في فلسطين: الأخوة يأكلون معاً في البيت ويتقاتلون في الشارع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله، القاهرة، وكالات: ليس مشهداً من فلم سينمائي أعده أحد المخرجين الكبار في استوديوهات هوليود، بل حقيقة مثيرة للجدل تجري حالياً في فلسطين، الأخوة يتقاتلون في الشارع.. ويأكلون معاً في البيت. فقطاع غزة تحول الى ساحة قتال مفتوحة بين عناصر حماس وفتح، وهو لا يخلو من تبادل إطلاق النيران بين الإخوة والأصدقاء، فبعض العائلات الفلسطينية يتوزع أبناءها في عملهم بين القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية بقيادة حماس وبين الأجهزة الأمنية الفلسطينية المحسوبة على الرئاسة الفلسطينية، وهو ما يعزز امكانية التصادم وتبادل الرصاص في أزقة مدن ومخيمات قطاع غزة.
فالقطاع الذي لا تتجاوز مساحته ما يقارب 365 كم مربع يسكنه أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، والجميع بصورة أو بأخرى يعرف الجميع وإمكانية تصادم أبناء البيت الواحد والأصدقاء والجيران ليست مستحيلة، وهو ما يجعل الأم الفلسطينية التي ذاقت الويلات والألم على مدار سنين مضت تعيش ألما من نوع جديد هذه الأيام، فأبناءها يتقاتلون أمامها دون أن تكون قادرة على فعل شيء.
ولا يتوقف الاقتتال الداخلي على الاشتباكات وحالات الخطف في الشوارع فقط، وإنما يشمل النزعات والخلافات داخل الأسر، فالشاب (م) والذي ينتمي لحركة حماس في مدينة نابلس روى لـ إيلاف ما حدث على طاولة العشاء من خلاف وصراع فصائلي مع والده الذي يعتبر أحد كوادر حركة فتح في المدينة.
ويقول الشاب: كنا نتحدث عما يجري في قطاع غزة، وأبديت استغرابي من نقل الأحداث المؤسفة لمدن الضفة الغربية، وخطف بعض قياديي حماس في مدينة نابلس على أيدي كتائب شهداء الأقصى، ولكن والدي هاجمني، وهددني بالطرد من البيت في حال استمريت بالحديث، مبرراً ذلك بأن ما يحدث في نابلس هو رداً على المجازر التي ترتكبها القوة التنفيذية في غزة بحق أبناء وعناصر فتح.
هذه صورة من عشرات الصور التي تحدث في فلسطين خلال هذه المرحلة التي توصف بأنها من اشد المراحل صعوبة في حياة الفلسطينيين الذين اعتدوا على وجود عدو واحد اسمه "إسرائيل"، أما اليوم فان كل فلسطيني بات يحلم في وقف الاحتراب الداخلي لينعم في الهدوء والطمأنينة.
الحجة أم أيوب (64 عاما) تقول: لم نشعر خلال سنوات الاحتلال الطوال بالخوف على أولادنا كما نشعر بالخوف عليهم اليوم خلال الصراعات الدائرة بين الأخوة من فتح وحماس، فما يجري لم نكن نتوقعه، وعلى الجميع وقف نزيف الدم الفلسطيني.
يأتي هذا فيما يبدو أن التعصب الحزبي في فلسطين يتصاعد بشكل مخيف، فالصراع لم يتوقف فقط على الكبار، بل أن الأطفال أيضا يدخلون بالصراع من بابه الكبير، فتراهم تارة يضعون شارات خضراء وصفراء على رؤوسهم (في إشارة لرايات حركة حماس الخضراء ورايات فتح الصفراء)، وتارة اخرى يطلقون النار على بعضهم من أسلحتهم البلاستيكة وقد تتطور المسألة للاشتباك بالأيدي.
وأكد المدرس خالد سليم في محافظة سلفيت ان الاشتباكات الدائرة بين فتح وحماس انعكست على علاقات الطلبة في المدرسة، واضاف " هناك العديد حالات الخصام بين الطلبة في الصف الواحد، وعلاقاتهم متوترة في اغلب الأحيان، ورغم أننا نحاول حثهم على ضرورة أن يتفهم كل منهم الآخر، إلا أن تربية البيت والشارع أقوى من المدرسة، كونهم يقضون جل وقتهم خارج أسوارها، ورغم ذلك نحاول دائماً حثهم على الوحدة ونبين لهم أهميتها بالنسبة للشعب الفلسطيني، وارى بأنه يتوجب على الأسرة في البيت أيضا الوعي لهذه النقطة وزرع الصفات الحميدة في نفوس الأطفال، ودفعهم نحو تقبل الطرف الأخر لنكون بذلك قادرين على تأسيس جيل واعي ومتفهم ومدرك لخطورة الاقتتال والحرب الأهلية".
أوغلو : خمسة قضاة للتحقيق في تجاوزات فتح وحماس
إلى ذلك أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو عن تقديره للجهود المخلصة التي تقوم بها مصر من أجل العمل على وقف الاقتتال بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، مشيرا إلى أن المنظمة تحمل مبادرة بهذا الشأن أيضا تهدف إلى وقف القتال الفلسطيني الفلسطيني وعودة الهدوء إلى الشارع.
وأكد أوغلو في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة على أنه لا يوجد أحد في العالم الإسلامي يقر بما يجرى من قتال في فلسطين، محملا فتح وحماس مسؤولية ما يجرى من نزاع يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني، ومناشدا الزعامات السياسية في الحركتين بالسيطرة على الفصائل المسلحة وعودة الهدوء والاستقرار.
وأشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيق تتكون من خمسة قضاة أحدهما ترشحه فتح والآخر ترشحه حماس إلى جانب ثلاثة من الدول التي يقبل الجميع بمكانتها، وذلك للتحقيق في التجاوزات التي حدثت بين الحركتين وأدت إلى اندلاع القتال، موضحا أنه تم الاتفاق مع القضاة الثلاثة، وتترقب المنظمة حاليا تحديد أسماء قاض عن فتح وآخر عن حماس.
وندد أوغلو بما تقوم به حاليا قوات الاحتلال الإسرائيلي من العمل على هدم جسر يربط بين الحرم القدسي وحى المغاربة، مؤكدا أن إسرائيل تخالف بذلك سائر الاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية وأن محاولاتها المتكررة لهدم أجزاء ومعالم من المسجد الأقصى لها رد فعل سلبي كبير في العالم الإسلامي.
وأكد أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي حق سائر الدول الإسلامية في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية انطلاقا من حقها في استخدام التقدم العلمي والتكنولوجي، مشيرا إلى أن كثيرا من دول العالم في الوقت الراهن أصبحت تستخدم الطاقة النووية في استخدام الكهرباء، فضلا عن استخدامها في المجالات الطبية والعلمية المختلفة.
وأعرب أغلو عن عميق أسفه ودهشته لما وصلت إليه الأحداث داخل العراق موضحا أن الظروف التي مرت بها العراق في العقود الأخيرة الماضية من مغامرات عسكرية وانقلابات ودخول أيدولوجيات غربية إلى المجتمع العراقي، وأخيرا الغزو الأميركي للعراق لعبت دورا في إعادة تأجيج نيران الفتنة الطائفية في العراق.
وأكد أن المسؤولية الآن في العراق تقع على عاتق القادة السياسيين والدينيين من أجل العمل على استعادة الأمن والاستقرار، مناشدا دول الجوار وكذلك دول التحالف في العراق للتعاون من أجل الوصول إلى صيغة للخروج من الجحيم المستمر في العراق.
وأعرب عن تأييد المنظمة الكامل لوثيقة مكة التي تناولت الوضع العراقي والتي أكدت أن أحدا لا يقر استخدام الدين للقتل والهدم والتهجير أو ارتكاب جرائم باسم الدين، منوها بأنه طبقا لما تم الاتفاق عليه في وثيقة مكة فإن المنظمة تعمل حاليا على إنشاء هيئة مستقلة لحقوق الإنسان وإنشاء صندوق لمكافحة الفقر من خلال جمع 10 مليارات دولار.