حملة لوقف نهب الاثار في افغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: اطلق المجلس الدولي للمتاحف (ايكوم) حملة عالمية لتنبيه الرأي العام الى عمليات الاتجار غير المشروع بالقطع الاثرية الافغانية على امل وقف النهب المكثف والكارثي الذي تتعرض له افغانستان منذ ثلاثين عاما. واوضح الامين العام للمجلس الدولي للمتاحف جون زفيريف الجمعة لدى عرضه امام الصحافيين "لائحة حمراء للاثار الافغانية المهددة" ان "هذه المبادرة تهدف الى منع التهريب من خلال الاسهام في جعله اقل ربحية عبر تجفيف السوق".
و"اللائحة" التي يصفها واضعوها بانها "غير كاملة" تتضمن كراسا مرفقا بصور ملونة ل18 صنفا من القطع التي تشمل رؤوسا من الجص لتماثيل بوذا تعود الى العصر الهيليني من غندارا ومخطوطات من الحقبة الاسلامية. وقد حظيت العملية بتمويل من وزارة الخارجية الاميركية. وعلى غرار "اللوائح الحمراء" الثلاث الاولى لايكوم حول افريقيا واميركا اللاتينية والعراق، لا يتعلق الامر بقائمة للقطع المسروقة بل بوثيقة موجهة الى اهل المهن مثل المتاحف والخبراء واخصائي الاثار ودور البيع، وكذلك الى الجمهور وهواة الجمع، على ما اوضحت جنيفر تيفنو المسؤولة في المجلس الدولي للمتاحف.
وخلال النزاعات المتعاقبة التي تجتاحها منذ السبعينات فقدت افغانستان الاف القطع الاثرية الثمينة التي اما سرقت من متاحفها او انتزعت من مواقع سرية للتنقيب عن الاثار ثم بيعت في الخارج. واكد زماريالاي ترزي المدير العام السابق للاثار في افغانستان بين 1973 و1979، مستندا الى بيانات الجرد للمتاحف الافغانية قبل سنوات الحرب، اختفاء حوالى 50 الف قطعة ثلثها من موجودات متحف كابول.
وفي العام 2001 اصدر نظام طالبان امرا بتدمير تماثيل بوذا العملاقة في باميان وقسما من المجموعات الوطنية في كابول لكن خصومهم غالبا ما غضوا الطرف عن ذلك او حتى انهم شاركوا مباشرة في عمليات النهب. مثل "الاربعة اطنان ونصف من قطع العملة الذهبية والفضية والبرونزية من القرن الخامس قبل المسيح الى القرن الثالث بعد المسيح التي اكتشفت في مير زكا قرب غارديز (100 كلم الى جنوب كابول) واخرجت من البلاد في السنوات الممتدة بين 1992 و1994" في عهد الرئيس برهان الدين رباني، على ما اكد ترزي.
وقال هذا الافغاني وهو اليوم برفسور علم الاثار الشرقية في جامعة ستراسبورغ (شرق فرنسا) "انه اكبر كنز للمسكوكات في العالم". وقد انتهى مسار بعض القطع الاثرية الافغانية في متاحف مرموقة اعضاء في ايكوم مثل متروبوليتان ميوزيوم في نيويورك الذي يتهمه ترزي بانه حصل على رأس بوذا شاب من العصر الهيليني مصنوع من الصلصال بعينين من الياقوت، يعرفه جيدا لانه هو الذي عثر عليه في موقع تابي شوتور" القريب من جلال اباد (شرق).
واكد لدى عرضه الفيلم "هذا الرأس اعددت منشورا بخصوصه وادرج حتى في الموسوعة يونيفرساليس". ولفت زفيريف من جهته الى ان "احد اهداف ايكوم هو القيام بدور الوساطة بين البلدان المصدر للقطع الاثرية التي تتصل بنا والمتاحف المعنية للوصول الى حل مرض". وصرح سفير افغانستان في بروكسل تندار هومايون ان "حكومة كابول اتخذت تدبيرين منذ سقوط الطالبان في اواخر العام 2001: التصويت على قانون يحظر عمليات التنقيب السرية والاتجار غير المشروع بالاعمال الفنية وانشاء شرطة خاصة للاشراف على المواقع" الاثرية.
واقر مع ذلك بان "الوسائل غير كافية للاسف والمواقع التي يجلها الشعب ما زالت تتعرض ليلا لعمليات التنقيب". وقد اختار ايكوم الذي يوجد مقره في باريس، بروكسل لعرض هذه اللائحة الحمراء حول افغانستان لان "بلجيكا بلد ترانزيت تمر عبره القطع الاثرية بشكل مكثف" كما اكد زفيريف الذي كان يعقد مؤتمره الصحافي في مقر الشرطة الفدرالية البلجيكية.