذا الملف".واسر وزير الخارجية ديميتري روبل في بروكسل من دون ان يلفظ كلمة الاستقلال التي تعتبر من المحرمات، انه يرغب في ان تنتهي هذه العملية قبل انتهاء الرئاسة السلوفينية للاتحاد في 30 حزيران/يونيو 2008.
وقد عبرت الولايات المتحدة ونحو عشرين دولة من دول الاتحاد الاوروبي عن استعدادها للاعتراف باستقلال هذا الاقليم الصربي المأهول بغالبية البانية لكن لا يتوافر اي اجماع اذ ان قبرص وسلوفاكيا واليونان ورومانيا متحفظة جدا حيال هذا الامر.
وعلى نطاق اوسع ترغب ليوبليانا في "تسريع عملية الانضمام" الى الاتحاد الاوروبي لجميع الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة. وفي هذا الصدد قال لينارسيتش "اننا لا نطلب المس بمعايير الانضمام لكننا نود ان تتحلى اوروبا بالارادة لمساعدة هذه الدول وعدم الاكتفاء بمجرد الانتظار".واضاف "اننا نعرف جيدا هذه الدول لاننا كنا الى زمن حديث جزءا من البيئة الاقتصادية والسياسية نفسها. فذلك لا يخدم لا مصالح الاتحاد الاوروبي ولا مصالحها ان بقيت خارج الاتحاد الاوروبي".
وقد فتحت كرواتيا نحو نصف الفصول او المواضيع ال35 التي تشتمل عليها مفاوضات الانضمام الى الاتحاد لكن صربيا لم توقع حتى اليوم سوى "بالاحرف الاولى" على اتفاق شراكة.
الى ذلك ترغب ليوبليانا ان تلعب دورا محركا في عملية المصادقة على معاهدة لشبونة ذات الصلة بالمؤسسات الاوروبية، لكونها احدى اولى الدول، بعد المجر، التي ستصادق عليها مطلع العام 2008.واعتبر لينارسيتش "ان رئاسة الاتحاد الاوروبي تمثل تحديا هائلا سنعرف كيف نواجهه"، مضيفا "انه ايضا تكريس لدولة لم تكن مستقلة قبل 17 عاما ونجحت منذ ذلك الحين في انتهاج الديمقراطية وفي اندماجها في الاتحاد الاوروبي".
لكن يتوقع ان تلعب ليوبليانا دورا بروتوكوليا بالدرحة الاولى في ما يتعلق باستراتيجية تطوير التنافسية في الاتحاد الاوروبي وكذلك في سياستها في مجال البيئة والطاقة، وهما ملفان استراتيجيان مطروحان على جدول اعمال قمة قادة الدول الاوروبية ال27 في اذار/مارس المقبل.
وقال وزير المالية اندريه بايوك "ان بلدا صغيرا لا يملك القدرة على فرض ارائه لكن ربما يكون اكثر فاعلية في السعي للتوصل الى اجماع"، مشيرا الى ان سلوفينيا ستعرف كيف تتسلح ب"روح الفكاهة وكثير من الصبر".
ورأى المحلل بوروت غرجيتش مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في ليوبليانا ان "الرئاسة السلوفينية ستقاد اساسا من بروكسل".
لكن سلوفينيا "اظهرت قدرات ادارية مع رئاستها منظمة الامن والتعاون في اوروبا (في العام 2005) وبما انه لم يعد عليها اثبات اي شيء على الصعيد الاوروبي ليس لديها اي عقد في الالتزام كليا من اجل البلقان والاضطلاع بدورها كجسر بين اوروبا وهذه المنطقة".