مصر تكشف قضية تخابر لحساب إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بطلها طالب بالأزهر يحمل الجنسية الكندية
مصر تكشف قضية تخابر لحساب إسرائيل
حالة تعذيب جديدة في مصر تكشفها المدونات
تظاهرة للمصورين في القاهرة بعد طردهم من البرلمان
ووفقاً لذات المصدر القضائي فقد كشفت التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا عن أن المتهمين قاموا خلال الفترة من آب (أغسطس) عام 2001 وحتى أول كانون الثاني (يناير) من العام الجاري 2007 بالعمل مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد .
ومضى المصدر قائلاً إن التحقيقات أوضحت أن ضباط المخابرات الإسرائيلية الثلاثة اشتركوا بطريقتي الاتفاق والمساعدة مع العطار في ارتكاب جريمة التخابر، حيث اتفقوا معه على إمدادهم بتقارير تتضمن معلومات عن بعض المصريين والعرب المقيمين في تركيا وكندا، وقد ساعدوه في ذلك بأن سهلوا له الإقامة المشروعة والعمل في أماكن تواجد المصريين والعرب بتركيا وكندا .
تركيا وكندا
وحسبما ورد في التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا في مصر فإن المتهمين الأربعة اشتركوا في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمتي الرشوة والتخابر، وقد بدأت التحقيقات في هذه القضية عام 2002 بناء على تحريات هيئة الأمن القومي (المخابرات العامة) التي بدأت في 26 كانون الثاني (يناير) من العام 2002 .
وقد أفادت البلاغات أن محمد عصام غنيم العطار الطالب بجامعة الأزهر يعمل مع المخابرات الإسرائيلية بتركيا، وأنه استخرج جواز سفر في العام الدراسي 2001 وغادر مصر في هذا التاريخ إلى تركيا وتوجه إلى السفارة الإسرائيلية هناك، عارضا العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية التي تم تجنيده بمعرفتها وكلف بأن يكون على ارتباط بالمصريين والعرب المقيمين بتركيا في أماكن تجمعهم، وخاصة مقهى مصر الواقع بالقرب من السفارة المصرية بأنقرة .
وأشارت التحقيقات إلى أنه تم تكليف العطار أيضا بانتقاء عناصر من المصريين والعرب المقيمين بتركيا للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، مقابل عائد مادي مجز ومحاولة اختيار الصالح منهم للعمل مع المخابرات الإسرائيلية وإغرائهم بالمال والنساء كوسيلة للسيطرة عليهم .
ونجح محمد العطار بالفعل في تقديم بعض المصريين وأبناء الدول العربية إلى المخابرات الإسرائيلية مقابل الحصول على مبالغ مالية . وأوضحت تحريات هيئة الأمن القومي أن المتهم محمد العطار غادر تركيا إلى كندا، وحصل على وثيقة إقامة كندية باسم جوزيف رمزي عطار، وأنه تقرب من العرب والمصريين المتواجدين بكندا ، وشوهد أكثر من مرة مع عنصر تابع للمخابرات الإسرائيلية التي رتبت له العمل والإقامة هناك . كما شوهد المتهم أكثر من مرة في أماكن آخرى بمدينة تورنتو مع عنصر من المخابرات الإسرائيلية هو تونجاي جوماي ، وأنه اشترى سيارة مرسيدس حديثة الموديل ، وتم إلحاقه بأحد البنوك في كندا .
دوائر علاقات
وأوضحت التحقيقات أن المتهم محمد العطار نجح في تكوين دائرة علاقات كبيرة بأوساط المصريين والعرب بكندا ، وأنه اعتزم العودة للبلاد في الساعات الأولى من صباح الأول من يناير الماضي عن طريق مطار القاهرة الدولي ، وانتقلت النيابة في هذا التاريخ إلى المطار وتم ضبط المتهم فور وصوله.
واعترف العطار في التحقيقات أنه كان يدرس بالسنة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر حتى العام الدراسي 2000 - 2001 ، وأنه كان يشعر بعدم اندماجه بالمجتمع المصري فقرر السفر إلى الخارج وعدم العودة نهائيا ، واختار دولة تركيا لسهولة الحصول على تأشيرة سياحية إليها فضلا عن قربها للعديد من الدول الأوروبية.كما اعترف المتهم في التحقيقات بأنه غادر مصر أوائل شهر يوليو عام 2001 وتقدم لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بأنقرة بطلب اللجوء الإنساني والهجرة إلى أي دولة غربية ، وتعرف على ضابط المخابرات الإسرائيلي دانيال ليفي الذي أبلغه العطار بجميع التفاصيل الخاصة بظروفه الاجتماعية ، وساعده دانيال في الحصول على اللجوء الإنساني من مفوضية شؤون اللاجئين.
واعترف العطار أيضا بأنه تلقى تدريبا من ضابط المخابرات الإسرائيلي على كيفية الحصول على المعلومات من المصريين وأبناء الدول العربية المتواجدين بأنقرة والتقرب منهم وتصويرهم وإعداد تقارير عن ظروفهم الاجتماعية وظروف تركهم لبلادهم وإبراز النقاط السلبية والإيجابية في شخصية كل منهم لانتقاء من يصلح للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية. واعترف المتهم في التحقيقات أنه قدم تقارير عن بعض العرب والمصريين المقيمين هناك مقابل مبالغ مالية حصل عليها من دانيال ليفي الذي كلفه بعد فترة بالسفر إلى كندا، حيث استقبله هناك ضابط المخابرات الإسرائيلي كمال توشبا الذي وفر له العمل في أحد محلات الوجبات السريعة وكلفه بإعداد تقارير عن المصريين والعرب المقيمين بكندا لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، وأنه قدم تقارير بالفعل عنهم مقابل مبالغ مالية حصل عليها من كمال توشبا.
اعترافات وتحقيقات
ووفقاً لما تضمنته القضية فقد اعترف المتهم محمد عصام غنيم العطار الطالب بجامعة الأزهر بأن ضابط المخابرات الإسرائيلي كمال توشبا طلب منه عدم إيداع تلك المبالغ في حسابه المصرفي حتى لا يمكن تتبعه من قبل أجهزة الأمن .
وقال المتهم في التحقيقات إن كمال توشبا كلفه بعد فترة بالسفر إلى مدينة تورينتو لكثافة تواجد المصريين والعرب هناك، حيث استقبله تونجاي جوماي ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي سهل له العمل في محلات للوجبات السريعة بجوار المسجد الرئيسي بتورنتو ، وكلفه أيضا بإعداد تقارير عن المصريين والعرب هناك لانتقاء من يصلح منهم للعمل مع المخابرات .
ثم ألحق تونجاي جوماي العطار للعمل بأحد البنوك هناك، وطلب منه أن يطلعه على حسابات عملاء البنك من المصريين والعرب، وأن يعد تقارير بملاحظاته عن المعلومات الشخصية لهم وحجم تعاملاتهم مع البنك، وأرقام هواتفهم، وانتقاء من يصلح منهم للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، وقدم العطار لهم تقارير عن ذلك .
ومضى العطار قائلاً في اعترافاته إنه عقب حصوله على الجنسية الكندية في نوفمبر 2006 استأذن ضباط المخابرات الإسرائيلي تونجاي جوماي في العودة إلى مصر في إجازة لمدة شهر لزيارة أهله ، وطلب منه تونجاي التوجه إلى دولة إسرائيل عقب قضاء الإجازة والاتصال به لإبلاغه بالتعليمات الجديدة .
وأرسل ضابط المخابرات الإسرائيلي للعطار عبر الانترنت شرحا يوضح له كيفية سفره إلى إسرائيل من مصر عن طريق الأردن، وأماكن تجمع حافلات الركاب في القاهرة، ومواعيدها وأسعارها، وعثرت النيابة لدى تفتيش متعلقات المتهم على تلك الورقة .